العيساوي: السلطة لم تفعّل قضية الأسرى بالأمم المتحدة
دعت المحامية شيرين العيساوي، شقيقة الأسير المضرب عن الطعام سامر العيساوي، إلى المزيد من الالتفاف الشعبي حول قضية الأسرى، وخاصة المضربين عن الطعام، واصفة وضع شقيقها الصحي سامر بالمتدهور، حيث ترفض قوات الاحتلال إجراء الفحوصات والكشوفات اللازمة له.
وطالبت المحامية العيساوي في مقابلة خاصة معها سلطة رام الله بالتوجه إلى المحافل الدولية ومؤسسات حقوق الإنسان الدولية ومحكمة الجنايات الدولية، لتقديم الشكاوي ضد ممارسات الاحتلال وجرائمه والعمل على تحرير الأسرى من سجون الاحتلال.
وتابعت "يجب على السلطة الفلسطينية أن تستغل هذا الأمر لفضح الاحتلال بانتهاكاته وجرائمه، وتحرير الأسرى من سجون الاحتلال، ويجب على السلطة الفلسطينية أن تتوجه بشكل رسمي إلى الوسيط المصري، فنحن كعائلة توجهنا إلى الوسيط المصري وإلى الرئيس محمد مرسي، لكن السلطة إلى حد الآن لم تتوجه إلى أي منهم".
ووصفت العيساوي قرار محكمة الاحتلال بمنعها من المشاركة في جلسات محاكمة شقيقها، بأحد أساليب الضغط النفسي على الأسير سامر.
وفيما يلي نص الحوار:
س: ما هو الوضع الصحي لشقيقك سامر؟
أمس الأربعاء زار المحامي الأسير سامر، وقد تم إخبارنا أن حالته تتدهور يومًا بعد يوم، فهو يعاني حاليًا من ألم حاد في الكلى، إضافة إلى تآكل في عضلات جسمه وضعف في نبض وعضلة القلب تقريبًا 40 نبضة بالدقيقة، بالإضافة إلى آلام حادة بالرأس وخلل بشبكة الأعصاب، حيث لا يستطيع التحكم بحركة أطرافه، وبعد الاعتداء عليه في المحكمة أصبح يعاني من وجع في منطقة الصدر وضعف في النظر. من جهة أخرى ترفض إدارة المستشفى طلبه بإجراء الفحوصات والكشوفات اللازمة للتأكد من صحته.
س: كيف تقيّمين حالة التضامن الشعبي معه؟
في الفترة الأخيرة ظهر نوع من الحراك الشعبي في كل المناطق الفلسطينية، ويعتبر أمرًا إيجابيًا، حيث بدأ الشعب الفلسطيني يستيقظ من الحالة التي هو عليها، والرجوع إلى التضامن والالتفاف حول قضية الأسرى، ونتمنى أن يكون عدد المتضامنين بالمئات وليس بالعشرات، فالأسرى ضحوا بحياتهم من أجل كرامتنا وحريتنا، لذلك يجب أن يكون الحراك أكثر من الموجود، لكن في الآونة الأخيرة، كان هناك حراك شعبي ورسمي جاد ولكن بأعداد بسيطة، ولكن ليس هذا حال الشعب الفلسطيني المعروف عنه مشاركته ودعمه لقضية الأسرى.
س: ما هو المطلوب من شعبنا وفصائله إزاء قضية الأسرى وخاصة المضربين عن الطعام؟
بالتأكيد المطلوب أن يكون هناك أكبر التفاف شعبي من قبل الشعب الفلسطيني بكافة شرائحه وفصائله حول قضية الأسرى وخاصة المضربين عن الطعام، ويجب أن تكون قضية الأسرى حاضرة في كل بيت فلسطيني، وأن يكون هناك وعي كامل حول قضية الأسرى من أطفال ونساء وشباب، من خلال معرفة أسباب إضراب الأسرى عن الطعام وأهدافه وما هي تداعياته على الأسرى وعلى القضية الفلسطينية، ومشاركة أوسع بالمسيرات والوقفات التضامنية، وإرسال رسائل موجهة من الشعب الفلسطيني للقيادات الفلسطينية للتحرك بشكل عاجل عن طريق الوسيط المصري لإنهاء اعتقال الأسرى الذين تحرروا في صفقة "وفاء الأحرار".
س: ما المطلوب من السلطة الوطنية؟
مطلوب من السلطة الفلسطينية العديد من الأمور، وخاصة بعد حصولها على صفة مراقب في الأمم المتحدة، فالمفترض أن يكون هذا الإنجاز دافع إيجابي لقضية الأسرى بشكل عام والمضربين عن الطعام بشكل خاص، حيث ندعو السلطة الفلسطينية أن تتوجه إلى المحافل الدولية ومؤسسات حقوق الإنسان الدولية ومحكمة الجنايات الدولية، فجميع هذه المحافل أصبحت أبوابها مفتوحة لتقدم الشكاوي ضد ممارسات الاحتلال، لذلك يجب على السلطة الفلسطينية أن تستغل هذا الأمر لفضح الاحتلال بانتهاكاته وجرائمه وتحرير الأسرى من سجون الاحتلال، ويجب على السلطة الفلسطينية أن تتوجه بشكل رسمي إلى الوسيط المصري، فنحن كعائلة توجهنا إلى الوسيط المصري وإلى الرئيس محمد مرسي، لكن السلطة إلى حد الآن لم تتوجه إلى أي منهم، من أجل أن يكون هناك تدخل وضغط من مصر على الاحتلال لتحرير الأسرى الذين تم اعتقالهم ضمن الصفقة، فمصر هي الراعي والضامن للصفقة وبالتالي دور مصر مهم من أجل وضع حد لخروقات الاحتلال.
س: لقد وجهت رسالة إلى الرئيس عباس بخصوص إضراب شقيقك ما فحواها؟
تم الإعراب عن الاستياء بخصوص تعزية رئيس الأركان الصهيوني السابق "امنون شاحاك" الذي كان هو المسؤول الرئيس عن قتل عدد كبير من قيادات وأفراد الشعب الفلسطيني، بالإضافة إلى أنه لم يكن هناك أي اتصال من قبل الرئاسة الفلسطينية للاطمئنان على وضع سامر الصحي، وخاصة بعد الاعتداء عليه بالمحكمة، حيث كان هناك توجه بعدة أسئلة للرئيس، ما هو سبب عدم توجهكم للمحافل الدولية أو إلى مصر، أيضا الاستفسار لماذا سفراء فلسطين في جميع أنحاء العالم لا يوجد لديهم أي دور بقضية الأسرى، فوزارة الخارجية في رام الله لا تقوم بتفعيل قضية الأسرى في الأمم المتحدة، باعتبار أن محمود عباس هو رئيس السلطة الفلسطينية فمن الطبيعي توجيه له مثل هذه الأسئلة والسؤال عن سبب التقصير في قضية الأسرى.
س: كيف تنظرين إلى قرار محكمة الاحتلال بمنعك من حضور جلسات محاكمة شقيقك؟
كان قرار المحكمة حجزي في البيت لمدة 10 أيام، ومنعي من التواجد في جلسات محاكمة سامر أو شقيقي مدحت أو أي شخص من العائلة، بالإضافة إلى منع الأهل من التواجد في جلسات المحاكم، وهذا القرار السياسي واضح بمجرد أن يرى الأسير أهله في قاعة المحكمة، وخاصة أن الأسير الممنوع من زيارات الأهل، فتواجدهم بالمحكمة يعطي دافع قوي ويرفع معنويته، ونحن نعتبر منعنا وحرماننا من التواجد في المحاكم من أساليب الضغط النفسي على الأسير سامر المضرب عن الطعام.
س: ما هدف الاحتلال من ملاحقتك؟
الهدف واضح وهو الترهيب والتخويف وإسكات أصوات المتضامنين مع الأسرى بالإضافة إلى أنه في السابق تم اعتقال شقيقي ومنعه من المشاركة في فعاليات التضامن لمدة 90 يومًا، وشقيقي الآخر لمدة 60 يومًا ومن ثم تم اعتقالي ومنعي من التواجد في المحاكم لمدة 6 أشهر، بالإضافة إلى اعتقال الكثير من الشبان المقدسيين ومنعهم من المشاركة في الفعاليات وملاحقتهم، فالواضح أن فعاليات التضامن والحراك الشعبي الموجودة في مدينة القدس تقض مضاجع الاحتلال، لذلك هم يحاولون بشتى الطرق منع إقامة هذه الفعاليات، فالهدف سياسي حيث لا يريدون أن يقوم أي شخص بفضح انتهاكات الاحتلال وخروقاتها والاعتداءات بحقهم، ولكن لم تنجح محاولات الاحتلال، والدليل على أن هناك 8 شبان يخوضون إضرابًا عن الطعام في الصليب الأحمر، وهناك مواجهات يومية وتحديدًا في بلدة العيساوية، إضافة إلى هدم خيمة الاعتصام للمرة الرابعة على التوالي، هذه الأمور تدل على أن الاحتلال يتخبط.
س: كيف تنظرين إلى إضراب الشبان عن الطعام في الصليب الأحمر؟
تعتبر هذه المبادرة داعم كبير للشبان المضربين، ونشكر الشبان على هذه الوقفة ونقدم الفخر والتقدير لهم، فمعظم الشبان المضربين هم ممن يشاركوا في جميع المسيرات والوقفات التضامنية، رأوا أن هذا الأمر غير كافي، فقرروا أن يعلنوا الإضراب المفتوح تضامنًا مع سامر، فهم كشبان يحاولون توصيل صوت الأسرى من خلال إضرابهم عن الطعام، وأن يتعايشوا مع نفس أوضاع الأسرى المضربين، وتعتبر رسالة قوية للشعب الفلسطيني وللاحتلال وللعالم، فنحن شعب لا نعيش من أجل الطعام ولكن من أجل تحصيل كرامتنا وحريتنا.
الشبكات الاجتماعية
تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية