لا عهد لهؤلاء ولا حياء ولا خجل، الاحتلال شريكهم وولي نعمتهم، وهو من يُقرر من يحضر المؤتمر ومن لا يحضر،

الرئيس محمود عباس يُعلن تأجيل مؤتمر فتح السادس

السبت 01 أغسطس 2009

الرئيس محمود عباس يُعلن تأجيل مؤتمر فتح السادس

بقلم الدكتور /إبراهيم حمامي

"صرح مصدر مسؤول في الرئاسة الفلسطينية أن الرئيس محمود عبّاس قرر تأجيل المؤتمر العام السادس لحركة فتح والذي كان من المزمع عقده في الرابع من هذا الشهر، وقد برر المصدر سبب التأجيل بالتزام الرئيس أبو مازن بالتعهد الذي قطعه على نفسه في شهر مايو أيار الماضي بعدم انعقاد المؤتمر في حال منعت "اسرائيل" ولو عضو واحد من الدخول وحضور المؤتمر، وبعد تأكيد الأنباء التي تحدثت عن منع منير المقدح من لبنان وكذلك اثنا عشر مبعداً في أوروبا بحسب تصريحات جهاد جعارة المبعد في ايرلندا وآخرين لم تحددهم المصادر، وكذلك بسبب الزيادة الكبيرة في عضوية المؤتمر والتي بلغت 2450 عضواً فيما العدد مرشح للزيادة، وبعد قرار قيادات فتح اقليم غزة مقاطعة المؤتمر، ليضيف المصدر في الرئاسة الفلسطينية أن العهد هو العهد والقسم هو القسم. جاءت تلك التصريحات رغم وصول بعض القيادات الفتحاوية والتي كانت مطلوبة للاحتلال إلى الضفة الغربية وبشكل رسمي ومنهم سلطان أبو العينين أمين سر حركة فتح في لبنان وسمير الرفاعي أمين سر حركة فتح في سوريا".

 

لا تتعجبوا أو تستغربوا، لأن الخبرغير صحيح البتة، على الأقل حتى هذه اللحظة، خبر لا يمت للواقع بصلة، خبر يعني التزام عبّاس بما يقول، وهو أمرٌ يكاد يكون كالغول والعنقاء والخل الوفي، خبر لو حدث لكان له "طنة ورنة".

 

لكن الصحيح هنا هو "تعهد" عبّاس – ونقول تعهد هنا مجازاً- واشتراطه حضور الجميع لانعقاد المؤتمر، وهو ما دل في وقتها على ثقته بالأمر لأن عقد المؤتمر في الداخل وتحت حراب المحتل هو مطلب "اسرائيلي" بالأساس لتمرير ما يراد تمريره لاستكمال اختطاف حركة فتح، لكن الاحتلال وكعادته خذل وكلاءه ولم يسمح بدخول الجميع.

 

الغريب والمستهجن في آن معاً أن مركزية عبّاس تجتمع اليوم تحضيراً لاجراءات قاسية وعنيفة وغير مسبوقة ضد الحكومة الفلسطينية في غزة بحسب تصريحات عزام الأحمد وفهمي الزعارير وغيرهما، اجراءات لم نسمع مقابلاً لها ضد منع الاحتلال من رشحهم عبّاس لحضور المؤتمر، مركزية لا تهتم على سبيل المثال لغول التهويد في القدس، ولا لعربدة قطعان المستوطنين تحت سمعهم وبصرهم، وكيف يمكن لهم أن ينبسوا ببنت شفة وقد غمرهم نتنياهو "بجميله" بأن سمح للمطلوبة رؤوسهم للاحتلال بالدخول رسمياً في منظر مخزي ومقرف، بعد أن أشبعوا العالم شعارات التحرير والبندقية، وظن البعض أنهم سيدخلون فاتحين محررين، فإذا بهم يدخلوها تحت بسطار الاحتلال وبإذنه واشرافه.

 

وكأن وسواس حماس الذي يعانون منه والشماعة الجاهزة هي الأسهل لتبرير المؤتمر الفاشل أصلا حتى قبل انعقاده، وليت حماس والحكومة في غزة لم تمنع أعضاء المؤتمر من الخروج والحضور، وليتها سمحت وسهلت خروجهم، لأن خروجهم بهذه الكيفية ولحضور هكذا مؤتمر تكفيهم مهانة وخزي، أعضاء في حركة تحرير وطني ينسقون مع الاحتلال ليقوم بنقلهم من غزة للضفة والعودة بسلاسة وسلام، ليبصموا كما بصموا أول مرة في سيرك غزة يوم عدّلوا وألغوا الميثاق الوطني، وهنا لا نخلط لأن من اجتمع من أعضاء المجلس الوطني كانوا يومها نواب فتح بالأساس، ومنهم من لا زال يتحدث عن المقاومة!

 

مؤتمر سيخرج منه عبّاس ومن لف لفه منتصر فتحاوياً وبغض النظر ان عُقد أو لم يُعقد، فقد استطاع أن يُحضر بالترغيب أو الترهيب رؤوس صدعت رؤوسنا بالوطنية لتتنازل عنها في لحظة واحدة، واستطاع أن يُحجّم ويختطف فتح، ويُلغي عملياً مؤسساتها بالكامل، لا لجنة تحضيرية ولا مركزية أمام فرماناته، والمهم هو زيادة العدد ليضمن تفصيل اللجنة المركزية والمجلس الثوري على مزاجه ومقاسه، ومقابل ذلك صمت القبور يلُف من اعتقدنا أنهم سيتحركون لانقاذ فتح من براثن عبّاس – دحلان، وبالتالي فإن انعقاد المؤتمر هو شهادة وفاة لفتح التي نعرف، وعدم انعقاده يعني الغاء مؤسسات فتح وتمركز قرارها بالكامل في يد عبّاس وشلته، و"عيش يا كديش" لحين انعقاد مؤتمر في زمان آخر.

 

لا عهد لهؤلاء ولا حياء ولا خجل، الاحتلال شريكهم وولي نعمتهم، وهو من يُقرر من يحضر المؤتمر ومن لا يحضر، وما اشتراطات عبّاس إلا كلام تذروه الرياح، ولا يجرؤ بعد اليوم لا هو ولا من دخلوا بإذن المحتل أن يرفعوا لهم رأس، بل سيبقوا لأبد الآبدين أذلاء يطأطؤون رؤوسهم، مهما حاولوا تجميل فعلتهم المخزية، وما تحججهم بمنع أعضاء غزة من الحضور إلا ورقة منحوها ليزاودوا ويبرروا فشلهم، ولا يستطيعون أن يلتزموا بما ألزموا أنفسهم به، وقد "خزق" الاحتلال عيونهم ومنع من منع، وهم يهزون رؤوسهم المطأطأة كالأنعام أو أضل سبيلا.

 

ولكن ...

 

نبشركم أن الحق يعلو ولا يعلى عليه، وبأن للباطل جولة وللحق جولات، وبأنه لا يصح إلا الصحيح، والأيام بيننا.

 

لا نامت أعين الجبناء

جبل يدعى حماس
سأموت ولكن لن ارحل
يا رب انت العالم
يوم تجثو كل أمّــة
علم .. مقاومة .. حرية

الشبكات الاجتماعية

تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية

القائمة البريدية