العيد على الأبواب، وأبواب الأسرى مقفلة!!
عبد الله قنديل
الناطق الإعلامي لجمعية واعد للأسرى والمحررين
أيام قليلة تفصلنا عن قدوم عيد الأضحى المبارك، العيد بمفهومنا كمسلمين أنه يوم فرحة وسرور، وتكبير وتهليل، وشعيرة دينية نصل فيه الأرحام، ونتفقد المساكين، ونعطف على الأيتام والمحرومين، نخفف فيه أنين أطفال لطالما تمنوا رؤية والديهم بجوارهم خلال هذه الأيام بالذات كباقي الأطفال في هذا العالم، آباؤهم لم يستشهدوا، ولم يغيبوا عنهم لسبب دنيوي بإرادتهم، ولكن الغياب هو قسري إجرامي بفعل عدو متغطرس لا يعرف عن الإنسانية إلا لفظها، فهو الذي ما زال يغيب عشرة آلاف أسير وأسيرة خلف قضبانه الحديدية، وأسلاكه الشائكة، ضاربا بحذائه كل زعامات العرب، ألا ترون أنها لا تعلم عن العشرة آلاف شيئا، وإن كانت علمت فهي بالتأكيد بعد أسر شاليط، عدو مازال يمارس ألوانا شتى، وصنوفا مختلفة من التعذيب الجسدي والنفسي بحق هؤلاء الغوالي ليثبت في كل مرة أنه عدو أصفر لا يعرف إلا لغة القوة والضرب بالنار.
أي ظلم في هذا العالم، فما يقارب عشرة آلاف أسيرة وأسير، منهم ما يتجاوز 300 طفل دون السادسة عشر، و1500 مريض يحتاجون لرعاية دائمة ولإقامة في المستشفيات بدلا من السجون، إضافة إلى أسرى أمضوا أكثر من ثلاثين عاما داخل الأسر كعميد الأسرى نائل البرغوثي، وغيره الكثير ممن ألفوا حياة المعتقل فظنوا أنهم خلقوا ليحيوا في ذلك المكان، أي ظلم ذلك الذي يجعل العالم صامتا لا يتكلم، بل ويبدو كأبله أصيب بالخرس زيادة على كل ذلك.
عيد آخر على الأبواب، ومازالت أبواب السجن مقفلة، وأقفاله موصدة، فلا الطفل يرى والده، ولا الزوجة ترى زوجها، ولا حتى الأم تسمع كلمة من ابنها.. أي ظلم هذا الذي نحياه، وأي إرادة هذه التي يمتلكها معتقلينا الأحرار، أين تربوا، وكيف أصبحت فلسطين معشوقتهم لهذا الحد، وفي الذات الوقت، ماذا قدمنا لقضيتهم؟!!
أسئلة مازالت تكرر باستمرار، وعدا عن إجابة السؤالين الأول والثاني، فإن إجابة الثالث قد تبدو خجلى إن كان هناك إجابة، فبقدر ما يزداد الأمر تعقيدا لدى الأسرى من ناحية ظروفهم المعيشية داخل المعتقل، بقدر ما يتناسى الكثير منا هذه المعاناة، وبقدر ما يخالط هذه القضية موضوعا سياسيا بقدر ما يصبح الإهتمام فائقا.
إن عزيمة الأحرار، وإرادة الشرفاء لا بد لها أن تستمر في اختراع، وإيجاد كل سبيل من أجله أن يفضي إلى حرية لأحرارنا، حتى ينعموا بذلك، وحتى يعيشوا معنا أياما كالتي نحن على موعد معها، ومازال الأمل يحدونا بأن يكونوا بيننا عما قريب، ولربما يكون ذاك القريب هو أن يعايشوا العيد القادم معنا، بعد أن تُكسر أبواب المعتقلات، بإرادة لا تعرف الكلل ولا الملل في سبيل تحريرهم، فكل عام وأسرانا أحرارا طلقاء، وذويهم يعيشون في فرح وهناء.
الشبكات الاجتماعية
تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية