القريب.. والبعيد.. والوطني
د. يوسف رزقة
الأمن أولا ولا شيء بعد الأمن. هذا ما عرضه جون كيري على المفاوض الفلسطيني. المفاوض الفلسطيني بلع ريقه مرة بعد مرة ؟! ثم قال : (نحتاج فرصة لكي نبحث العرض ). أخذ المفاوض فرصة، ولكن لا ندري مع من سيدرس العرض الأميركي. بالطبع هو لن يدرسه فلسطينيا، ولكن ربما يدرسه مع قيادات عربية.
العرض الأمريكي يمثل استجابة كاملة لمطالب نتنياهو ، بعد أن رفض نتنياهو النظر في الأجندة قبل الاتفاق على الخطة الأمنية، التي اعتبرها الأساس لأي حديث آخر.
الطرف الفلسطيني بين نارين الآن. بين نار نتنياهو ، ونار كيري وخطته الأمنية ، التي تلقى ترحيبا شبه كامل من القيادات الإسرائيلية، إذا استثنينا مطلب (يعلون ) بالمطاردة الساخنة في الضفة الغربية. يعلون يدرك أن مزيدا من الضغط على عباس سيدفعه لقبول مطلب المطاردة الساخنة، لسببين: الأول - لأنه قبل بها قبل ذلك. والثانية- أنها ستريح السلطة من المواجهة المباشرة مع المستهدفين.
كل المؤشرات تحكي موافقة الطرف الفلسطيني على الخطة الأمنية، لا سيما حين تبدي أطراف عربية موافقة عليها.
لا أعتقد أن المستوى الأمني هو ما يعوق الاتفاق، ولا يمكن أن يكون سببا في فشله، وحين يقول جون كيري : نحن قريبون من اتفاق ، يقصد على المستوى الأمني. وحين يقول ليبرمان أو نتنياهو نحن لسنا قريبين من الاتفاق يقصد المستوى السياسي.
ما بعد الأمن يقول إنه لا اتفاق في ( القدس ، والحدود، واللاجئين )، وأن ما يعرضه نتنياهو هو (حل مؤقت) بدون القدس ، والحدود، واللاحئين، وهذا العرض مرفوض فلسطينيا، ولا يستطيع عباس تمرير حل مؤقت بعد تجربة حل أوسلو على مرحلتين، حيث لم يصل الفلسطيني إلى المرحلة الثانية بعد عشرين سنة من بداية المرحلة الأولى التي تنتهي في السنة الثالثة بحسب اتفاق أوسلو.
نعم ثمة احتمال كبير لاتفاق أمني، ولا احتمال كبير لاتفاق سياسي موازٍ، حيث لا يوجد في الائتلاف الحكومي الإسرائيلي الحاكم من يؤمن بالاتفاق السياسي، أو يدافع عنه، فالائتلاف كله بدءا من نتنياهو وانتهاء بلبيد ومرورا بليفني لا يتعجلون الاتفاق السياسي مع محمود عباس في هذه المرحلة على الأقل.
أحسب أنني قد أجبت فيما تقدم على سؤال القرب والبعد في الاتفاق الذي تتناوله الآن وسائل الإعلام ، ولكنني أقول أيضاً: إن القرب والبعد ليس هو ما يجب أن يهتم به الفلسطيني، لأن ماهو قريب، وما هو بعيد لا يحمل الحل الوطني الفلسطيني. ما يجب أن نهتم به و ننشغل به، ونقيس به الأمور قربا وبعدا هو المسألة الوطنية في الاتفاق؟!، فالقريب لنا ما كان وطنيا يرتضيه الشعب، والبعيد عنا هو ما يرفضه الوطني الغيور على وطنه. جون كيري لا يمثل الوطنية الفلسطينية، وخطته الأمنية تهدم كل ما هو وطني، حتى على مستوى المشاعر. فالخطة الأمنية تتناقض مع المشاعر الفلسطينية تمام التناقض، وتجعل من الفلسطيني إسرائيليا بامتياز، لأن المطلوب منه بحسب الخطة .
أن يقتل أخاه وأباه وأن يقتل نفسه ومشاعره الوطنية،في مقابل الراتب، ورضا إسرائيل. كما أنها لا تجيب عن مفهوم السيادة وطنيا، كما لا تجيب عن سؤال المستقبل.
د. يوسف رزقة
الأمن أولا ولا شيء بعد الأمن. هذا ما عرضه جون كيري على المفاوض الفلسطيني. المفاوض الفلسطيني بلع ريقه مرة بعد مرة ؟! ثم قال : (نحتاج فرصة لكي نبحث العرض ). أخذ المفاوض فرصة، ولكن لا ندري مع من سيدرس العرض الأميركي. بالطبع هو لن يدرسه فلسطينيا، ولكن ربما يدرسه مع قيادات عربية.
العرض الأمريكي يمثل استجابة كاملة لمطالب نتنياهو ، بعد أن رفض نتنياهو النظر في الأجندة قبل الاتفاق على الخطة الأمنية، التي اعتبرها الأساس لأي حديث آخر.
الطرف الفلسطيني بين نارين الآن. بين نار نتنياهو ، ونار كيري وخطته الأمنية ، التي تلقى ترحيبا شبه كامل من القيادات الإسرائيلية، إذا استثنينا مطلب (يعلون ) بالمطاردة الساخنة في الضفة الغربية. يعلون يدرك أن مزيدا من الضغط على عباس سيدفعه لقبول مطلب المطاردة الساخنة، لسببين: الأول - لأنه قبل بها قبل ذلك. والثانية- أنها ستريح السلطة من المواجهة المباشرة مع المستهدفين.
كل المؤشرات تحكي موافقة الطرف الفلسطيني على الخطة الأمنية، لا سيما حين تبدي أطراف عربية موافقة عليها.
لا أعتقد أن المستوى الأمني هو ما يعوق الاتفاق، ولا يمكن أن يكون سببا في فشله، وحين يقول جون كيري : نحن قريبون من اتفاق ، يقصد على المستوى الأمني. وحين يقول ليبرمان أو نتنياهو نحن لسنا قريبين من الاتفاق يقصد المستوى السياسي.
ما بعد الأمن يقول إنه لا اتفاق في ( القدس ، والحدود، واللاجئين )، وأن ما يعرضه نتنياهو هو (حل مؤقت) بدون القدس ، والحدود، واللاحئين، وهذا العرض مرفوض فلسطينيا، ولا يستطيع عباس تمرير حل مؤقت بعد تجربة حل أوسلو على مرحلتين، حيث لم يصل الفلسطيني إلى المرحلة الثانية بعد عشرين سنة من بداية المرحلة الأولى التي تنتهي في السنة الثالثة بحسب اتفاق أوسلو.
نعم ثمة احتمال كبير لاتفاق أمني، ولا احتمال كبير لاتفاق سياسي موازٍ، حيث لا يوجد في الائتلاف الحكومي الإسرائيلي الحاكم من يؤمن بالاتفاق السياسي، أو يدافع عنه، فالائتلاف كله بدءا من نتنياهو وانتهاء بلبيد ومرورا بليفني لا يتعجلون الاتفاق السياسي مع محمود عباس في هذه المرحلة على الأقل.
أحسب أنني قد أجبت فيما تقدم على سؤال القرب والبعد في الاتفاق الذي تتناوله الآن وسائل الإعلام ، ولكنني أقول أيضاً: إن القرب والبعد ليس هو ما يجب أن يهتم به الفلسطيني، لأن ماهو قريب، وما هو بعيد لا يحمل الحل الوطني الفلسطيني. ما يجب أن نهتم به و ننشغل به، ونقيس به الأمور قربا وبعدا هو المسألة الوطنية في الاتفاق؟!، فالقريب لنا ما كان وطنيا يرتضيه الشعب، والبعيد عنا هو ما يرفضه الوطني الغيور على وطنه. جون كيري لا يمثل الوطنية الفلسطينية، وخطته الأمنية تهدم كل ما هو وطني، حتى على مستوى المشاعر. فالخطة الأمنية تتناقض مع المشاعر الفلسطينية تمام التناقض، وتجعل من الفلسطيني إسرائيليا بامتياز، لأن المطلوب منه بحسب الخطة .
أن يقتل أخاه وأباه وأن يقتل نفسه ومشاعره الوطنية،في مقابل الراتب، ورضا إسرائيل. كما أنها لا تجيب عن مفهوم السيادة وطنيا، كما لا تجيب عن سؤال المستقبل.
الشبكات الاجتماعية
تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية