الكلاب سيدة الموقف
بقلم/ النائب في المجلس التشريعي الفلسطيني سميرة الحلايقة
خبران تلقيناهما نهاية الأسبوع الحالي ، الخبر الأول هو اعتقال الأمن الأردني لعدد من جامعي التبرعات لصالح غزة وفلسطيني ، وإصدار قرارات اعتقال وتجديد التوقيف بحق عدد منهم .
والخبر الثاني مسيرة للكلاب في العاصمة الأردنية عمان أعلنت عنها جمعية خيرية بالتعاون مع إحدى المجلات وقد وجهت دعوة لمن يملكون كلاباً أن يحضروها يوم الجمعة للمشاركة في المسيرة التي سيرصد ريعها لحالات إنسانية .
خبران في غاية الغرابة ، خاصة وأن الغاية منهما هي التبرعات لصالح حالات إنسانية ، وبالرغم من أنني لا أتخذ موقفاً سياسياً من الكلاب وخاصة تلك التي تعبر عن نفسها وتعاني من الجوع والتشرد والحرمان ، كما أنني لم أشاهد قط كلباً يحمل ( مايكروفون ) ويتحدث في شؤون المحتاجين والحالات الإنسانية .
والذي أثار دهشتي أن مسيرة الكلاب ستسير يوم الجمعة وهو يوم له مكانة دينية للمسلمين ، وفيه يجتمع المسلمون ويوحدون ربهم في المساجد وقد يمارسون بعض الفعاليات المتعلقة بشؤون المسلمين ومقدساتهم وعقائدهم وهذا بالفعل ما اعتدنا عليه .
وما زاد دهشتي أن موطناً كالأردن لا تفارقه القضية الفلسطينية قيد أنمله ولا يحيد قرار الشعب فيها عن القيادة في احتضان هموم الفلسطينيين يمنع فيها جمع التبرعات لصالح غزة المحاصرة ، المطعونة فيها الطفولة والمذبوحة فيها الإنسانية من الوريد إلى الوريد ثم يسمح فيها للكلاب أن تتحدث في أمور العامة .
لم أكن يوماً مهاجماً لأي نظام عربي لان في الشعوب العربية ملاذ للقضية وفي قلب كل عربي مسلم مكانة لفلسطين لكن من المحزن أن تسير الكلاب في دولة لها عزها ومجدها لتجمع التبرعات ولا يسمح أن يجمع الإنسان تبرعات لأخيه الإنسان .
ومن المحزن أن يصفد الأحرار الذين يعملون لأجل الإنسانية فيما تعطى الحرية للكلاب كي تتحدث في أمور الإنسان .
أمتنا يا خير أمة أخرجت للناس أخوتنا يا من جمعتنا بكم المصائب وشتتنا على أعتابكم الأحزان والتقينا معكم على مد الحقائق المؤلمة التي يعاني منها أبناء فلسطين ، إن أطفال فلسطين يجوعون ويعرون ، ويموتون على أعتابكم وإن جدائل طفلة تمرغت في وحل غزة أهم بكثير من حبال تقودون بها كلابكم ، ودموع أمهاتنا باتت تهز عروش الملوك والسلاطين ، فلا تستغنوا عنا بلهاث الكلاب الضالة ، لست والله ضد قانون الرفق بالحيوان ولكني مع إعلان حقوق الإنسان .
إن الذي لا يسمع صراخ المظلومين والمقهورين في غزة والذي لا يسمع أنّات الثكالى وأنين المساجد وآلام الأسرى ، كيف سيسمع نباح الكلاب ، إن لدينا آلاف الأسرى المكلومة وآلاف العائلات التي فقد معيلها وآلاف الموظفين الذين فقدوا مصادر رزقهم ، لدينا الكثير من الأحزان التي تبكي لأجلها الحجارة وتشقق لعظمها الأرض وتعتصر من هولها القلوب ، فهل أصبحت الكلاب هي الناطق الرسمي بآلام الناس وأوجاعهم ، إذا كان الأمر كذلك فعلى الدنيا السلام ...
الشبكات الاجتماعية
تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية