الشيخ القرضاوي ضيف غزة الماسي ...بقلم: إبراهيم المدهون

الأربعاء 08 مايو 2013

الشيخ القرضاوي ضيف غزة الماسي

بقلم: إبراهيم المدهون

في كتاب يرصد حياة المهندس يحيى عياش رحمه الله كتب الشيخ يوسف القرضاوي مقدمة يحرض فيها على القتال والعمليات الاستشهادية، كتب بقلم العارف بالتفاصيل والقريب من التنفيذ والمنسجم مع المنظومة الجهادية، فللأسف، القليل من الناس يعرف جهاد الشيخ القرضاوي ودعمه لقضيتنا، واحتكاكه المباشر بأعماقها.

فالشيخ من علماء الأمة البارزين الذين اندمجوا بقضاياها واختلطوا بتفاصيلها، وله دور حقيقي ومؤثر في دعم الجهاد الفلسطيني وثورته الممتدة، وسخر علمه وعلاقاته لإحياء القضية في نفوس الأمة، وارتبط وجدانيا بفلسطين وجهادها.

والقرضاوي ليس مجرد فقيه برع في الفقه الاسلامي، بل له اجتهادات لا تقل أهميتها وتأثيرها عما طرحه الأوائل، فما يميزه أنه يحمل فقها مقاصديا ويعتبر مرجعية ومدرسة أتوقع ان تضرب جذورها في التكوين الفقهي للمسلمين لأجيال وأجيال.

كما أنه ايضا فيلسوف ومنظر وصاحب رؤية وحركة تجديدية، ويملك منطقا واقعيا يدخل في الجزيئات الاجتماعية والسياسية، ويقدم نظريات في التغيير المجتمعي لها حضورها وأثرها لما تتمتع به من حداثة متنورة في الوقت الذي تتمسك بالأصول والجذور.

للشيخ القرضاوي ما يزيد عن 120 من المؤلفات والكتب، والعديد من الفتاوى كما قام بتسجيل العديد من حلقات البرامج الدينية منها التسجيلية والحية. فهو كنز معرفي لا تجد له مثيلا ويتناول القضايا المعقدة بيسر وسهولة، وأتمنى استثمار زيارته لغزة للقيام بنهضة في فقه القرضاوي وعلمه واستقباله بما يليق جماهيريا ورسميا وعلميا.

وأنصح ان يتم تأسيس معهد شرعي باسمه يدرس منهجه وينشر فكره وكتبه، ويورث فقهه ونظرياته، فالأمة محتاجة لفكر القرضاوي السليم الوسطي المعتدل، في ظل حالة التيه والتشدد والغلو وتفرق السبل وانعدام الرؤيا عند الكثير.

هناك من يرفض زيارة القرضاوي أما جهلا به او لأبعاد سياسية غير نزيهة، وجزء آخر تأثر بالدعاية السلبية الهادفة لتشويه صورته وتقليل حجمه وحرف الانظار عن قيمته الحقيقية، وللاسف معظمهم لم يقرأوا للقرضاوي ولم يستمعوا له واعتمدوا على مقاطع مبتورة من هنا وهناك.

الشيخ يوسف القرضاوي كشخصية سياسية قد تتوافق معه كثيرا وتختلف قليلا، أما كفقيه وعالم وعلامة فلا يمكنك إلا أن تجلس على ركبتيك وتسهر الليالي تطالع بكتاباته وتتعمق في هذه المدرسة الفريدة.

زيارة القرضاوي ستشكل نقلة نوعية على الساحة الفلسطينية، وستعطي بعدا آخر لقضيتنا ودورا جديدا لغزة عنوان التحدي والانتصار في ضوء تحديها للمشروع الصهيوني في المنطقة.
جبل يدعى حماس
سأموت ولكن لن ارحل
يا رب انت العالم
يوم تجثو كل أمّــة
علم .. مقاومة .. حرية

الشبكات الاجتماعية

تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية

القائمة البريدية