السياسة الغربية وصناعة التطرف في مصر... بقلم : د.عصام شاور

الجمعة 18 يناير 2013

السياسة الغربية وصناعة التطرف في مصر

د.عصام شاور
 
إذا ظنت أمريكيا أنها قادرة على الإطاحة بالرئيس محمد مرسي، والانقلاب على خيار الشعب المصري، وإعادة أذنابها من علمانيين وناصريين أو من الفلول إلى سدة الحكم، ثم يستكمل حكم مبارك وتعود مصر مرة أخرى شريكًا استراتيجيًا للصهاينة والغرب، وكأن شيئًا لم يكن فأمريكا واهمة، وسينقلب سحرها عليها وعلى الدول الغربية، وكذلك على الأنظمة العربية المنبطحة والمتآمرة على مصر وثورتها.

الإسلاميون في مصر قبلوا بحكم الشعب والشعب اختارهم، وهذه هي الديمقراطية التي يبشر الغرب بها، فإن أغلق ذلك الباب بالمؤامرات التي تظهر بأشكال مختلفة كالحصار الاقتصادي لمصر، والضغط على الرئيس لأنه وصف أحفاد القردة والخنازير اليهود بمصاصي الدماء، وتهديد العمالة المصرية في الدول العربية واعتقال مصريين رجالاً ونساء (وهذا عار على فاعلها وسابقة خطيرة)، وتجنيد الكتاب والإعلاميين المأجورين لتشويه الإسلاميين وخاصة الإخوان المسلمين، فإذا أغلق ذلك الباب فإن البديل هو التطرف، والويل للغرب والعلمانيين وأعداء الدين إذا تطرفت الأغلبية المسلمة في بلد يزيد تعداد سكانه عن 85 مليوناً.

لا شك أن مصر بحاجة إلى أموال خارجية حتى تصبح قادرة على استغلال ثرواتها والاعتماد على مقدراتها الوطنية، وقد سعت القيادة المصرية للانفتاح على العرب سياسياً واقتصادياً فإن رفض العرب الانفتاح على دولة لا تحظى بالرضا الأمريكي_ وهذا ما نلمسه وإن بشكل خجول_ فإن مصر قادرة على مد الجسور مع تركيا وإيران وأية دولة تلبي العلاقة معها مصالح مصر السياسية والاقتصادية.

دول عربية ترى في إيران الخطر الأكبر عليها، ولكنها في ذات الوقت تفتعل الأزمات مع مصر أكبر دولة عربية للتخلي الأخيرة عن التوازن الذي يحكم سياستها الخارجية، فتتجه أكثر نحو إيران بشكل اضطراري، وذلك لا يصب في صالح الدول المشار إليها، وهنا ندرك أن تلك الدول تقدم رغبات أمريكا على مصالحها الوطنية والقومية، وندرك كذلك أن السياسة الأمريكية هي التي تعزز ما تصفه بـ"محور التطرف".

الشباب الإسلامي المعتدل الذي يسعى إلى الانعتاق من حكم الأنظمة العميلة والفاسدة احتكم _بعد ثورة سلمية_ إلى صناديق الاقتراع، فإن أصرت أمريكا على رفض نتائج الانتخابات فإن الشباب سيتمرد على الصناديق، ولن يجد سوى العنف طريقة للخلاص من يد أمريكا العابثة بمصير الشعوب العربية والإسلامية.

الغرب لا يصنع التطرف في مصر فقط، بل وفي كل أنحاء الوطن العربي، فالشعوب العربية والمسلمة لن تسكت طويلا عن التواطؤ الغربي مع النظام السوري، أو الاعتداء الفرنسي الهمجي على مالي، وقرييًا جدًا ستدفع فرنسا وأمريكا وبعض الدول العربية والأوروبية ثمن سياسة الغرور والغباء.

جبل يدعى حماس
سأموت ولكن لن ارحل
يا رب انت العالم
يوم تجثو كل أمّــة
علم .. مقاومة .. حرية

الشبكات الاجتماعية

تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية

القائمة البريدية