الظاظا: تحركات ومؤشرات عربية ودولية لعدم تجاوز "حماس" (جزء 1)

الإثنين 11 مايو 2015

الظاظا: تحركات ومؤشرات عربية ودولية لعدم تجاوز "حماس" (جزء 1)


كشف زياد الظاظا عضو المكتب السياسي لحركة "حماس" ونائب رئيس الوزراء السابق، أن هناك تحركات ومؤشرات عربية ودولية من أجل المصالحة والوفاق الوطني وتثبيت وقف إطلاق النار مع الاحتلال على الأرض، مشدداً أن حركته لن تقبل الدخول في تسويةٍ سياسية مع الاحتلال بأي شكل من الأشكال.

واعتبر الظاظا خلال مقابلةٍ شاملة مع "المركز الفلسطيني للإعلام"، أن ذلك يأتي إثر ثلاثة اعتبارات سلّم بها الجميع، وهي أن "الجميع أدرك أن حماس حركة لا يمكن تجاوزها في أي قضية كانت، وأنها تمثل عنوانا للشعب الفلسطيني".

أما الاعتبار الثاني –بحسب الظاظا- هو أن الجميع أدرك أن رئيس السلطة محمود عباس، "شخص يراوغ ولا يريد وفاقاً وطنياً ولا يريد مصالحة"، فيما أكدّ أن الجميع أدركوا خطأهم بالمواقف المسبقة التي تبنوها عن حركة حماس.

وفي سياقٍ آخر؛ أشار عضو المكتب السياسي لـ"حماس"، أن الأجهزة الأمنية الفلسطينية في غزة استطاعت أن تحبط مؤامرة جديدة بهدف إحداث بعض القلاقل والتفجيرات بقطاع غزة.

وقال الظاظا: إن "من يكتب تلك البيانات التي تحمل التهديدات وغيرها هي أجهزة الأمن التابعة لعباس" حسب قوله، لافتاً إلى من جرى اعتقالهم مؤخراً قُبض عليهم متلبسين أثناء وضع بعض العبوات هنا وهناك.

وجدّد القيادي الفلسطيني، ما أكدّته حركته أن رئيس السلطة محمود عباس هو المعطل الأول للمصالحة، لافتاً إلى أنها قد تتم وبلحظة واحدة وبقرار من عباس دون الحاجة إلى لجان.

وفيما يلي نص الحوار:

* أحبطت أجهزة الأمن في غزة عدة محاولات تفجيرية؟ ماذا عن ذلك وما هي ماهية ذلك؟

الأجهزة الأمنية العاملة في غزة والتي لا تتقاضى رواتب من حكومة التوافق الوطني استطاعت أن تحمي شعبها وتحمي بلدها وأمن غزة من المؤامرة التي عمل فيها كل من الاحتلال وأجهزة السلطة في الضفة المحتلة لإحداث قلاقل ومشاكل أمنية في غزة، من خلال إحداث تفجيرات هنا وهناك، ومحاولات لضرب شخصيات من تنظيم هنا أو هناك حتى تثار القلاقل، إلا أن الأجهزة الأمنية كانت مستيقظة كما عهدناها، وحفظت أمن البلاد كما حفظته أثناء العدوان الصهيوني خلال الحروب الثلاث الماضية.

* ما علاقة ذلك بداعش والسلفيين؟

هذه البيانات تكتبها أجهزة الأمن التابعة لعباس، وغزة فيها فصائل مقاومة وهي تقاوم الاحتلال وهي معلومة ومقدرة من الشعب الفلسطيني، وربما يكون فرد هنا أو هناك يريد أن يستعجل المسائل، وممكن أن يشعل بعض الأمور هنا أو هناك، ويحقق بذلك بعض المصالح التي خططت لها أجهزة عباس مع الاحتلال، لكنها باءت بالفشل، حيث تم ضبط هؤلاء الأفراد.

* ولكن السلفيين يتحدثون عن اعتقال العشرات من كوادرهم بغزة؟

الواقع يقول غير ذلك تماماً، وهذه الادعاءات ليس لها أساس من الصحة، والذين تم القبض عليهم هم أفراد متلبسون في عملية وضع التفجيرات وباعترافات كاملة من طرفهم، والأجهزة الأمنية في غزة مع كل إنسان فلسطيني يتعامل بروح المقاومة وفق خيار الكل الفلسطيني في قطاع غزة.

* قضية داعش تثير قلقا لدى المواطنين؟

المواطن متيقظ ويعرف تماما أنه لا يوجد شيء اسمه "داعش" في غزة، ولماذا يكون داعش؟ فممكن أن يكون هذا الأمر في مكان غير غزة، فغزة كلها مقاومة ضد الاحتلال، وقد أثبتت بالدليل القطعي وليس بالدليل النظري أنها قادرة على المقاومة وتحقيق الإنجازات فيها، وبالتالي كل الشعب احتضن المقاومة والتف حولها، ***اذا يتطلع إلى سلوك هنا وسلوك هناك بعيداً عن مقاومة الاحتلال الصهيوني.



المصالحة

* إلى أين وصلت الأمور في المصالحة وهل بات الملف راكداً؟

موضوع الوفاق الوطني قدمت فيه حركة حماس الكثير من التنازلات من أجل مصالح الشعب الفلسطيني، وتنازلت عن الحكومة، وهي حق لها من أجل مصلحة الشعب العليا، وهي تعلم يقيناً أن عباس لا يمكن في يوم من الأيام أن يمثل مصالح الشعب الفلسطيني، ولكن من أجل الشعب، ومن أجل إقامة الحجة على الجميع الذين كانوا يتهمون حماس بتعطيل المصالحة.

ونؤكد أنه قد ثبت بالدليل القطعي أن عباس هو المعوق الرئيس في موضوع المصالحة، فهو لا يريد أن يكون هناك وفاقاً وطنياً فلسطينياً، ولا يريد أن يدافع عن مبادئ الشعب الفلسطيني، ولكن يريد أن يجره بالكلية ليتعامل وفق متطلبات الأمن الصهيوني، وهذا ما لا يمكن أن يقبله أي فلسطيني سواء في غزة أو الضفة الغربية، لأن الشعب لديه كرامة لا يقبل بالمحتل ولا يتماهى معه أو يتعاون معه أو يحقق مصالحه، بل يعمل بكل جهدٍ واجتهاد ودماء وتضحيات من أجل طرد المحتل.

لكن إلى أين وصلت الأمور. وهل سيبقى الحال على حاله؟

عباس يثبت يوماً بعد يوم أنه ليس شريكاً وطنياً، وأنه لا يريد أن يكون هناك وفاق وطني، ففي كل مرة نصل إلى اتفاق وتوافقات سواء مع فتح أو مع الحكومة، وبعدما نصل للنهاية؛ نجد أن عباس يعطي الفيتو لأنه لا يريد وفاقاً.

في اللحظة التي يقرر فيها محمود عباس كرئيس لحركة فتح بأنه يريد أن يكون شريكاً وطنياً في حل مشاكل الشعب الفلسطيني، نحن في حماس نقول له أهلاً وسهلاً، أما عدا ذلك؛ فإننا نقرر ونعلن وبشكل شخصي أن عباس ليس رئيسا للشعب، وقد سقط من هذا الأمر، وهو يتماهى بالكلية مع متطلبات الاحتلال الصهيوني الأمنية والسياسية.

* دار مؤخراً لقاء جديد بين الأحمد وأبو مرزوق؟ ما طبيعة وفحوى هذا اللقاء؟

اللقاء مع فتح والفصائل ومع كل العالم مفتوح ولا ينقطع ولا توجد هناك قطيعة، أي لقاء يطلبه أي إنسان نسمع له وفي نفس الوقت نقيم الحجة عليه، لنسأل ماذا لديكم؟ فاتفاق القاهرة والشاطئ والاتفاقات مع الحكومة موجودة، فما الذي بقي، لم يبق إلا التنفيذ، فلا داعي للمزيد من الزيارات والسفريات والكلام في الإعلام، نريد التنفيذ فشعبنا لا يحتمل.

* نعم، ولكن من أين يبدأ التنفيذ؟

يبدأ من قرار من محمود عباس بصفته رئيساً لحركة فتح بأنه يوافق على تنفيذ اتفاق القاهرة الموقع من الفصائل الفلسطينية كلها، وهنا يبدأ بدعوة الإطار القيادي لمنظمة التحرير لإعادة تشكيلها الكيان السياسي للشعب وإقرار قانون الانتخابات للمجلس الوطني الفلسطيني، وتكون دعوة المجلس التشريعي للانعقاد في الضفة وغزة للنظر في كل المراسيم والقرارات الرئاسية والحكومية الصادرة في فترة الانقسام، وإقرارها أو تعديلها أو إلغائها وفق رؤية المجلس التشريعي، بالإضافة إلى إقرار قانون الانتخابات الجديد لانتخابات التشريعي والرئاسة.

والنقطة الأخرى، بأن تبدأ اللجان ذات العلاقة بحل مشاكل الموظفين المدنيين والشرطة في وزارة الداخلية والأمن الوطنية باعتبارهم جميعاً موظفين فلسطينيين لا يجوز التمييز بينهم، ووفق اتفاق القاهرة؛ فإن الموظفين العاملين في غزة هم الموظفون الشرعيون بالدرجة الأولى، وأما المستنكفون فهم المطلوب دمجهم مع الموظفين العاملين، وليس العكس كما قال عباس أو قالت الحكومة، وهذا ما هو منصوص عليه في الصفحة العاشرة في السطر الثالث من نص اتفاق القاهرة.

ويقول النص بتصرف، (تبدأ عملية استيعاب عدد ثلاثة آلاف عنصر من منتسبي الأجهزة الأمنية السابقة في الشرطة والأمن الوطنية والدفاع المدني في الأجهزة الأمنية القائمة في قطاع غزة بعد توقيع اتفاقية الوفاق الوطني).

إذن كما ينص الاتفاق حرفياً، أن الذي يتم دمجه هو المستنكف السابق بالقائم، وليس العكس كما يشاع، وهذه النقطة أساسية، وأنا أتحدى الجميع ممن يقولون خلاف ما هو موجود بالنص.

* هناك خطة إقليمية دولية لعقد اتفاق مصالحة؟ ما حقيقة ذلك؟

لا أرى ذلك، ولكن هناك تحركات دولية وعربية في موضوع المصالحة والوفاق الوطني الفلسطيني والتهدئة وتثبيت وقف إطلاق النار على الأرض من الجميع، وهذا ناتج لثلاثة أسباب وهي:

- أن الجميع أدرك أن حماس هي حركة لا يمكن تجاوزها في أي قضية سواء كانت سياسية أو اقتصادية أو عسكرية أو اجتماعية، لأنها تمثل عنوان وكرامة الشعب، والقادرة على تحقيق الإنجازات على الأرض.

- أن الجميع أدرك أن عباس شخص يراوغ ولا يريد وفاقاً وطنياً ولا يريد مصالحةً، بل يريد أن يأخذ غزة ومقاومتها ويسلمها للاحتلال الصهيوني حينما يعبر أنه لا يريد غزة إلا بسلاح واحد، فالذي عجزت عنه قوات الاحتلال الصهيوني البربرية الإرهابية بدعم محلي وإقليمي ودولي في أربع حروب إجرامية متتالية على غزة؛ يريد أن يسلمها بدون مقابل، وهذا كلام لا أساس له من الصحة.

- النقطة الثالثة؛ أن الجميع أدرك أن المواقف التي تبنوها ضد حماس مواقف خاطئة 100%، لأن هؤلاء استطاعوا أن يجعلوا من جيش الاحتلال الصهيوني العظيم في نظر الآخرين؛ أضحوكة ولا يساوي شيئا، وأنه كما يقول دان حالوتس، بأن القوات الصهيونية "نمر من ورق".

لذلك أدرك الجميع أنهم على خطأ، وأرادوا أن يصححوا خطأهم ويعطوا هذه الأوزان اعتباراً كبيراً.

* تحدثتم مؤخراً أنكم تمتلكون خيارات صعبة وقاسية للتخلص من خنق غزة؟

نحن لا نملك خيارات صعبة وقاسية، وإنما نملك خيارات سهلة، حيث إن الذي يملك الأرض بقوة المقاومة يستطيع أن يعبر عن أي إجراء بسهولةٍ ويسر، ونحن نسير بهذه الخيارات على الأرض وننفذها، ولكن هذا التنفيذ حينما نصل للنقطة الأساسية في الموضوع يتم بحثها مع كل الفصائل الوطنية.

نحن مع الوفاق الوطني ثم الوفاق الوطني ثم الوفاق الوطني، وهذه أولوية واستراتيجية ثابتة لدى حركة حماس، لكن لا يمكن أن نسمح بأي حال من الأحوال لأيٍ كان أن يستمر في خنق غزة ومعاقبة غزة.

النقطة الأخرى، بأننا معنيون بتثبيت وقف إطلاق النار وفق متطلبات المقاومة والإنسان الفلسطيني، وليس وفق متطلبات الاحتلال.

* ولكن إلى متى سيبقى المواطن ينتظر؟!!

هذه هي المشكلة، نحن قلنا سابقاً أننا قدمنا الكثير من التنازلات وعبرنا عنها من قبل أنها تجاوزت نسبة 300% من التنازلات، نحن قبلنا من أجل شعبنا ومن أجل كشف الحقيقة أن نعطي الرئيس ولو بصورة مؤقتة لمدة ستة شهور أو سنة أن يكون رئيساً لمنظمة التحرير وهو ليس كذلك، وأن يكون رئيساً للسلطة وهو ليس كذلك، فقد انتهت رئاسته منذ عام 2009، وأن يكون رئيساً للوزراء وهو ليس كذلك، ولذلك ثبت بالدليل القطعي أن عباس ضد المصالحة وليس مع الوفاق، وقد كان يخادع، وعليه فقد سقط سياسياً ووطنياً وبقي رئيساً لحركة فتح، وهو أمر لا يعنينا.

* أنتم تقولون أن ولاية الرئيس انتهت؟ وماذا عن ولاية التشريعي؟

حسب القانون الفلسطيني المعدل والذي يمثل الدستور الفلسطيني، يقول بأن رئيس السلطة تنتهي ولايته في التاريخ الذي ينتهي فعلاً ويذهب إلى بيته، وإذا لم تتم انتخابات يستلم عنه رئيس المجلس التشريعي لفترة مؤقتة لمدة 8 أسابيع لعقد انتخابات.

أما المجلس التشريعي، فتنتهي ولايته في اللحظة التي يتم فيها انتخابات، ويبقى على رأس عمله قائماً حتى يتم التسليم لمجلس تشريعي جديد، هذا نص القانون.

* بدأتم مؤخرا بتشكيل هيئة وطنية لإدارة غزة؟ لماذا توقفت هذه الخطوة؟

لم نشكل ولم نطرح هذا الموضوع مطلقاً، ولم نبحث هذه الأطروحات، وعندما يكون لدينا أطروحات من هذا القبيل فسنعرضها على الجميع، ولن نتخذ قراراً منفرداً.

* ولكن بعض الفصائل افتعلت ضجة على هذا الأمر؟

ليس الفصائل، بل هي بعض المجموعات التابعة للسيد عباس وتتقاضى منه الدولار، وما عداها هي تعرف عباس وتعرف الحقيقة، وتعرف أنه ضد الوفاق الوطني، ونحن عندما نطرح أي موضوع فإننا سنبحثه مع الكل الفلسطيني، ونبحث معهم كيفية العمل في غزة وحماية المشروع الوطني الفلسطيني وحماية المقاومة، والحفاظ على الكل الفلسطيني، ونحن ضد أي عمل انفصالي هنا أو هناك، وكما ذكرنا دائماً بأننا لن نسمح بدولة بغزة، ولن نسمح بدولة بدون غزة.

* ولكن هل هذا يعني أنّ هناك فرقا بين إقامة دولة وبين عقد اتفاق لصالح غزة؟

بوضوح نحن لا نقبل أن ندخل في تسويةٍ سياسية مع الاحتلال بأي شكل من الأشكال، ولكن لا مانع لدينا أن نقوم بعملية تثبيت وقف إطلاق النار مع الكل الفلسطيني، وهذه مسألة وبسقف زمني محدد، وهذا فعلناه قبل ذلك، وهو أمر مختلف.

ولكن نحن لا نقوم بعمل سياسي فيه تسوية سياسية كما يفعل عباس ويأخذ الشعب نحو الهاوية، نحن نأخذ الشعب نحو المقاومة، لذلك نقول لا دولة في غزة ولا دولة بدونها، لنقول للجميع بأن عباس لا يستطيع ولو وقف معه كل العالم أن يقيم دولة فلسطينية بدون غزة.

* ولكن هل هناك توافق فصائلي على ذلك؟

إذا وافق الكل الفلسطيني (الفصائل والمؤسسات)، نحن ليس لدينا تفرد بالقرار، وقد قبلنا الدخول في انتخابات 2006 لأننا نؤمن بالشراكة الوطنية، وتنازلنا عن الحكومة، وسلمناها لحكومة الوفاق الوطني تسليماً هادئاً، ولكنها لم تحترم نفسها، ولم تقم بالمهمات التي أوكلت إليها في هذا المجال واختارت أن تكون حكومة عباس وليس حكومة وريثة لحكومتين، وبالتالي وضعت نفسها في الجانب المضاد لمصالح الشعب الفلسطيني.

نقول إن عباس يستطيع أن يعلن حقيقة أنه يريد أن يكون شريكاً، تنتهي القصة حتى بدون لجان.

* نفهم أن المقصد هو أن أي اتفاق مع الاحتلال يأتي في إطار وقف إطلاق النار وليس ضمن اتفاق تسوية؟!

نعم أحسنت، وهذا الذي جاء ضمن تفاهمات القاهرة لوقف إطلاق النار، في المرحلة الثانية، في حين أن المرحلة الأولى لم ينفذها الاحتلال، وهي فتح جميع المعابر وإدخال جميع مستلزمات وليس مواد البناء لإتمام إعادة الإعمار والبدء بالصيد من مسافة 6 أميال داخل البحر، أما الفقرة الثانية، أنه تستكمل المفاوضات غير المباشرة لتثبيت وقف إطلاق النار وتشمل مجموعة من الموضوعات في مقدمتها الميناء والمطار والبحر، وقد طلب الاحتلال موضوع الأسرى ونحن لم نقره.

وهذا تم بحضور ممثلي كافة الفصائل الفلسطينية وحتى ممثلي السيد عباس.


ضريبة التكافل

* أثارت ضريبة التكافل جدلاً واسعاً في غزة، هل طُبقت فعلياً ؟

المجلس التشريعي نظر إلى وضع البلد فوجد أن حكومة التوافق الوطني لا تقوم بدورها تجاه قطاع غزة؛ وأن الرئيس عباس يميز بين شعبيه، وأن عباس وحكومته يحصلون على أموال الضرائب الخاصة بالشعب الفلسطيني بغزة عبر المقاصة والتي تعادل من 50-70 مليون دولار وأن الشعب في غزة يتضور جوعاً، وأن الموظفين القائمين على حماية الأمن الشخصي والاقتصادي والاجتماعي لا يتقاضون راتباً، ففكروا أن يأتوا بخدمة فتحدثوا عما يسمى بضريبة "التكافل الوطني" وهي خاصة بالشركات التي تزيد أرباحها عن مليون دولار.

وهذه المسألة دارت ضمن مداولات في المجلس التشريعي، وقد وافقوا عليها بالقراءات، وهي تحتاج إلى إصدار وبعد ذلك تحتاج إلى نشر في الوقائع الفلسطينية لمدة شهر، بعد ذلك تحتاج إلى لائحة تنفيذية، وهي من اختصاص الحكومة، وهي غير موجودة، وبحكم معرفتي أن ضريبة التكافل لم تطبق بعد.

أي تاجر يزعم أنها تطبق فليأت لنا وهي لم تطبق، وأكثر من 70% من الضريبة المضافة وضريبة الدخل المنصوص عليها بالقانون الصادر من المجلس التشريعي قبل انتخابات 2006 لم تطبق في غزة حتى تاريخه، هذا الهرج والمرج لا أساس له من الصحة، وهناك محاولات للاصطياد في المياه العكرة.


وضع حماس الداخلي

* حماس تعاني من أزمة مالية ؟ ماذا عن المستقبل؟

حماس كغيرها من الفصائل والدول تمر في فترات تعاني منها من أزمة مالية، لدينا حصار من الاحتلال والرئيس عباس وحكومته، ومن بعض الدول المحيطة والعالم، ومع هذا حماس استطاعت أن تصمد أمام كل أنواع الحصار، وتجتاز هذه المراحل بنجاح.

أنا لا أقول أننا أنهينا المشكلة المالية؛ ولكنها في مجال التعامل معها.

* ظروف حماس السياسية والداخلية؟ كيف تقيم طبيعة العلاقة؟

حماس وحدة واحدة لها رئيس واحد ونظام واحد ومجلس واحد وقرار واحد، ولا يوجد خلافات في أي شيء من الأشياء، والقرار يخرج من المؤسسة وهي مؤسسة وليست شخص، ولذلك الأحلام والأماني لدى الغير أن يكون في حماس كما هو موجود لديهم، نحن وحدة واحدة قرارنا واحد وموقفنا واحد.

الأسرى والإعمار

* هل هناك صفقة أسرى قريبة؟

هذا موضوع لا نتحدث فيه، وهو مغلق تماماً، حتى لو أتى كل العالم، إذا لم يأت أحد بما يرضي حماس فلن يكون هناك شيء.

* نعم، ولكن هل قُدمت لكم عروض بهذا الصدد؟

من يأتي يتحدث في كل شيء في التهدئة والحصار ووقف إطلاق النار والأسرى، وما يهمنا القضايا الدسمة والميدانية والتي لها نصيب من الواقع.

لم يعرض علينا أحد، وهناك أطراف أحاديث نحن لم نتعامل إلا مع الحقيقة الكاملة والواقعة.

الوفود تأتي تترا إلى غزة وإلى الدوحة لأنها أدركت ما قلته آنفاً.

* لكن هل من جديد في مفاوضات التهدئة ؟

نفس الكلام هي مجرد أطراف أحاديث يأتي بها وسطاء في الغالب يكونوا مرسلين من طرف الاحتلال، وهم لا يعّرفون عن أنفسهم كذلك، ولكننا نحن نعلم فهو لا يتكلم من عنده، وقد جربنا هذه المسألة في قضية أسر شاليط، كانت كل الوفود التي تأتي لغزة كانت تتحدث عن مصالح وطلبات الاحتلال، والآن يتحدثون عن هذا الموضوع بنفس اللغة.

* وعن ملف الإعمار؟

هذه المشكلة الكبيرة فهو وفق تفاهمات القاهرة لم يكن موافقة أو قبول أو ذكر أن يكون للأمم المتحدة أي دور، ولكن عباس يريد عرقلة المسائل فتماهى مع الاحتلال الصهيوني وفق المتطلبات الأمنية ليصبح الحصار ليس صهيونياً ولكن حصاراً دولياً، وبالتالي وافق لوحده على أن تكون عملية الإعمار وفق ما تسمى بـ"خطة سيري" لإعادة الإعمار، وأن يأتوا مجموعة الذين يريدون أن يتوسعوا وكأنهم جيش احتلال، ويحاولون أن يتحكموا بكل شيء، وهناك حراك فلسطيني ضده سواء من القطاع الخاص أوالمواطنين، ونحن لا نوافق.

* ماذا عن طبيعة العلاقة مع حركة الجهاد الإسلامي؟ وكيف تسير؟

طبيعة هذه العلاقة تسير من حسنٍ إلى حسن وبتطور إيجابي لأنهم شركاء معنا في المقاومة وفي الدم، وبالتالي وأفكارنا ليست بعيدة، ونحن وإياهم نسير في خندق واحد ونأمل أن تطور العلاقة من التنسيق إلى أفضل من ذلك بكثير.


مستقبل العلاقات الإقليمية والدولية

* ماذا عن تقدم العلاقات بين حماس والسعودية؟

هناك تقدم في كل الاتجاهات وليس فقط بين حماس والسعودية، ولكن بالنسبة للسعودية التي نكن لها حكومة وشعباً كل الحب والتقدير ولمواقفها الداعمة للقضية الفلسطينية، وكل الدول والشعوب العربية والعالم الحر، نقول نعم هناك تحسن إيجابي لكننا نأمل أن يجد صداه على الأرض بخطواتٍ ميدانية.

* وماذا عن طبيعة العلاقة مع قطر؟

العلاقة جيدة جداً، وقطر مواقفها متقدمة جداً في دعم القضية الفلسطينية سياسياً وإنسانياً ونحن نكن لها كل الحب وهي الدولة الأولى، وأتمنى ان تسلك الدول الأخرى نهجها، وأميرها وحكومتها أقامت مشاريع لإعادة الإعمار في غزة ب407 مليون دولار، وهي أول من بدأت في الحديث عن إعمار 1000وحدة سكنية بغزة بعد العدوان الأخير.

* وفي طبيعة العلاقة مع مصر قلتم مؤخراً أن هناك مؤشرات إيجابية؟

هناك مؤشرات إيجابية نعم، نأمل أن تلقى صداها، فحجم الهجمة المفتراة على شعبنا قلت أو خفت نسبياً، لذا نتمنى أن تطور العلاقة الإيجابية، فعندما تصل وسائل الإعلام المأجورة الخاصة أن تفتري وتخف الهجمة يعني أن كل ما كان في الهجمة كان كذب وافتراء نتمنى أن تتطور العلاقات والمؤشرات لتصبح إيجابية في مقدمتها فتح معبر رفح الفلسطيني المصري بصورةٍ دائمة.

* ولكن هل هناك مؤشرات حقيقية لفتح المعبر قريباً؟

بالنسبة لمعبر رفح نحن تنازلنا وقلنا أنه لا مانع لدينا من أن يكون حرس الرئاسة على المعبر، مع العلم أن حرس الرئيس في أي مكان في العالم لا علاقة له لا في المعابر ولا في الأمور الداخلية، هو فقط لحماية وحراسة شخص الرئيس، ولكن قلنا لا مانع وتوصلنا لتوافقات مع الحكومة أنه بالنسبة لإدارة وتشغيل المعابر ومن بينها معبر رفح أنه لا مانع أن يكون حرس الرئيس وأن يمارس هو والشرطة وهيئة المعابر سلطاته وفق اختصاصه والذي تحدده لجنة مختصة نسميها من طرفنا ومن طرفهم بالأسماء، ويصدر بها قرار هي التي تضع المعايير والاختصاصات وكل هذه الأمور، فنحن لا نسمح بأن تعاد الأمور إلى سابق عهدها.

* وعن العلاقة مع تركيا؟

نفس الكلام (..) علاقتنا مفتوحة دون تحفظ، نتمنى أن تترجم هذه المشاريع على الأرض، الإشارات إيجابية نتمنى أن تتحول من كونها إلى خطوات ميدانية عاجلة وليست آجلة.

* ولكن هل تتأثر طبيعة العلاقة مع السعودية بالعلاقة مع إيران؟

حماس ستتعامل مع كل الدول وفق مصالح القضية الفلسطينية لأنها قضية مركزية، نحن نحتاج من كل الدول والعالم والشعوب، نفتح علاقتنا مع الجميع على أساس الاحترام المتبادل، ونحن لا ندخل في محاور مع أحد ولكننا مع الشرعيات في أي مكان في العالم وتطلعات الشعوب في أي مكان في العالم.

* ولكن هل تقبلون باشتراطات أيٍ من الدول؟

نحن لم ولن نقبلها، ولسنا في جيب أحد ولكن الجميع مطلوب منه أن يعزز ويدعم من أجل تحرير فلسطين، لأن المنطقة العربية ستصبح واحة سلام وأمان مع الانتهاء من الاحتلال الصهيوني.
جبل يدعى حماس
سأموت ولكن لن ارحل
يا رب انت العالم
يوم تجثو كل أمّــة
علم .. مقاومة .. حرية

الشبكات الاجتماعية

تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية

القائمة البريدية