في الذكرى الثانية لحرب الفرقان
السبيل إلى غزة
لأنها هكذا صمدت وخبأت دموعها و كفكفت عنها , فلا يبكى إلا الضعفاء ! ولأن من في الأرض أدار لها ظهره , رفعت وجهها صوب السماء , فتضرعت إلى الواحد الديان رب العرش مجيب الدعاء.
السابع والعشرين من ديسمبر لعام 2008، يوم تعجز الذاكرة الفلسطينية عن نسيانه أبدالدهر، فقد مضى على الحرب الصهيونية على قطاع غزة عامين كاملين, ولازالت حكايات الموتالتي تقشعر لها الأبدان ومشاهد الدمار والخراب للمنازل والمساجد المدمرة شاهدة علىبشاعة المجازر الصهيونية التي ارتكبت على مدار ثلاثة و عشرين يوما.
عندما تعود إلى الوراء برهة لتستذكر من هذه الحرب بداياتها تعلم أن النصر مع الصبر وأن مع العسر يسرا وأنه لا يجيب المضطر إلا الله , تعلم أنه من المؤمنين رجال ما بدلوا تبديلا , فلا حصار و لا تجويع و لا مؤامرات و لا استهداف ولا ألف لا تفت من عضدهم و لو للحظة ! تعلم أن غزة تصنع الرجال و تدرس أسمى آيات البطولة وأنها مهما صغرت بمساحتها و تواضعت بتضاريسها إلا أنها كبيرة جدا في قلب أمتها و عصية جدا على أعدائها.
وأغرب ما سمعته ليس ما كتب عن حجم الدمار أو الهمجية الصهيونية أو التخاذل اللامسبوق! وإنما ما تحدث به أحد الرويبضات النكرات من أبشع ما قيل في حق غزة من المنكرات وهو أن السكين كانت على رقبة حماس (المقاومة)...أي بالمعنى الدايتونى الجديد : أن إسرائيل كانت قادرة على هزيمة المقاومة في غزة إلا أنها رحمتهم!!! وهل استنفاذ الصهاينة لنصف ذخيرة سلاح جوهم كان من ورق أو من ورود!؟ وهل دولة الكيان أصبحت لهذه الدرجة من الأخلاق!؟ وهل قتل ما يربو على ألف وأربعمائة بالصواريخ وقذائف الدبابات و الفسفور الأبيض كان مجرد لهو!؟ أم أن تدمير كل ما يمكن تدميره كان عبارة عن نزهة سهلة توقف عن المضي بها جيش الإرهاب لأنه خاف من الشجب و الندب و التنديد !!!؟؟؟ وهل قرأ أصحاب السكاكين ما قاله الله عز و جل في المنافقين وأين مسكنهم في جهنم!؟ أو هل لهم أن يعلموننا شيئا من الواقعية التي يتشدقون بها بعد أن سحلت عن جسدهم السراويل... هل لدعاة الثورة والطلقة الأولى أن يفهمونا كيف مات فيهم الضمير!؟ أم أنه لم يكن أصلا قد سكن يوما إليهم شئ من هذا القبيل!؟ أنسى هؤلاء الزنادقة دماء الشهداء و رحل عن ذاكرتهم الرمز والشيخ وأبا على و الشقاقى و أبا جهاد والصقر وطيروا كل الحمامات فعادت مذبوحة تبكى من الأهوال!؟ أم هؤلاء أيضا كان السكين على رقابهم أمن فينا الدخيل ومن العليل ومن العميل!؟ أحرام اليوم عند الفتح القتال !؟ أتبايعون الدنية والخذلان وأزلام الرجال!؟ أتستغربون أن الذي أراكم ما حدث هنا سيريكم مثله هناك بضرب من الأفعال لا الأقوال!!! وماذا بعد هذا أكتب وماذا أقول وكم تريدون لذلكم وعاركم وخزيكم من أمثال!؟
أتريدون استرجاع غزة من رحم أهلها , رجالها , إمائها , عزها , كتائبها , أدخلها الغزاة أم أنها بكت من دخيل أم عميل!؟ أم أن دموعها تسيل كما الأقصى وأنتم عنه غافلون راكعون ساجدون تحرسون الدخيل وتمنعون إليه السبيل!؟ ألا تستحون أمام نسائكم أم أنكم تستنكفون أيضا في بيوتكم عن ممارسة دور أصيل!؟ أبكت غزة ثانية لظلمكم أم كفت يوما كتائبنا عن الصهيل!؟ أنامت الشياطين آخر العام وصحوتم من كبوتكم تمارسون التضليل والتأويل و التدجيل!؟ أتريدون الرجوع لغزة لتقتلوا ما بقى من الوطن يزأر أم أنكم لا تعرفون معنى الزئير!؟ أتظنون أن أحدا هنا سيستقبلكم كما كان في لحظة دخولكم قبل ستة عشرة عاما أم أن مستقبليكم قد يشفعون لكم موت السمان وياسين وظلمكم في جبل النار في كل الضفة والخليل!؟
أتظنون أنه من ارتقى في الحرب قد مات أم أنكم نسيتم أنهم عند ربهم في ظل ظليل!؟ أعجب أستغرب , أن العار قد ملأ أوداجكم وانتفخت بطونكم من القهر وما تنفع إلا في التطبيل! موتوا بغيظكم أيتام دايتون صناع الضلال أصحاب الإفك ملوك التقبيل! أما ها هنا فحرام عليكم دخولها ما دمتم قد كشفت عوراتكم للدخيل... فلا يدخلن غزة إلا من يرسم الولاء على جباه المرابطين فيها أو الموت تحت أقدامهم فليس من طريق إليها إلا هذا السبيل!!!
د / أحمد الأشقر
عضو المكتب السياسي لحركة المقاومة الشعبية
غزة / فلسطين
27.12.2010
الشبكات الاجتماعية
تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية