العار الذي يتجاوز (القوائم)! ... بقلم : لمى خاطر

الإثنين 24 يونيو 2013

العار الذي يتجاوز (القوائم)!

لمى خاطر

هل سمعتم عن طراز من التفاهة يثير في المرء ما هو أكثر من الغثيان ومن كل مشاعر القرف؟ وهل سمعتم عن شخوص ومؤسسات تحفر لنفسها مكانة عالية في مراتب الوعي فيما تثبت التجربة أنها تنطوي على خواء، مهما كانت الدرجات العلمية التي يحملها مثقفوها؟!

كنت أعتقد فيما مضى أن صحيفة الأيام الفلسطينية من أرقى الصحف الفلسطينية، رغم اختلافي مع فكر كثير ممن يكتبون فيها، ورغم أن ديدن غالبيتهم التسرّع في الهجوم على مخالفيهم والمبالغة في شيطنتهم، خاصة حين يتعلق الأمر بالثقافة وما يرونه عدواناً على الحرّيات!

لكنني لم أتصور أن ينبري عدد من كتاب الصحيفة لنحت عدة مقالات من أكذوبة تافهة عمرها 6 سنوات، قدّموها للقراء على أنها جديدة ومن صناعة حمساوية خالصة، فبتاريخ 22/6/2013، نشر حسن البطل في عموده اليومي مقالاً شنّ فيه هجوماً على حماس متهماً إياها بإصدار قائمة (الرذيلة والانحطاط) متضمنة أسماء عدد من المثقفين والكتاب الفلسطينيين، وحين روّجت مواقع وصفحات عدة لمقاله، ردّ عليه كثيرون، وكتبتُ حينها على صفحتي في فيسبوك: "المثقف البطل فاته أن يجري بحثاً بسيطاً في فضاء النت حول أصل الموضوع، ولو فعل لأدرك أن تلك اللائحة ليست من صنع حماس، بل من أحد رواد المنتديات، وكتبها قبل 6 سنوات!"، بمعنى أن البطل بنى هجومه على حماس منطلقا من ردّ كتبه شخص في منتدى حواري قبل ست سنوات، وكتب فيه تلك الأسماء وأطلق عليها ذلك التعبير، ولست أدري ما علاقة حماس بالأمر، ولا كيف استخرج أحد الموتورين تلك المشاركة من مرقدها وأقنع البطل بأنها صناعة حمساوية!

والأنكى من ذلك أن حسن البطل رد على استفسار شبكة قدس حول القائمة بالقول إنها وردته على الإيميل من مصدر مجهول، وهو أمر كان يلزمه بتقديم اعتذار صريح عن سقطته تلك على الصفحة نفسها التي كتب عليها مقاله الهجومي!

لكن المفاجأة المغثية بحق كانت تلك المقالات التي طرّزت بها صحيفة الأيام زاوية الرأي فيها في عدد أمس، والتي استغرقت في الهجوم على حماس بناء على قائمة (العار) الوهمية تلك، ومن بين المقالات واحد جديد لحسن البطل ضمّنه رسالة من كاتب ورد اسمه في القائمة، والذي بدا مبتهجاً بورود اسمه في قائمة (حمساوية)، فأطلق لمواهبه العنان في التشنيع على الحركة وذمّ ظلاميتها وعدائها للثقافة والفكر!

أعتقد أن هذا المستوى من الإفلاس يتحدث عن نفسه، ويقدّم مع بضاعته الرديئة دليلاً متضمناً لائحة بأمراضه وعقده النفسية، وزيف منطلقاته الفكرية، وحجم سوداوية نظرته للآخر، وتعسّفه المقيت في تحليل النوايا، وفوق ذلك المدى الذي يمكن أن يصل إليه في استسهال تعاطي الكذب وتحويله إلى حقائق تتحوّل مع الزمن إلى قطع تركيبية لتشكيل لوحة مزيفة، لصورة مطبوعة في عقول متخيليها!

كنت أظنّ أن المستوى الواطئ من الفجور في الكذب وصنع الإشاعات ماركة مجيّرة لحساب الإعلام المصري ونظيره السوري، لكنني اكتشفت أنها صناعة رائجة في جميع البلدان، ومن الغرابة والسخافة أنها تكاد تكون حكراً على منتسبين لطبقة المثقفين المخملية، التي تستنشق هواء الفكر بعد تكريره في معامل الزيف الصدئة!
جبل يدعى حماس
سأموت ولكن لن ارحل
يا رب انت العالم
يوم تجثو كل أمّــة
علم .. مقاومة .. حرية

الشبكات الاجتماعية

تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية

القائمة البريدية