اللاجئون في ذمة "الأونروا"
د. أيمن أبو ناهية
ما يحاك ويدبر للاجئين الفلسطينيين هو بمثابة مؤامرة دولية بكل المقاييس، ولا يختلف الأمر كثيرا بين الأمس واليوم، حيث بدأت أول مرحلة لمأساتهم منذ أن هجروا قسرا من ديارهم ومدنهم وقراهم في فلسطين إلى الخارج في الشتات، وهناك بدأت المرحلة الثانية لمأساتهم وذاقوا ألوان العذاب في العراء ولم يسعفهم أحد وقد ماطلت الأمم المتحدة حينها طويلا بمساعدتها الاغاثية في البلدان العربية، وها هي اليوم تقلص "الأونروا" خدمتها الإنسانية لهم في مخيم نهر البارد في لبنان وتتقاعس أمام واجبها الأخلاقي بإمداد مخيم اليرموك في سوريا بالمواد التموينية، ولا يختلف الحال عنه في قطاع غزة في ظل المعاناة التي يعيشها أهالي القطاع وبصفة خاصة المدمرة بيوتهم ولا يجدون من يعمرها، إذ إن وكالة الغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" في قطاع غزة أوقفت بشكل مفاجئ جميع مشاريع الإعمار والتي كانت قد أخذت على عاتقها إدخال مواد البناء لإعمار البيوت التي دمرتها آلة الحرب الإسرائيلية، فيا ترى ما هو السبب في اتخاذ مثل هذا القرار المفاجئ، مع أن الوكالة الآن هي الجهة الوحيدة التي تسير أعمالها ومن المفترض أن تقدم الخدمات الإنسانية والإغاثية دون أي تحيز أو تمييز أو تسييس من أي طرف آخر هذا هو الوجه الحقيقي لها ويجب أن يكون واجبها الإنساني هو عنوانها.
إن إلغاء خطة الطوارئ التي خصصت لمخيم البارد في لبنان بعد أن شهد دمارا كليا بفعل الحرب الطائفية اللبنانية في عام 2007م، كذلك وإهمالها مخيم اليرموك في سوريا الذي لم يتبقَ فيه بيت وأصبح مدمرا عن بكرة أبيه أيضا بفعل الحرب الأهلية السورية، ولا تنسى الوكالة أنها أوقفت جميع نشاطات الإعمار في قطاع غزة الذي أيضا شهد دمارا كبيرا في كثير من أجزائه بفعل الحرب الإسرائيلية المجنونة، وهي نفس السياسة المتبعة في الضفة الغربية، إذ تقوم الوكالة بفصل العاملين والموظفين لديها على خلفية اعتقالهم من قبل الاحتلال الإسرائيلي، بحجة عجز الوكالة وغيرها من الحجج التي لا يصدقها عقل بشر، ولا ندري من هو الذي أعطى وكالة الغوث الحق في التنصل من واجباتها الأخلاقية، كما لا ندري إن كان مسمّى اللاجئ يختلف بين مخيم وآخر أو من مدينة أو قرية علمًا بأن هموم ومعاناة اللاجئين الأساسية واحدة.
أعتقد أنه من العيب جدا أن الوكالة الأممية تتبنى قرارات ولم تلتزم بها، فإذا كانت عاجزة أو مفلسة فلتعلن إفلاسها وعدم مقدرتها على تقديم الخدمات الإنسانية للمحتاجين والمتضررين من الحروب كي يستبدلها المجتمع الدولي الذي أوجدها بمنظمة أخرى تفي بوعودها وتلتزم بواجباتها، وإلا عليها أن تعيد النظر في موقفها المتعنت في هذا الجانب ولا يعقل أن يتواصل التمسك بهذه المواقف في الوقت الذي يعني ذلك زيادة معاناة اللاجئين الذين أنشئت وكالة الغوث لخدمتهم ودعمهم.
إن "الأونروا" مطالبة بعدم تقليص خدماتها والتراجع عن قرار إيقاف الإعمار وبتحسين أوضاع اللاجئين في المخيمات، بدلا من تقليصها والإصرار على هذه الموقف المتعنت الذي إن دل على شيء فإنما يدل على عجزها عن تلبية الحد الأدنى من واجبها الإنساني التي تحمله.
د. أيمن أبو ناهية
ما يحاك ويدبر للاجئين الفلسطينيين هو بمثابة مؤامرة دولية بكل المقاييس، ولا يختلف الأمر كثيرا بين الأمس واليوم، حيث بدأت أول مرحلة لمأساتهم منذ أن هجروا قسرا من ديارهم ومدنهم وقراهم في فلسطين إلى الخارج في الشتات، وهناك بدأت المرحلة الثانية لمأساتهم وذاقوا ألوان العذاب في العراء ولم يسعفهم أحد وقد ماطلت الأمم المتحدة حينها طويلا بمساعدتها الاغاثية في البلدان العربية، وها هي اليوم تقلص "الأونروا" خدمتها الإنسانية لهم في مخيم نهر البارد في لبنان وتتقاعس أمام واجبها الأخلاقي بإمداد مخيم اليرموك في سوريا بالمواد التموينية، ولا يختلف الحال عنه في قطاع غزة في ظل المعاناة التي يعيشها أهالي القطاع وبصفة خاصة المدمرة بيوتهم ولا يجدون من يعمرها، إذ إن وكالة الغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" في قطاع غزة أوقفت بشكل مفاجئ جميع مشاريع الإعمار والتي كانت قد أخذت على عاتقها إدخال مواد البناء لإعمار البيوت التي دمرتها آلة الحرب الإسرائيلية، فيا ترى ما هو السبب في اتخاذ مثل هذا القرار المفاجئ، مع أن الوكالة الآن هي الجهة الوحيدة التي تسير أعمالها ومن المفترض أن تقدم الخدمات الإنسانية والإغاثية دون أي تحيز أو تمييز أو تسييس من أي طرف آخر هذا هو الوجه الحقيقي لها ويجب أن يكون واجبها الإنساني هو عنوانها.
إن إلغاء خطة الطوارئ التي خصصت لمخيم البارد في لبنان بعد أن شهد دمارا كليا بفعل الحرب الطائفية اللبنانية في عام 2007م، كذلك وإهمالها مخيم اليرموك في سوريا الذي لم يتبقَ فيه بيت وأصبح مدمرا عن بكرة أبيه أيضا بفعل الحرب الأهلية السورية، ولا تنسى الوكالة أنها أوقفت جميع نشاطات الإعمار في قطاع غزة الذي أيضا شهد دمارا كبيرا في كثير من أجزائه بفعل الحرب الإسرائيلية المجنونة، وهي نفس السياسة المتبعة في الضفة الغربية، إذ تقوم الوكالة بفصل العاملين والموظفين لديها على خلفية اعتقالهم من قبل الاحتلال الإسرائيلي، بحجة عجز الوكالة وغيرها من الحجج التي لا يصدقها عقل بشر، ولا ندري من هو الذي أعطى وكالة الغوث الحق في التنصل من واجباتها الأخلاقية، كما لا ندري إن كان مسمّى اللاجئ يختلف بين مخيم وآخر أو من مدينة أو قرية علمًا بأن هموم ومعاناة اللاجئين الأساسية واحدة.
أعتقد أنه من العيب جدا أن الوكالة الأممية تتبنى قرارات ولم تلتزم بها، فإذا كانت عاجزة أو مفلسة فلتعلن إفلاسها وعدم مقدرتها على تقديم الخدمات الإنسانية للمحتاجين والمتضررين من الحروب كي يستبدلها المجتمع الدولي الذي أوجدها بمنظمة أخرى تفي بوعودها وتلتزم بواجباتها، وإلا عليها أن تعيد النظر في موقفها المتعنت في هذا الجانب ولا يعقل أن يتواصل التمسك بهذه المواقف في الوقت الذي يعني ذلك زيادة معاناة اللاجئين الذين أنشئت وكالة الغوث لخدمتهم ودعمهم.
إن "الأونروا" مطالبة بعدم تقليص خدماتها والتراجع عن قرار إيقاف الإعمار وبتحسين أوضاع اللاجئين في المخيمات، بدلا من تقليصها والإصرار على هذه الموقف المتعنت الذي إن دل على شيء فإنما يدل على عجزها عن تلبية الحد الأدنى من واجبها الإنساني التي تحمله.
الشبكات الاجتماعية
تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية