الشعب الذي يُمكِّن وليس الأموال ... بقلم : د. حسن أبو حشيش

الأربعاء 30 أكتوبر 2013

الشعب الذي يُمكِّن وليس الأموال

د. حسن أبو حشيش

في علم الإدارة نقول إن الأساليب الإدارية الناجحة هي التي تحقق الأهداف بالإمكانات المتوفرة، ومن خلال الرضا الوظيفي، وليس من خلال فرض القرارات وممارسة التسلط في اتخاذها.

وفي علم الرأي العام نقول: إن الزعامات تخرج من وسط الجماهير،ويكون لها الرضا والقبول من قبلها، بعد توحدهم شعوريا وإيجاد القدوة، وفي علم السياسة نقول: إن الافكار لا يُمكن أن تُحاصر، والبرامج لا يُمكن أن تُشتطب وتُحل وتُلغى.

لذا لا يُمكن لشخص أو جهة أو دولة ممارسة الإقصاء والقتل وقهر الناس وإلغاء الإرادات والخيارات وممارسة التضليل والتشويه... ويصمد هذا المشهد كثيرا حتى لو امتد لعقود طويلة، وحالة الربيع العربي وانتفاضات الشعوب العربية خير دليل على ذلك، حين لم تشفع للزعماء القاسية قلوبهم،والبشعة جرائمهم،والسلطوية قراراتهم... طول المدة، فانقلب الشعب عليهم وعلى سياساتهم ولفظها.

طالعتنا وسائل الإعلام بأن هناك شركة أمريكية على علاقة بالاحتلال الصهيوني هدفها تحسين الصورة، وتغييرها من النمطية إلى الذهنية بمعنى من القبيحة والسيئة إلى النظيفة والحسنة مقابل مبلغ 250 ألف دولار شهريا، خلاف النفقات على الفعاليات والأنشطة والتحركات. وعندما علق أحد الأمريكان من أصول عربية على الخبر قد صحح المعلومة، حيث أكد أن هذه الشركة ليس دعائية وترويجية بل هي " لوبي " جماعة ضغط تُمارس تأثيرا على " الكونغرس" الأمريكي لاتخاذ قرارات في اتجاهات محددة. ورأيي أن هذا الهدف أخطر من الترويج و الدعاية.

إن اللجوء إلى الاستعانة بمثل هذه الشركات دليل على العجز والفشل، ودليل على العزلة الشعورية والواقعية مع الجمهور، كما أنها حالة من اليأس تم الوصول إليها بعد فشل تحقيق الأهداف من خلال ممارسة كل أنواع التأثير القهري والقمعي لتغيير القناعات والمزاجات والتوجهات. لذا فإن رضا الشعب وممارسة العدالة هما الطريق للتمكين والسيادة والزعامة، وليس صرف الأموال والاستعانة بخبراء التجميل.
جبل يدعى حماس
سأموت ولكن لن ارحل
يا رب انت العالم
يوم تجثو كل أمّــة
علم .. مقاومة .. حرية

الشبكات الاجتماعية

تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية

القائمة البريدية