الشيخ خليل: تأخير الإعمار "يغرق" غزة بالأمطار وتراجع الخدمات
النزف على أشدّه في "بلدية غزة" فميراث الحرب يتسع وتبعات الحصار تتكاثر بخصوبة عالية تنكشف معالمها في خدمات الطرق والصرف الصحي والمياه والمشاريع الحيوية المجمّدة لإشعار آخر.
يقارن حاتم الشيخ خليل مدير عام الإدارة العامة والتنظيم بين سنة (2008) و(2015) في اشتداد الحصار وانعكاسه على خدمات بلدية غزة يوم كان الوقود ومواد البناء لا يصل لغزة، ولم تكن الأنفاق الحدودية مع مصر تعمل بسهولة.
ويحذر الشيخ خليل في مقابلة أجراها معه "المركز الفلسطيني للإعلام"، من تراجع خدمات البلدية وموجة تذمر مرتقبة في ظل انخفاض إيراداتها وعجزها عن إصلاح شبكات الطرق والمياه والصرف الصحي بسبب الحصار وتأخير الإعمار.
وتقدر خسائر بلدية غزة بعيد الحرب الأخيرة بـ (42 مليون$) بينما أصاب الضرر بمصادره المختلفة (60 بئر مياه و11 مضخة صرف صحي بعضها سلم من القصف لكنه لم يسلم من أزمة الكهرباء وضعف الصيانة).
يحك ذقنه، ويضيف: "الآن عدنا لذلك العهد إضافة إلى أن هناك مشكلة رواتب، وإيراد البلدية منخفض جداً، ومواد البناء إن وجدت قليلة وباهظة الثمن، والوقود فقط يستخدم لتشغيل آليات ومضخات البلدية وآبار المياه".
مع أول منخفض جويّ كشف الستار عن مشاكل ومعاناة البلدية، فاستمرار أزمة الحصار وتركة الحرب بدت واضحة على طرق غزة التي تحتاج لصيانة كبيرة، إضافة إلى شلل تام في مشاريع التطوير.
يقول الشيخ خليل: "هناك مشاريع تطويرية في خدمات الطرق والشبكات المعتمدة، لكن لا تنفذ بقرار سياسي، فمعظم مشاريع الممولين لغزة حالياً هي إغاثية توفر حلول جزئية لمشاكل المياه والصرف الصحي فقط" .
أكثر ما يؤرّق بلدية غزة حسب وصف الشيخ خليل، هو مشاكل الطرق التي تنشغل بدالة البلدية بالإخبارعنها، فالحفر الكبيرة تعيق حركة المرور وتتسبب في بعض الازدحامات خاصة في مناطق يعلو فيها ركام الحرب.
تكرر في هذا الشتاء مشكلة شارع النفق وفيضان مياه الأمطار فيه المرتبطة أصلاً ببركة "الشيخ رضوان" وهي أكبر حوض لتجميع المياه بغزة، يبرر الشيخ خليل تجدد المشكلة بسبب خلل فني أصيل في تصميم الحوض.
ويتابع: "بسبب تصميمها نحتاج دوماً لتصريف المياه وتخرج الأمور عن السيطرة، وتتمدد المياه لشارع النفق ورفعت البلدية مشروع للمانحين من سنة 2013 بعد منخفض أليكسا لكنه اسم لم ير التنفيذ! لذا نقوم بالصيانة وجهزنا بركة احتياطية لنتجنب مشكلة شارع النفق".
يعترف الشيخ خليل أن شارع النفق سيغرق لو أتى منخفض جوي قوي مثل "أليكسا"؛ حيث يتجمع في بركة "الشيخ رضوان" ثلثا مياه الأمطار من "شرق وجنوب وشمال" مدينة غزة.
الحل المستقبلي يكون في تصريف مياه "شرق وجنوب حي الشجاعية والزيتون" على أحواض الصرف الصحي وقد درس مشروع قيمته 1.5مليون $ لتصريف مياه بركة "الشيخ رضوان" ضمن مشروع آخر قيمته 3 مليون$ عبر ضخ 1متر من منسوبها يومياً.
عملت بلدية غزة مع المؤسسات القطرية الداعمة خلال الحرب بأسلوب "الضمادات" لإصلاح خطوط الصرف الصحي وآبار المياه لضمان توفر الخدمة بشكل مقبول، واستمرت بعد الحرب في إصلاح الخطوط الناقلة للمياه والصرف الصحي.
لكن المشكلة اليومية منذ انتهاء الحرب هي في انفجار خطوط الصرف الصحي دون سابق إنذار، وقد وصل عدد الإشارات لقسم الصيانة في أحد الشهور الماضية أكثر من 90 إشارة.
تنفجر خطوط الصرف الصحي لأنها متضررة بالأصل من أيام القصف في الحرب، ويكون بها عطب غير ظاهر، لأنها غالباً أصابها الضرر لمجاورتها مناطق القصف والاستهداف فتنفجر مع مرور الوقت تلقائياً.
وحتى اليوم لازالت شبكات الاتصالات مدمرة في كثير من المناطق الحدودية بسبب القصف خلال الحرب، ولعل منطقة الشجاعية في حدودها نسيت خدمة الهاتف السلكي الذي يزيد من صعوبة الحال والإخبار عن أي طارئ.
الوجه الآخر لمرآة تأخير الإعمار يبدو واضحاً في مشاكل بلدية غزة، فآثار الدمار من الحرب وتأخير الإعمار وعدم دخول مواد البناء، تتزايد آثاره على البنية التحتية وتتسبب في تصاعد الأزمة.
عن ذلك يضيف: "هناك خطوط مدمرة وشبكات تحت منازل ومبانٍ مقصوفة لا نستطيع الوصول للخطوط أسفلها، وهناك بيوت مدمرة سكانها لا يستطيعون دفع مستحقات البلدية، ورسومها واشتراكاتهم ونحن لا نستطيع إجبارهم!".
ولازالت مشكلة قطع غيار آليات البلدية مستمرة، إضافة إلى أن آليات البلدية نفسها أصابها الإهلاك، وهناك مانحون يؤكدون استعدادهم للتبرع بآليات جديدة؛ لكن البلدية لا تستطيع إدخالها لغزة.
ويقول الشيخ خليل، إن عدم قيام الوزارات الحكومية بدورها بسبب الخلاف السياسي يؤثر سلباً على عمل بلدية غزة، مستدلا بوزارة الأشغال العامة التي لا تنسق بشكل كاف في مشاكل إزالة الركام والدمار.
أكثر ما يخشاه الشيخ خليل هو تراجع خدمات البلدية بصورة أكبر قريباً، لأن إيراد البلدية في تراجع وتأخير الإعمار يزيد الحال سوءًا وهو ما يقدم لردات فعل وتذمر مرتقب من المواطنين.
ويبيّن أن عدم توفر مواد البناء والمواد الخام، وتوقف المشاريع الاستراتيجية والحيوية ستؤدي لازدياد المشكلة، وهو ما ينذر بوضع كارثي يتطلب تدخل عملي وعاجل في منح خدمات البلدية الحياة بإزالة عقبات العمل من أمامها.
النزف على أشدّه في "بلدية غزة" فميراث الحرب يتسع وتبعات الحصار تتكاثر بخصوبة عالية تنكشف معالمها في خدمات الطرق والصرف الصحي والمياه والمشاريع الحيوية المجمّدة لإشعار آخر.
يقارن حاتم الشيخ خليل مدير عام الإدارة العامة والتنظيم بين سنة (2008) و(2015) في اشتداد الحصار وانعكاسه على خدمات بلدية غزة يوم كان الوقود ومواد البناء لا يصل لغزة، ولم تكن الأنفاق الحدودية مع مصر تعمل بسهولة.
ويحذر الشيخ خليل في مقابلة أجراها معه "المركز الفلسطيني للإعلام"، من تراجع خدمات البلدية وموجة تذمر مرتقبة في ظل انخفاض إيراداتها وعجزها عن إصلاح شبكات الطرق والمياه والصرف الصحي بسبب الحصار وتأخير الإعمار.
أزمة الشتاء
يحك ذقنه، ويضيف: "الآن عدنا لذلك العهد إضافة إلى أن هناك مشكلة رواتب، وإيراد البلدية منخفض جداً، ومواد البناء إن وجدت قليلة وباهظة الثمن، والوقود فقط يستخدم لتشغيل آليات ومضخات البلدية وآبار المياه".
مع أول منخفض جويّ كشف الستار عن مشاكل ومعاناة البلدية، فاستمرار أزمة الحصار وتركة الحرب بدت واضحة على طرق غزة التي تحتاج لصيانة كبيرة، إضافة إلى شلل تام في مشاريع التطوير.
يقول الشيخ خليل: "هناك مشاريع تطويرية في خدمات الطرق والشبكات المعتمدة، لكن لا تنفذ بقرار سياسي، فمعظم مشاريع الممولين لغزة حالياً هي إغاثية توفر حلول جزئية لمشاكل المياه والصرف الصحي فقط" .
أكثر ما يؤرّق بلدية غزة حسب وصف الشيخ خليل، هو مشاكل الطرق التي تنشغل بدالة البلدية بالإخبارعنها، فالحفر الكبيرة تعيق حركة المرور وتتسبب في بعض الازدحامات خاصة في مناطق يعلو فيها ركام الحرب.
بركة "الشيخ رضوان"
ويتابع: "بسبب تصميمها نحتاج دوماً لتصريف المياه وتخرج الأمور عن السيطرة، وتتمدد المياه لشارع النفق ورفعت البلدية مشروع للمانحين من سنة 2013 بعد منخفض أليكسا لكنه اسم لم ير التنفيذ! لذا نقوم بالصيانة وجهزنا بركة احتياطية لنتجنب مشكلة شارع النفق".
يعترف الشيخ خليل أن شارع النفق سيغرق لو أتى منخفض جوي قوي مثل "أليكسا"؛ حيث يتجمع في بركة "الشيخ رضوان" ثلثا مياه الأمطار من "شرق وجنوب وشمال" مدينة غزة.
الحل المستقبلي يكون في تصريف مياه "شرق وجنوب حي الشجاعية والزيتون" على أحواض الصرف الصحي وقد درس مشروع قيمته 1.5مليون $ لتصريف مياه بركة "الشيخ رضوان" ضمن مشروع آخر قيمته 3 مليون$ عبر ضخ 1متر من منسوبها يومياً.
ميراث الحرب
لكن المشكلة اليومية منذ انتهاء الحرب هي في انفجار خطوط الصرف الصحي دون سابق إنذار، وقد وصل عدد الإشارات لقسم الصيانة في أحد الشهور الماضية أكثر من 90 إشارة.
تنفجر خطوط الصرف الصحي لأنها متضررة بالأصل من أيام القصف في الحرب، ويكون بها عطب غير ظاهر، لأنها غالباً أصابها الضرر لمجاورتها مناطق القصف والاستهداف فتنفجر مع مرور الوقت تلقائياً.
وحتى اليوم لازالت شبكات الاتصالات مدمرة في كثير من المناطق الحدودية بسبب القصف خلال الحرب، ولعل منطقة الشجاعية في حدودها نسيت خدمة الهاتف السلكي الذي يزيد من صعوبة الحال والإخبار عن أي طارئ.
تأخير الإعمار
عن ذلك يضيف: "هناك خطوط مدمرة وشبكات تحت منازل ومبانٍ مقصوفة لا نستطيع الوصول للخطوط أسفلها، وهناك بيوت مدمرة سكانها لا يستطيعون دفع مستحقات البلدية، ورسومها واشتراكاتهم ونحن لا نستطيع إجبارهم!".
ولازالت مشكلة قطع غيار آليات البلدية مستمرة، إضافة إلى أن آليات البلدية نفسها أصابها الإهلاك، وهناك مانحون يؤكدون استعدادهم للتبرع بآليات جديدة؛ لكن البلدية لا تستطيع إدخالها لغزة.
ويقول الشيخ خليل، إن عدم قيام الوزارات الحكومية بدورها بسبب الخلاف السياسي يؤثر سلباً على عمل بلدية غزة، مستدلا بوزارة الأشغال العامة التي لا تنسق بشكل كاف في مشاكل إزالة الركام والدمار.
أكثر ما يخشاه الشيخ خليل هو تراجع خدمات البلدية بصورة أكبر قريباً، لأن إيراد البلدية في تراجع وتأخير الإعمار يزيد الحال سوءًا وهو ما يقدم لردات فعل وتذمر مرتقب من المواطنين.
ويبيّن أن عدم توفر مواد البناء والمواد الخام، وتوقف المشاريع الاستراتيجية والحيوية ستؤدي لازدياد المشكلة، وهو ما ينذر بوضع كارثي يتطلب تدخل عملي وعاجل في منح خدمات البلدية الحياة بإزالة عقبات العمل من أمامها.
الشبكات الاجتماعية
تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية