محمد الخروبي ...
اقتحم حصون الأعداء ودكها فوق رؤوسهم
نبع العطاء لدى المقاومة الفلسطينية لا ينضب، و شلال الدماء نهر لا يتوقف، و فلسطين الأسيرة ترنو فرسانها بترقب، تنتظر فارسا جديدا يكسر قيدا أخر من قيودها، و قد جاء دور الفارس محمد خليل الخروبي، فارس من فرسان الناصر صلاح الدين , الذي ترجل مقتحما لموقع ملكة الصهيوني شرق مدينة غزة، فجندل من الصهاينة ما جندل، يرافقه في تلك العملية الاستشهادية ابن كتائب الشهيد عز الدين القسام الشهيد خميس يوسف الغزالي.
كانت مدينة غزة على موعد مع ميلاد الفارس محمد خليل الخروبي، الذي أبصر النور وسط أسرة فلسطينية محافظة، ذاقت مرارة الهجرة عام 48، عندما أجبرت مع الاف الأسر الفلسطينية على الرحيل من مدينة حيفا، بعد سلسلة طويلة ومريرة من الجرائم الصهيونية البشعة بحق الأطفال والنساء والشيوخ.
و يحتل الشهيد محمد الترتيب الخامس بين أشقائه الذكور، و قد غرست في قلبه معاني العطاء والوفاء، فأسرته التي ذاقت مرارة الهجرة، علمته حب فلسطين، و الجود بالدماء في سبيل استردادها، علها في يوم من الأيام تعود إلي يافا عروس فلسطين.
الذاكر لله
عرف الشهيد الخروبي طريقه إلي العلم مبكرا، فالتحق بمدرسة الإمام الشافعي لدراسة المرحلة الإبتدائية، ثم انتقل إلي مدرسة الفلاح لدراسة المرحلة الإعداية، و كانت مدرسة يافا الثانوية للبنين محطته الأخيرة، حيث التحق بعدها بالعمل في مجال القصارة، سعيا منه لمساعدة أسرته في مواجهة أعباء الحياة المادية.
اشتهر محمد بطيبة قلبه و حسن معاملته للآخرين، و حرصه كذلك على أداء جميع الصلوات في المساجد، مما مهد الطريق أمام الجميع كي يحبوه، حيث عرف بارتياده لمسجد عز الدين القسام القريب من منزل أسرته، فقد كان متدينا بدرجة كبيرة، و قد ازداد تعلقه بالشهادة في سبيل الله، مع كل جريمة صهيونية ارتكبها الاحتلال بحق أبناء شعبه المجاهد.
و اعتاد الشهيد الخروبي قيام الليل، و داوم على تلاوة القرآن الكريم، و كانت قنوات القرآن الكريم محطاته المفضلة، بل انه كان يلهج بآيات الذكر الحكيم خلال ممارسته لعمله في مهنة القصارة التي أجادها.
يقول خليل الخروبي والد الشهيد " لقد كان محمد مطيعا، ذو أخلاق طيبة، و قد كنت أرغب في أن أزوجه، بعدما أكملت بناء شقته في المنزل، لكنه انصرف عن الحياة، وأقبل على الشهادة في سبيل الله، لاسيما بعد استشهاد صديقه إياد الطهراوي ".
شهيد.. يشيع ..شهداء
و شارك الخروبي في كثير من فعاليات الانتفاضة المباركة، فلطالما شييع الشهداء، و سار في مظاهرات لدعم المقاومة الفلسطينية، حتى أتيحت له فرصة الالتحاق بركب المقاومة، عبر الانضمام للمقاومة الشعبية وجناحها العسكري.
محمد الذي عشقت روحه الشهادة، طفق بحثا عنها في كل المواجهات مع العدو، فكان كالأسد الهصور يواجه العدو في مختلف الاجتياحات للمناطق الفلسطينية، حيث شارك إخوانه المجاهدين في صد الاحتلال الغاشم عن ثغر حي الزيتون في الجنوب الشرقي لمدينة غزة، لكن الشهادة لم تكن مكتوبة له في تلك المواطن، و إنما في موطن أخر.
و في عصر يوم الاثنين 29-11-2004، كان الخروبي على موعد طالما انتظره بشوق ولهفة، فأخيرا سيلحق برفيق دربه الشهيد القسامي إياد الطهراوي، فقد وقع عليه الأختيار من قبل قيادته في الجناح العسكري، ليشارك أحد فرسان القسام مهمة تنفيذ عملية استشهادية، تتمثل في اقتحام موقع ملكة العسكري الصهيوني جنوب شرق مدينة غزة.
و بكل بسالة الأبطال، وشجاعة الفرسان، تقدم الاستشهاديان محمد الخروبي و يوسف الغزالي، و اقتحموا الموقع العسكري الصهيوني، وأوقعوا حسب اتصال أحدهم بغرفة قيادة العملية، ثلاثة قتلى من جنود الاحتلال على الأقل، و مما يؤكد ذلك، حركة الاسعافات التي شوهدت في الموقع، وتحليق الطائرات فور وقوع العملية.
الشبكات الاجتماعية
تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية