الفلسطينيون قذافيون من زنقة لزنقة.. بقلم : د. فايز أبو شمالة

الفلسطينيون قذافيون من زنقة لزنقة.. بقلم : د. فايز أبو شمالة

الثلاثاء 01 مارس 2011

الفلسطينيون قذافيون من زنقة لزنقة

د. فايز أبو شمالة


مبروك على الفلسطينيين الإنجاز الكبير الذي تحقق هذا الأسبوع، لقد دخلوا مجدداً قائمة "غينز" للأرقام القياسية، وعلى كل رجل أن يضم زوجته إلى صدره، ويهنئها، وعلى كل طفل أن يقبل أباه، وعلى كل أمّ أن ترفع أكفها إلى السماء، وتقول: اللهم أحفظ لنا قيادتنا السياسية، ولاسيما بعد أن بلغ عدد أسرانا الفلسطينيين الذين أمضوا ربع قرن في السجون الإسرائيلية ثلاثين سجيناً، نطلق عليهم فخراً وعجزاً، سمواً وانحطاطاً، صلابة ورخاوة، نطلقهم عليهم جنرالات الصبر، كي نعزي أنفسنا، وكي نخبي خيبتنا، وكي نداري قصور ثورتنا التي دخل قادتها من المعبر الإسرائيلي، وهم يرفعون شارات النصر، ليتقدموا بطلبات استثنائية من الحاكم العسكري الإسرائيلي، ثم ليخرجوا ثانية أمام الفضائيات وهو يلوحون بشارات النصر، ويقولون: تحرير الأسرى من أولويات أولوياتنا!

ثلاثون سجيناً مضى عليهم ربع قرن في السجون، ونتفاخر! نرقص على جراحهم بلا حياء، وأحدهم يغني: "جمّع الأسرى جمّع في معسكر أنصار، والشمس لما تطلع بتواعد الثوار" هو يغني، ونحن نرقص، وكأننا في زفة عرس! هل سمعتم عن شعب يرقص، ويهز الوسط في فضائياته على أغنية: "جمّع الأسرى جمّع"، ماذا يعني ذلك؟ هل أنتم فرحون لتجميع آلاف الأسرى في السجون الإسرائيلية؟!

إن هذا التجمع هو كومة من عذاب الأمهات، وأنات الزوجات، ودمع الأطفال! فكيف ترقصون على وقع أغنية تقول كلماتها: "جمّع الأسرى جمّع"؟ ألا تحجلون، وأنتم تستمتعون بهذه الأغنية التي تقول كلماتها: "روحه بحجم الجبل تحجب عنا الجروح"؟ فرحون يا هؤلاء لأن روح الأسير تحجب عنكم الجروح! كي تناموا آمنين في حضن زوجاتكم، وتقبلوا أبناءكم، وتسافر أمهاتكم، وترتقون بالمناصب، وتصيرون وزراء ورؤساء، وتتركون الأسرى في العذاب كي تواصل أرواحهم حجب الجراح عنكم؟ أي مهزلة ثورية هذه التي تتفاخر بمرور ربع قرن على عدد ثلاثين من أسراها؟

سأذكر لكم سراً يلتفت إلى وجه الشبه بين القيادة الليبية والقيادة الفلسطينية، وهو أن كلا القيادتين ما زالت تدعي أنها تقود ثورة، فالقذافي بعد 42 سنة من تفرده في حكم ليبيا، ما زال يقول: إنه قائد ثورة الفاتح العظيم، وأن الثورة بعد 42 عاماً ما زالت مستمرة. ومنظمة التحرير يعد 46 عاماً من الفشل، والتنسيق مع إسرائيل، ما زال عباس يقول: إنه قائد ثورة، وإن الثورة مستمرة، وأنه يزحف لتحقيق النصر بالمفاوضات من شبر لشبر، ومن مدينة لمدينة، ومن دار لدار، ومن بيت لبيت، ومن زّنقة لزّنقة!!!.
جبل يدعى حماس
سأموت ولكن لن ارحل
يا رب انت العالم
يوم تجثو كل أمّــة
علم .. مقاومة .. حرية

الشبكات الاجتماعية

تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية

القائمة البريدية