القادة رفيق دغمش ونضال كريم ... في ذكراهم ..عهدا لن نبيع
القائد رفيق دغمش
ركضت الدنيا بنعيمها و زينتها خلف الشهيد رفيق عاشور دغمش 26 عاما أحد قادة المقاومة الشعبية، لكنه فر منها لاجئا لطريق ذات الشوكة، مقبلا على ما عند الله، بعدما علم أن ما عند الله خير و أبقى، حتى نال الشهادة التي طالما تمناها و سعى من أجلها، عندما اخترق رصاص صهيوني حاقد جسده الطاهر خلال مشاركته في صد العدوان الصهيوني على حي الزيتون الثلاثاء 11-5-2004.
تميز الشهيد دغمش بشجاعة فائقة، و ارتبط بعلاقة وثيقة مع رفيق دربه الجهادي، الشهيد طراد الجمال القائد الميداني بكتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس، كما عمل دوما على جمع المال لصالح المقاومة الفلسطينية، و شارك في صد العديد من الاجتياحات الصهيونية لمدينة غزة.
رصاص الغدر الصهيوني
تقول والدة الشهيد " لقد ربيت ابني البكر رفيق على الطاعة و حب الله عز وجل، و زرعت فيه حب الخير و الحلال، فقد كان محافظا على الصلاة، محبا للمقاومة بشكل كبير"، مشيرة إلي أن لدى الشهيد ثلاثة أطفال من زوجته.
عمل الشهيد رفيق على إمداد المقاومة الفلسطينية بمختلف تنظيماتها بالسلاح، و رافق الشهيد نضال كريم في العديد من العمليات ضد قوات الاحتلال الصهيوني، و سخر وقته و جهده في خدمة المقاومة الفلسطينية، رغم مطاردة الدنيا له بكافة مغرياتها، كونه من عائلة ميسورة تنعم برغد العيش وسط مدينة غزة.
و ما أن علم الشهيد دغمش بنبأ اجتياح قوات الاحتلال الصهيوني لحي الزيتون جنوب شرق مدينة غزة، حتى هب مسرعا ملبيا نداء الجهاد، مقبلا على الشهادة غير مدبر، حاملا جعبته العسكرية، مطاردا للاحتلال من شارع لآخر.
بدأ الشهيد تصديه لقوات الاحتلال الصهيوني بزرع العبوات الناسفة، لتدمير الدبابات الصهيونية، و إعاقة تقدم القوات الغازية، و رغم غزارة وكثافة نيران الآليات الصهيونية المدعومة بطائرات الأباتشي، أصر دغمش على إكمال زرع العبوة التي شارف على الانتهاء منها، فأصيب بالرصاص الصهيوني و استشهد على الفور.
مولعا بالمقاومة
يقول حافظ دغمش شقيق الشهيد الذي بدأ حديثه مع مراسلنا بدعوة الله أن يتقبل شقيقه شهيدا " لقد وهب رفيق نفسه لجميع فصائل المقاومة الفلسطينية، فقد كان مولعا بالجهاد والمقاومة، عاشقا للاعتصام بالدين، و محبا للشهادة في سبيل الله ".
و يضيف " الحمد لله نال رفيق الشهادة بعدما جاهد وقاوم، فحديثه عن الشهادة لم ينقطع، وكان دائما يحث إخوانه الى الجهاد و يغرس في نفوسهم حب التدين، ويدعوهم لدعم المجاهدين، وكان يغضب حينما نحاول أن نخفف حدة اندفاعه نحو المقاومة ".
ويذكر المقربون من الشهيد أن رفيق لم يكن يبخل بماله على المقاومة، و أنه كان يشارك المجاهدين في المقاومة الشعبية، في تصنيع صواريخ الناصر و البتار القسامية، كما أنه كان يجمع المال لصالح دعم المقاومة الفلسطينية.
و قد أطلقت والدة الشهيد دعوة على رئيس الوزراء الصهيوني آرائيل شارون بالهلاك والثبور، فور سماعها نبأ استشهاد نجلها رفيق، مؤكدة صبرها و احتساب أمرها
لله عز وجل
**************************
الشهيد القائد نضال كريم
ضحى بما يملك من أجل المقاومة
"لا أبحث عن مال أو حياة رغيدة، و لكنني أبحث عن الشهادة"كلمات عبرت عن مدى الزهد و حب الرحيل عن الدنيا قالها الشهيد نضال كريم قبل أن يتوجه صوب بلدة بيت حانون بتاريخ 15-5-2003 حاملا بندقيته و ما تسنى له من العتاد ليقاوم الدبابات و الآليات الصهيونية التي اجتاحت البلدة ذلك المساء و بدأت تعيث فيها فسادا و تقتل الحرث و النسل، و لأن هذا المشهد لم يرض شهيدنا قرر أن يدافع عن المنطقة و يدفع حياته رخيصة ثمن ذلك بعد أن اخترقت رصاصة صهيونية غادرة في قلبه الذي طالما امتلأ بحب الجهاد و الاستشهاد.
نشأته
ولد الشهيد نضال عاطف محمد كريم في حي التفاح بغزة بتاريخ 15-7-1980 بعد أحد عشر من إخوته ، فتربى تربية المجاهد في أسرة مناضلة عرفت واجبها تجاه دينها و أرضها فقدمت الشهيد عاطف بعد أن وهبت شقيقه سليم شهيدا أثناء أحداث مسجد فلسطين بغزة بتاريخ 18-11-994 بين المصلين و قوات الامن الفلسطينية.
درس الشهيد مراحله الابتدائية و الإعدادية و الثانوية في مدارس حي التفاح حيث يسكن و من ثم انتمى لجامعة الأزهر حيث كان طالبا في المستوى الثالث بكلية الحقوق فيها.
اختار طريق المقاومة مع دخول انتفاضة الأقصى، فكان من مؤسسي المقاومة الشعبية في كل من منطقة التفاح و الشجاعية و الدرج و الزيتون ، حيث كان يمدهم بالسلاح و الذخيرة ، يقول والد الشهيد " نضال قام ببيع أرض كان يملكها في منطقة التفاح و اشترى بثمنها سلاحا لرجال المقاومة" .
باع أرضه
لم يكن جهاد الشهيد كريم مقتصرا على مد المقاومين بالعدة و العتاد ، بل كان يشارك بنفسه أيضا في كل الاجتياحات التي استهدفت مدن وقرى قطاع غزة ، يقول أحد المقربين من الشهيد: " في الليلة التي اجتاحت فيها الدبابات الإسرائيلية حي الشجاعية في الأول من أيلول الحالي كان نضال في بيت حانون ، فاتصلت به و أخبرته بأن الشجاعية تتعرض لاجتياح ، و لا أعرف كيف وصل المنطقة بلمح البصر " موضحا أن الشهيد ظل يقاوم في ذلك اليوم الى أن انسحبت الدبابات من المكان.
لقد كان الشهيد نضال يحزن كثيرا إذا ما شارك في التصدي للاحتياجات الصهيونية و لا ينال شرف الشهادة لأنه أحبها كثيرا و عمل لها أكثر فأصيب بالشظايا و الرصاص أكثر من مرة خلال تقديمه لواجبه الجهادي.
الشبكات الاجتماعية
تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية