الصّهيوني.​.. هل هو قبيح؟...بقلم : صلاح حميدة

السبت 14 يناير 2012

الصّهيوني.​.. هل هو قبيح؟


صلاح حميدة

تعرض قناة الجزيرة الفضائيّة برنامجاً وثائقيّاً تحت عنوان " الصّهيوني القبيح" ومضمون البرنامج يتحدّث عن المستوطنين وغلاة الصّهاينة في الدّولة العبريّة، ويكشف ممارساتهم العنصريّة العنيفة المبنيّة على تربيتهم وحقنهم الفكري المعادي للوجود الفلسطيني على أرض فلسطين.

هذا البرنامج رجع بشريط الأحداث الفلسطينيّة إلى الخلف عشرات السّنين، مستعرضاً ادعاءات من قبل مسؤولين ورسميين ومؤرّخين صهاينة عن " حمائميّة المستوطنين" و "دمويّة" العرب، وعن حرص الحركة الصّهيونيّة على أن تكون معاركها عسكري مقابل عسكري، في تعبير لأحدهم عن "طهارة" سلاحهم كما قال.

من السّهل إسقاط دعاية الحركة الصّهيونية ودولتها، فهل مجزرة دير ياسين الّتي تمّ اقترافها بحق مدنيين آمنين نائمين في بيوتهم عمل حربي يظهر طهارة سلاح عسكري لعسكري؟ وهل بقيّة المجازر بحقّ المدنيين الفلسطينيين تظهر وجهاً جميلاً لهم؟.

ولمعرفة جمال أو قبح الصّهيونيّة كفكرة والصّهاينة كأفراد لا بدّ من متابعة ما يقومون به بحقّ الشّعب الفلسطيني، فهم يقومون بشكل دوري بمصادرة أراضي وممتلكات الفلسطينيي وإجبارهم على هدم بيوتهم وخلق ظروف إقتصاديّة بالغة السّوء للفلسطينيين حتّى يجبروا على الهجرة من أرضهم، و من خلال حرمانهم من مائهم ومراعيهم ومزارعهم وحرّيّة التّجارة والصّناعة، في استكمال لما قامت به العصابات الصّهيونيّة في بدايات تأسيس هذه الدّولة وقبلها، ولذلك يعتبر قيام دولة الصّهيونيّة والصّهاينة بقوننة العنصريّة والتّطهير العرقي، مثلما يجري بحق فلسطينيّي النّقب من هدم لقراهم وتهجير لهم ومصادرة لمقدّساتهم، استكمالاً لصورة قبيحة لا جمال فيها.

أمّا ما يقوم به المستوطنون في الضّفة الغربيّة - ومن ضمنها القدس- وما يقوم به أمثالهم في عكّا وحيفا ويافا وغيرها من اعتداءات متواصلة على الأفراد الفلسطينيين وعلى مقدّساتهم وممتلكاتهم، فكل هذا يظهر أنّ الحركة الصّهيونيّة تجدّد وجهها القبيح بأفعال هؤلاء تحت عناوين " شبيبة التّلال" و " جباية الثّمن" والتّنظيمات السّرّيّة والعلنيّة الأخرى الّتي لا تخفي أقوالها وأفعالها، بل تجد من يدافع عنها علانيةً، فهم يقومون بشكل دوري بحرق المساجد وخط عبارات عنصريّة مسيئة للعرب والمسلمين، ويقطعون الأشجار ويحرقون البساتين والبيوت والسّيّارات ويقومون بعمليّات قتل طالت عدداً من الأبرياء اللذين ليس لهم ذنب إلّا لكونهم فلسطينين وقادهم القدر ليلتقوا مع عصابة من هؤلاء، والملاحظ أنّ أفعال هؤلاء لا ترتبط بوجود عمل مقاوم ضدّ الاحتلال، بل كلّما قلّ العمل المقاوم زادت هجمتهم العنصريّة على الفلسطينيين، كما يجري هذه الأيّام.

هذا يقودنا إلى التّفكير في كنه التّسمية للصّهيوني، فهل هناك صهيوني قبيح وآخر جميل؟ وكيف نستطيع تقييم وتقدير درجة القبح عنده؟ وهل يرتبط تقييمنا بمحدّدات عنصريّة أو عرقيّة أو دينيّة أو فكريّة؟.

إنّ كون الفكرة الصّهيونيّة فكرة عنصريّة تنظر للآخر نظرة استعلاء، ويقودها هذا الاستعلاء إلى ممارسات عنصرية تهضم وتنفي وجود و حقوق الآخرين، وتعمل على نفيهم في الواقع كما نفتهم الفكرة، فهذا هو قمّة القبح، ولذلك يجلب الفعل العنصري - المبني على فكر عنصري - استعداء الفئات المتضرّرة منه، وهذا أمر طبيعي غير مدان. فالقبح مرتبط بأفكار وممارسات النّاس ولا علاقة له بجنسهم أو دينهم، فمن حق النّاس – جماعات وأفراد- أن يعتقدوا بأنّهم أفضل من غيرهم، ولكن أن يتم نقل هذا التّفكير إلى ممارسات عنصريّة تنفي وتستهدف وتظلم وتقهر وتقتل الآخرين، فهذا قبح ما بعده قبح، ولا يرضى عنه دين ولا أخلاق ولا قوانين إنسانيّة.
جبل يدعى حماس
سأموت ولكن لن ارحل
يا رب انت العالم
يوم تجثو كل أمّــة
علم .. مقاومة .. حرية

الشبكات الاجتماعية

تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية

القائمة البريدية