الضفة بين الدروشة والسياسة
محمد القيق
في مرحلة من المراحل قالوا إن حماس لا تستطيع أن تخرج من محاريب المساجد لأن السياسة ليس لها علاقة بما كانوا يطلقون عليه الدروشة، وإن اعتبرت تصرفات حماس دروشة فهذا يعني أن السياسة التي يفهمونها خسرت أمام الدروشة التي يصفونها، فالمجريات في القضية الفلسطينية لن تقاس بعمر التنظيم أو شيخوخته بل تقاس بفعله وإنجازاته.
وهناك مراحل عديدة استثنت فيها حركة فتح المسيطرة بالتعيين على منظمة التحرير حركة حماس من صنع القرار أو التشاور، فكانت الهزائم والنكسات تتوالى على الشعب المنكوب، غير أن صندوق الاقتراع عام 2006 كرس "دروشة" حماس في الحكم فأصبح لها القرار والسيادة ولو أنها منقوصة على جزء من أجزاء الوطن، غير أن المعادلات العسكرية تتطلب تطهير بقعة للانطلاق إلى باقي المناطق، فكانت حماس مسيطرة في قطاع غزة بفعل شرعية الصندوق والدعم الشعبي وشرعية المقاومة، وهذا ما لم تحصل عليه فصائل أخرى على مدار عقود في القضية الفلسطينية، ورغم الحصار المضروب على "الدراويش" إلا أن حكومة لا تعرف الديون ورواتب لا تعرف التأخير وخدمات لا تعرف الانقطاع ومقاومة لا تعرف الروتين وجدت في البقعة التي سيطر عليها "الدراويش" حتى أن صاروخا محلي الصنع ضرب القدس وتل الربيع من هناك.
بينما الضفة الغربية التي فيها الحكومة تدعي الحنكة الاقتصادية والسياسية وامتلاك شبكة العلاقات الدولية فهي معينة ولا تمتلك مقاومة، فيها الراتب لا يعرف الانتظام والأمن لا يعرف الهدوء والبنية التحيتة لا تعرف القوة والمتانة والحكومة لا تعرف الفائض ولن تنسى مداخل البنوك، والسوق لا يخلو من الغلاء.
وكان من الإنجازات على أرض الواقع من قبل "الدراويش" سواء بصفقة تبادل الأسرى أو انتصار إدارة معركة الأمعاء الخاوية أو حجارة السجيل وقصف القدس وتل الربيع والإبداع الحكومي والشعبي والتنظيمي ما جعل ثقافة تترسخ في الضفة الغربية أن كفى للتعيين ونريد المنتخبين، وهذا ليس من فراغ وإنما من خيبة أمل جراء وعود تبخرت على أقرب نقطة حرجة بالتزامن مع إنجازات لا تعرف الخيال، فهل أصبح الشعب كله "دراويش" ؟!!، أم أن من كانوا يدعون السياسة هم الدراويش ومن صمتوا على إطلاق اللقب عليهم هم محنكون؟!.
يبدو أن تطورات المرحلة المقبلة ستثبت أن "الدراويش" كانوا أعمق فكرا وسياسة ومعرفة من أولئك المراهقين السياسيين وإن قالوا عن أنفسهم الكثير من الألقاب التي لا ترتبط بالواقع، وهذا يعني أن من يملك الحق والإرداة والقوة ودعم الشعب هو الذي يخاطبه العالم ومن لا يملك إلا الكلام وهو كثير فلا يستطيع أن يكون إلا درويشا لأن الدروشة كلام والسياسة ممارسة، والضفة الغربية تحتاج للفعل قبل أن يجهز عليها من قبل الاحتلال كاملا تحت حجة السياسة التي يعرفون، وبالتالي فمن هم الدراويش؟!!
محمد القيق
في مرحلة من المراحل قالوا إن حماس لا تستطيع أن تخرج من محاريب المساجد لأن السياسة ليس لها علاقة بما كانوا يطلقون عليه الدروشة، وإن اعتبرت تصرفات حماس دروشة فهذا يعني أن السياسة التي يفهمونها خسرت أمام الدروشة التي يصفونها، فالمجريات في القضية الفلسطينية لن تقاس بعمر التنظيم أو شيخوخته بل تقاس بفعله وإنجازاته.
وهناك مراحل عديدة استثنت فيها حركة فتح المسيطرة بالتعيين على منظمة التحرير حركة حماس من صنع القرار أو التشاور، فكانت الهزائم والنكسات تتوالى على الشعب المنكوب، غير أن صندوق الاقتراع عام 2006 كرس "دروشة" حماس في الحكم فأصبح لها القرار والسيادة ولو أنها منقوصة على جزء من أجزاء الوطن، غير أن المعادلات العسكرية تتطلب تطهير بقعة للانطلاق إلى باقي المناطق، فكانت حماس مسيطرة في قطاع غزة بفعل شرعية الصندوق والدعم الشعبي وشرعية المقاومة، وهذا ما لم تحصل عليه فصائل أخرى على مدار عقود في القضية الفلسطينية، ورغم الحصار المضروب على "الدراويش" إلا أن حكومة لا تعرف الديون ورواتب لا تعرف التأخير وخدمات لا تعرف الانقطاع ومقاومة لا تعرف الروتين وجدت في البقعة التي سيطر عليها "الدراويش" حتى أن صاروخا محلي الصنع ضرب القدس وتل الربيع من هناك.
بينما الضفة الغربية التي فيها الحكومة تدعي الحنكة الاقتصادية والسياسية وامتلاك شبكة العلاقات الدولية فهي معينة ولا تمتلك مقاومة، فيها الراتب لا يعرف الانتظام والأمن لا يعرف الهدوء والبنية التحيتة لا تعرف القوة والمتانة والحكومة لا تعرف الفائض ولن تنسى مداخل البنوك، والسوق لا يخلو من الغلاء.
وكان من الإنجازات على أرض الواقع من قبل "الدراويش" سواء بصفقة تبادل الأسرى أو انتصار إدارة معركة الأمعاء الخاوية أو حجارة السجيل وقصف القدس وتل الربيع والإبداع الحكومي والشعبي والتنظيمي ما جعل ثقافة تترسخ في الضفة الغربية أن كفى للتعيين ونريد المنتخبين، وهذا ليس من فراغ وإنما من خيبة أمل جراء وعود تبخرت على أقرب نقطة حرجة بالتزامن مع إنجازات لا تعرف الخيال، فهل أصبح الشعب كله "دراويش" ؟!!، أم أن من كانوا يدعون السياسة هم الدراويش ومن صمتوا على إطلاق اللقب عليهم هم محنكون؟!.
يبدو أن تطورات المرحلة المقبلة ستثبت أن "الدراويش" كانوا أعمق فكرا وسياسة ومعرفة من أولئك المراهقين السياسيين وإن قالوا عن أنفسهم الكثير من الألقاب التي لا ترتبط بالواقع، وهذا يعني أن من يملك الحق والإرداة والقوة ودعم الشعب هو الذي يخاطبه العالم ومن لا يملك إلا الكلام وهو كثير فلا يستطيع أن يكون إلا درويشا لأن الدروشة كلام والسياسة ممارسة، والضفة الغربية تحتاج للفعل قبل أن يجهز عليها من قبل الاحتلال كاملا تحت حجة السياسة التي يعرفون، وبالتالي فمن هم الدراويش؟!!
الشبكات الاجتماعية
تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية