د. فايز رشيد
لا مثيل للعدو الصهيوني في نازيته وفاشيته, فحتى جثامين الشهداء الفلسطينيين والعرب تخضع للحسابات الإسرائيلية الشايلوكية بكل ما فيها من عبث ومتاجرة ومخالفة واضحة للاتفاقيات الدولية وميثاق جنيف لحقوق الإنسان (الحي والميت).
النادر أن تجد شبيهاً لهذا العدو، الملاحِق للفلسطينيين والعرب، الأموات منهم قبل الأحياء، فما كاد رئيس الهيئة العامة للشؤون المدنية الفلسطينية حسين الشيخ يعلن: أنه وبعد مباحثات طويلة (امتدت لعام) مع إسرائيل تم الاتفاق على تسليم 84 جثماناً لفلسطينيين قتلوا في حرب عام 1967, بصورة مبدأية وكدفعة أولى للسلطة الفلسطينية, سبق وأن أجري لها جميعاً فحص الدي.أن.أي. وسيتم تسليم 102 جثمان من الفلسطينيين والعرب في وقت لاحق، ما كاد المسؤول الفلسطيني يعلن ذلك حتى جاء قرار وزير الحرب الصهيوني إيهود باراك بتجميد التسليم. قرار باراك اتخذ بعد التشاور مع نتنياهو ووزراء الحكومة الأمنية المصغرة. وكان التجميد بهدف "بحث تأثير التسليم على قضية الأسير جلعاد شاليط، وحتى لا يتم نقل جثامين مخربين ليس من الصحيح نقلهم إن كان لاعتبارات تتعلق بصفقة تبادل أسرى أو اعتبارات أخرى".
ووفقاً لمنسق الحملة الفلسطينية لاسترداد جثامين الشهداء سالم خلّة، فإن إسرائيل تحتجز جثامين 334 شهيداً فلسطينياً وعربياً في مقابر الأرقام, إضافة إلى جثامين 500 شهيد فلسطيني ولبناني ممن سقطوا في حرب 1982 خلال الاجتياح الإسرائيلي للبنان.
للعلم، فإن مقابر الأرقام تعني:تلك المقابر البسيطة التي تدفن فيها جثامين الفلسطينيين والعرب وهي محاطة بالحجارة بدون شواهد، ومثبتة فوق القبر لوحة معدنية تحمل رقماً معيناً, ولهذا سميت بمقابر الأرقام بديلاً لأسماء الشهداء. "إسرائي"ل تحتجز الجثامين في أربع مقابر هي: مقبرة الأرقام, المجاورة لجسر بنات يعقوب، والتي تقع في منطقة عسكرية عند ملتقى الحدود الفلسطينية السورية اللبنانية، إضافة إلى مقبرة الأرقام الواقعة في المنطقة العسكرية المغلقة بين مدينة أريحا وجسر الملك حسين في غور الأردن. أما المقبرتان الأخريان فهما "مقبرة ريفيديم" وتقع في غور الأردن، و"مقبرة شحيطة" الواقعة في قرية وادي الحمام شمال مدينة طبريا بين جبل أربيل وبحيرة طبريا، وغالبية الجثامين فيها لشهداء معارك منطقة الأغوار بين عامي 1965 و1975.
هذا هو العدو الصهيوني، وهذه هي "إسرائيل" التي تكرر التجربة النازية في التعامل مع جثامين الموتى بأرقام, تماماً كما تعاملت النازية مع معتقلي الشعوب الأخرى من الأوروبيين في المعتقلات الهتلرية بأرقام, فقد كانت سلطات السجن تطبع رقماً على ساعد كل سجين.
الإنسان الفلسطيني والعربي بالنسبة للصهيونية ليس تجسيداً بشرياً وكائناً إنسانياً من لحم ودم وعقل وحقوق ثبتتها الشرائع السماوية والقوانين الدولية ومواثيق حقوق الإنسان، بل هو ليس أكثر من رقم فقط، تماماً كما يتم التعامل مع الأغنام والأبقار ليس إلاّ، وربما هذه لها حقوق تُراعى, ولكن الفلسطينيين والعرب في العرف الإسرائيلي لا يستأهلون أية حقوق, سواء أكانوا أحياءً أو أمواتاً! هذه هي العنصرية البغيضة بأكبر تجلياتها تظهر في القرن الزمني الواحد والعشرين، قرن حقوق الإنسان، تمارسها "إسرائيل" وليس هناك من ردود فعل على الصعيد الدولي عليها, فلو مارست دولة أخرى ما تفعله الدولة الصهيونية في جثامين الشهداء من الفلسطينيين والعرب لقامت الدنيا وما قعدت! أما "إسرائيل" فيجوز ويحق لها ما لا يجوز ولا يحق لغيرها... هذه هي العدالة والديموقراطية الإسرائيلية!.
كان هدفاً ل"إسرائيل" ومنذ قيام دولتها المغتصبة في عام 1948 وحتى هذه اللحظة، وهو سيظل طالما بقيت هذه الدولة العنصرية البغيضة والكريهة، ألا وهو: ضرب الذاكرة الفلسطينية والعربية بكل تجلياتها الإنسانية البشرية, من خلال مسح التاريخ للفلسطينيين والعرب، الأحياء منهم والأموات، من أجل تثبيت أساطيرها التضليلية وفي سبيل إنشاء تاريخ جديد لها, يبدأ مع بني "إسرائيل" مروراً بإنشاء الدولة الإسرائيلية الصهيونية، وصولاً إلى تثبيت حقيقة وجود الدولة اليهودية, بكل ما تعنيه من قيام تاريخٍ جديد لفلسطين وللمنطقة العربية. لكل ذلك تتعامل الدولة الصهيونية مع جثامين أعدائها كأرقام دون أسماء ليس إلاّ! ولكن التاريخ يثبت: بأن الأهداف الصهيونية عصّية على التحقيق, فالفلسطينيون وبالتاريخ القديم والحديث هم أهل فلسطين, والإسرائيليون ليسوا أكثر من مشروع غزاة مثل كل الغزاة الذي تداوروا على فلسطين، ومثلما ذهب كل أولئك الغزاة, سيحمل المشروع الصهيوني عصاه على كأهله ويرحل، مُجبراً. والعرب بالتاريخ وهم الآن، وسيظلون أهلها.
النادر أن تجد شبيهاً لهذا العدو، الملاحِق للفلسطينيين والعرب، الأموات منهم قبل الأحياء، فما كاد رئيس الهيئة العامة للشؤون المدنية الفلسطينية حسين الشيخ يعلن: أنه وبعد مباحثات طويلة (امتدت لعام) مع إسرائيل تم الاتفاق على تسليم 84 جثماناً لفلسطينيين قتلوا في حرب عام 1967, بصورة مبدأية وكدفعة أولى للسلطة الفلسطينية, سبق وأن أجري لها جميعاً فحص الدي.أن.أي. وسيتم تسليم 102 جثمان من الفلسطينيين والعرب في وقت لاحق، ما كاد المسؤول الفلسطيني يعلن ذلك حتى جاء قرار وزير الحرب الصهيوني إيهود باراك بتجميد التسليم. قرار باراك اتخذ بعد التشاور مع نتنياهو ووزراء الحكومة الأمنية المصغرة. وكان التجميد بهدف "بحث تأثير التسليم على قضية الأسير جلعاد شاليط، وحتى لا يتم نقل جثامين مخربين ليس من الصحيح نقلهم إن كان لاعتبارات تتعلق بصفقة تبادل أسرى أو اعتبارات أخرى".
ووفقاً لمنسق الحملة الفلسطينية لاسترداد جثامين الشهداء سالم خلّة، فإن إسرائيل تحتجز جثامين 334 شهيداً فلسطينياً وعربياً في مقابر الأرقام, إضافة إلى جثامين 500 شهيد فلسطيني ولبناني ممن سقطوا في حرب 1982 خلال الاجتياح الإسرائيلي للبنان.
للعلم، فإن مقابر الأرقام تعني:تلك المقابر البسيطة التي تدفن فيها جثامين الفلسطينيين والعرب وهي محاطة بالحجارة بدون شواهد، ومثبتة فوق القبر لوحة معدنية تحمل رقماً معيناً, ولهذا سميت بمقابر الأرقام بديلاً لأسماء الشهداء. "إسرائي"ل تحتجز الجثامين في أربع مقابر هي: مقبرة الأرقام, المجاورة لجسر بنات يعقوب، والتي تقع في منطقة عسكرية عند ملتقى الحدود الفلسطينية السورية اللبنانية، إضافة إلى مقبرة الأرقام الواقعة في المنطقة العسكرية المغلقة بين مدينة أريحا وجسر الملك حسين في غور الأردن. أما المقبرتان الأخريان فهما "مقبرة ريفيديم" وتقع في غور الأردن، و"مقبرة شحيطة" الواقعة في قرية وادي الحمام شمال مدينة طبريا بين جبل أربيل وبحيرة طبريا، وغالبية الجثامين فيها لشهداء معارك منطقة الأغوار بين عامي 1965 و1975.
هذا هو العدو الصهيوني، وهذه هي "إسرائيل" التي تكرر التجربة النازية في التعامل مع جثامين الموتى بأرقام, تماماً كما تعاملت النازية مع معتقلي الشعوب الأخرى من الأوروبيين في المعتقلات الهتلرية بأرقام, فقد كانت سلطات السجن تطبع رقماً على ساعد كل سجين.
الإنسان الفلسطيني والعربي بالنسبة للصهيونية ليس تجسيداً بشرياً وكائناً إنسانياً من لحم ودم وعقل وحقوق ثبتتها الشرائع السماوية والقوانين الدولية ومواثيق حقوق الإنسان، بل هو ليس أكثر من رقم فقط، تماماً كما يتم التعامل مع الأغنام والأبقار ليس إلاّ، وربما هذه لها حقوق تُراعى, ولكن الفلسطينيين والعرب في العرف الإسرائيلي لا يستأهلون أية حقوق, سواء أكانوا أحياءً أو أمواتاً! هذه هي العنصرية البغيضة بأكبر تجلياتها تظهر في القرن الزمني الواحد والعشرين، قرن حقوق الإنسان، تمارسها "إسرائيل" وليس هناك من ردود فعل على الصعيد الدولي عليها, فلو مارست دولة أخرى ما تفعله الدولة الصهيونية في جثامين الشهداء من الفلسطينيين والعرب لقامت الدنيا وما قعدت! أما "إسرائيل" فيجوز ويحق لها ما لا يجوز ولا يحق لغيرها... هذه هي العدالة والديموقراطية الإسرائيلية!.
كان هدفاً ل"إسرائيل" ومنذ قيام دولتها المغتصبة في عام 1948 وحتى هذه اللحظة، وهو سيظل طالما بقيت هذه الدولة العنصرية البغيضة والكريهة، ألا وهو: ضرب الذاكرة الفلسطينية والعربية بكل تجلياتها الإنسانية البشرية, من خلال مسح التاريخ للفلسطينيين والعرب، الأحياء منهم والأموات، من أجل تثبيت أساطيرها التضليلية وفي سبيل إنشاء تاريخ جديد لها, يبدأ مع بني "إسرائيل" مروراً بإنشاء الدولة الإسرائيلية الصهيونية، وصولاً إلى تثبيت حقيقة وجود الدولة اليهودية, بكل ما تعنيه من قيام تاريخٍ جديد لفلسطين وللمنطقة العربية. لكل ذلك تتعامل الدولة الصهيونية مع جثامين أعدائها كأرقام دون أسماء ليس إلاّ! ولكن التاريخ يثبت: بأن الأهداف الصهيونية عصّية على التحقيق, فالفلسطينيون وبالتاريخ القديم والحديث هم أهل فلسطين, والإسرائيليون ليسوا أكثر من مشروع غزاة مثل كل الغزاة الذي تداوروا على فلسطين، ومثلما ذهب كل أولئك الغزاة, سيحمل المشروع الصهيوني عصاه على كأهله ويرحل، مُجبراً. والعرب بالتاريخ وهم الآن، وسيظلون أهلها.
كاتب فلسطيني
الشبكات الاجتماعية
تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية