الشهداء يولدون من جديد!
حبيب أبو محفوظ
في العام 2003 استشهد قائد كتائب الشهيد عز الدين القسام في الضفة الغربية عبد الله القواسمي، أمام مسجد الأنصار في الخليل، بعد تأديته لصلاة العشاء الأخيرة في حياته، خاض حينها معركةً بطولية مع القوات الخاصة الصهيونية التي جاءت لاغتاله، ليتم بعد ذلك أسر جثمانه الطاهر، في مقابر الأرقام، منذ ذلك الوقت حتى العام 2012 حيث تم الإفراج عن جسد الشهيد القواسمي، و98 جثة أخرى لفلسطينيين قتلوا قبل أعوام، ضمن صفقة بين الصهاينة والفلسطينيين بوساطةٍ مصرية، وبعد أن عاد الجسد إلى ذويه، تقول زوجته، بعزةٍ وكبرياء:"الحمد لله الذي أكرمني، وأبنائي، برؤية زوجي عبد الله القواسمي بعد تسعة أعوام على استشهاده"!.
نعم عاد الشهداء من جديد، الجسد كما هو لم يتحلل، والدم ما زال ينزف ويعطر المكان برائحة المسك، بينما الكرامة الربانية، التي تحّصل عليها الشهيد لم تكن له وحده، بل شملت العديد من أسرى حركة حماس والجهاد الإسلامي، ممن قضوا على يد العدو الصهيوني، سواء عبر العديد من العمليات الاستشهادية أو من خلال الإعدامات الميدانية بعد معارك بطويلةٍ مشرفة خاضها الشهداء في تلك الفترة، أذكر منهم: "الشهيد باسل القواسمي، والشهيد خليل الشريف، والشهيد عبد الرحيم التلاحمة".
البطولة التي يسجلها الشعب الفلسطيني في هذه الأوقات، يقف العالم أجمع، ومن قبلهم العدو الصهيوني عاجزاً عن تفسيرها، فقطاع غزة صغير المساحة، والمحاصر منذ سنواتٍ، استطاع تحرير نفسه وهزيمة ثالث أقوى جيش في العالم، بأسلحة خفيفة، وصواريخ محلية الصنع، ليزرع بذرة الربيع العربي، التي أزهر نبتها في تونس، وهو بذلك يكون قد قلب موازين المعركة، وعطل تقدم المشروع الصهيوني والغربي في المنطقة، وإلى الأبد.
الأسرى في السجون الصهيونية، يواجهون الظلم الصهيوني، وعتمة الأسر بأمعائهم الخاوية، وإرداتهم القوية، بدأوا الإضراب المفتوح عن الطعام حتى تستجيب مصلحة السجون والمخابرات الأمنية الصهيونية لمطالبهم كافة، وهو ما تم، بل إن الأسير الرياضي لاعب منتخب فلسطين محمود سرسك والذي دخل يومه الرابع والثمانين في الإضراب المفتوح عن الطعام، استطاع تحطيم وتجاوز كل الأرقام بغية نيل مطلبه بالحرية بعد أن تم اختطافه من على معبر إيرز في طريقة إلى الضفة الغربية قادماً من قطاع غزة.
أما في حي سلوان بالقدس، فيرفع الفلسطينيون أعمدة خيامهم على أنقاض وأطلال منازلهم المهدمة من قبل الجرافات الصهيونية، ليؤكدوا للعدو أن ما يجمعهم بالمدينة المقدسة ليس البنيان، بل بالإيمان الراسخ في أفئدتهم وعقولهم، وهم على ذلك:"حَتَّى يَأْتِيَهُمْ أَمْرُ اللَّهِ وَهُمْ كَذَلِكَ".
بضعفهم وقلة حيلتهم، وهوانهم على أمتهم، يحقق الفلسطينيون المستحيل، واجهوا الصلف الصهيوني بصبرٍ وثبات وإرادة لا تلين، صنعوا المجد، وكانوا مدرسة يتعلم منها الرجال معنى البطولة، وكيفية صناعة النجاح، وهم بذلك يرتقون على جراحهم، هي إذاً معجزة إلهية، أن يصبر الفلسطيني على الطحن الصهيوني كل ساعة، والنتيجة أن الفلسطينيون مبدعون حتى في مماتهم
في العام 2003 استشهد قائد كتائب الشهيد عز الدين القسام في الضفة الغربية عبد الله القواسمي، أمام مسجد الأنصار في الخليل، بعد تأديته لصلاة العشاء الأخيرة في حياته، خاض حينها معركةً بطولية مع القوات الخاصة الصهيونية التي جاءت لاغتاله، ليتم بعد ذلك أسر جثمانه الطاهر، في مقابر الأرقام، منذ ذلك الوقت حتى العام 2012 حيث تم الإفراج عن جسد الشهيد القواسمي، و98 جثة أخرى لفلسطينيين قتلوا قبل أعوام، ضمن صفقة بين الصهاينة والفلسطينيين بوساطةٍ مصرية، وبعد أن عاد الجسد إلى ذويه، تقول زوجته، بعزةٍ وكبرياء:"الحمد لله الذي أكرمني، وأبنائي، برؤية زوجي عبد الله القواسمي بعد تسعة أعوام على استشهاده"!.
نعم عاد الشهداء من جديد، الجسد كما هو لم يتحلل، والدم ما زال ينزف ويعطر المكان برائحة المسك، بينما الكرامة الربانية، التي تحّصل عليها الشهيد لم تكن له وحده، بل شملت العديد من أسرى حركة حماس والجهاد الإسلامي، ممن قضوا على يد العدو الصهيوني، سواء عبر العديد من العمليات الاستشهادية أو من خلال الإعدامات الميدانية بعد معارك بطويلةٍ مشرفة خاضها الشهداء في تلك الفترة، أذكر منهم: "الشهيد باسل القواسمي، والشهيد خليل الشريف، والشهيد عبد الرحيم التلاحمة".
البطولة التي يسجلها الشعب الفلسطيني في هذه الأوقات، يقف العالم أجمع، ومن قبلهم العدو الصهيوني عاجزاً عن تفسيرها، فقطاع غزة صغير المساحة، والمحاصر منذ سنواتٍ، استطاع تحرير نفسه وهزيمة ثالث أقوى جيش في العالم، بأسلحة خفيفة، وصواريخ محلية الصنع، ليزرع بذرة الربيع العربي، التي أزهر نبتها في تونس، وهو بذلك يكون قد قلب موازين المعركة، وعطل تقدم المشروع الصهيوني والغربي في المنطقة، وإلى الأبد.
الأسرى في السجون الصهيونية، يواجهون الظلم الصهيوني، وعتمة الأسر بأمعائهم الخاوية، وإرداتهم القوية، بدأوا الإضراب المفتوح عن الطعام حتى تستجيب مصلحة السجون والمخابرات الأمنية الصهيونية لمطالبهم كافة، وهو ما تم، بل إن الأسير الرياضي لاعب منتخب فلسطين محمود سرسك والذي دخل يومه الرابع والثمانين في الإضراب المفتوح عن الطعام، استطاع تحطيم وتجاوز كل الأرقام بغية نيل مطلبه بالحرية بعد أن تم اختطافه من على معبر إيرز في طريقة إلى الضفة الغربية قادماً من قطاع غزة.
أما في حي سلوان بالقدس، فيرفع الفلسطينيون أعمدة خيامهم على أنقاض وأطلال منازلهم المهدمة من قبل الجرافات الصهيونية، ليؤكدوا للعدو أن ما يجمعهم بالمدينة المقدسة ليس البنيان، بل بالإيمان الراسخ في أفئدتهم وعقولهم، وهم على ذلك:"حَتَّى يَأْتِيَهُمْ أَمْرُ اللَّهِ وَهُمْ كَذَلِكَ".
بضعفهم وقلة حيلتهم، وهوانهم على أمتهم، يحقق الفلسطينيون المستحيل، واجهوا الصلف الصهيوني بصبرٍ وثبات وإرادة لا تلين، صنعوا المجد، وكانوا مدرسة يتعلم منها الرجال معنى البطولة، وكيفية صناعة النجاح، وهم بذلك يرتقون على جراحهم، هي إذاً معجزة إلهية، أن يصبر الفلسطيني على الطحن الصهيوني كل ساعة، والنتيجة أن الفلسطينيون مبدعون حتى في مماتهم
الشبكات الاجتماعية
تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية