الشعب يريد رؤية شاليط
رياض خالد الأشقر
تحت هذا الشعار يسعى "كوبى سيدى" وهو احد رجال الإعمال الإسرائيليين لتنظيم مسيرة مليونية للضغط على الحكومة الإسرائيلية لحثها على العمل الجاد من اجل استعاده شاليط، وإعادته إلى بيته سالماً بعد أربع سنوات ونصف من أسره لدى الفصائل الفلسطينية في غزة، وحسب رجل الأعمال فإنه لا يثق بوعود حكومته والتزامها بإرجاع شاليط لذلك أراد أن يضغط على الحكومة بأسلوب جديد هذه المرة، واستوحى فكرته من الثورات التي يقودها الشباب في الوطن العربي وتطالب بالتغيير وإسقاط الأنظمة، لذلك رفع شعار "الشعب يريد رؤية شاليط ".
عجبت كثيراً وأنا أقرا هذا الخبر، وتحسرت على 7000 أسير فلسطيني في سجون الاحتلال، يتعرضون لكل أشكال القمع والإرهاب والتنكيل ويحرمون حتى من النوم الهادئ بفعل الاقتحامات المستمرة ليلا لغرفهم وأقسامهم، وقلت في نفسي ألا يوجد بيننا من يسعى لإنقاذ الأسرى من الموت في السجون، وان يُجنَّد وسائل الإعلام الجديدة في إشعال ثورة وطفرة لنصره الأسرى، ويرفع شعار "الشعب يريد حرية الأسرى "،حتى قبل أن يرفع شعار "الشعب يريد إنهاء الانقسام".
أم أن جنديا واحدا يستحق في الطرف الآخر كل هذا العناء والنضال والقتال والأموال التي تجند من اجله، بينما آلاف الأسرى لا يجدون سوى العشرات من المتضامنين أسبوعياً أمام مقر الصليب الأحمر الدولي، وغالبيتهم من أهالي الأسرى، وبعض المشاركين من يذهب هناك لأجندات خاصة، ويستغل القضية من اجل تمرير مشاريع معينة لصالح فئات معروفة.
جميل أن يكون هناك حراك من قبل البعض بإنهاء الانقسام، حتى لو كانت الحركات اليسارية الغائبة سياسياً وجهادياً عن ساحة الفعل الفلسطيني، هي التي تقود هذا الحراك الشعبي، فهذا هدف يسعى الجميع من اجل تحقيقه، وان يتم تجنيد الشباب المتحمس من اجل الضغط لتلبية هذا المطلب ورفع شعار "الشعب يريد إنهاء الانقسام"، ولكن كيف سيُفهم هؤلاء من ينفذ سياسات الاحتلال في الضفة أن اختطاف مئات الأسرى المحررين من قبل الأجهزة الأمنية، وإصدار الأحكام على بعضهم بالسجن لأعوام، بل وإصدار أحكام بالسجن ضد أسرى لا زالوا يمضون فترات محكومياتهم في سجون الاحتلال، هي أهم عقبة في طريق إنهاء الانقسام "على الأقل من وجه نظري الشخصية كمختص في شئون الأسرى ".
من يريد إنهاء الانقسام عليه أن يشكل ضغطا على قيادات السلطة في رام الله التي تمارس يومياً ما من شأنه أن يكرس الانقسام ويعمق الخلاف، ويزيد الكراهية، وعليه أن يعمل من اجل استعاده الدور القيادي للأسرى في السجون،فهم دعاة الوحدة وإنهاء الانقسام، وهم أصحاب وثيقة الوفاق الوطني، وقضيتهم تُجمع ولا تفرق.
إنهاء الانقسام لا يأتي بحراك في قطاع غزة فقط، فحكومة غزة لا تمانع في إنهاء الانقسام، وتدعو ليلا ونهارا لوضع حد لحاله الفراق الوطني، بل وتشارك بالفصيل التي يشكل الحكومة بالمسيرات التي تطالب بإنهاء الانقسام، ولا أظن أن الداعين لهذا الحراك يقبلون بتوافق على أساس التنازل عن الثوابت، أو العودة لمهزلة المفاوضات، أو استمرار التنسيق الامنى، أو سيطرة أزلام العصابات وأصحاب الشركات الخاصة على مفاصل الحكومة القادمة، أو الارتماء في أحضان الاحتلال وأمريكا.
إذا فإنهاء الانقسام طريقة معروفة وواضحة، إذا انتهت كل المعوقات التي ذكرت آنفا، حينها يمكن أن يتوحد الجميع تحت راية المقاومة والحفاظ على الثوابت، ونقول للانقسام.. وداعاً إلى الأبد.
الشبكات الاجتماعية
تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية