المأمول من زيارة أردوغان ... بقلم : حسام الدجني

الأحد 12 مايو 2013

المأمول من زيارة أردوغان

حسام الدجني

أعلن رئيس وزراء تركيا رجب طيب أردوغان عن موعد زيارته التاريخية لقطاع غزة المحاصر نهاية شهر مايو الجاري، رافضاً الضغوط الأمريكية التي عبر عنها وزير الخارجية جون كيري لتأجيل الزيارة، في دلالة واضحة للتحولات الهامة التي تشهدها تركيا، والتي كان لبصمات السيد أردوغان وحزبه العدالة والتنمية أثر كبير عليها، فالمدرسة الأردوغانية سيكتب التاريخ عنها الكثير، وسيخرج من رحمها العديد من النظريات التي تصنع رجالات دولة.

منذ اللحظة الأولى للانقلاب الإقليمي والدولي على خيار الشعب الفلسطيني الديمقراطي في يناير/2006م، فتحت تركيا أبوابها للحكومة الفلسطينية التي شكلتها حركة حماس، واستقبلت رموزها، وساهمت بشكل كبير في تآكل حلقات الحصار، ثم جاء موقف السيد أردوغان وكلمته المدوية ضد الجرائم الإسرائيلية بغزة وخروجه المشرف من مؤتمر دافوس خلال حرب الفرقان.

لم ينس الشعب الفلسطيني تضحيات أشقائه الأتراك في عرض البحر المتوسط، بعد أن مارست (إسرائيل) عمليات قرصنة بحرية في المياه الدولية ضد سفن وقوافل كسر الحصار، حيث هاجمت سفينة مرمرة وقتلت وجرحت العشرات من أبناء الشعب التركي العظيم، ومنعتهم من الوصول لشواطئ غزة، ليعانق الدم التركي دم أخيه الفلسطيني، ليرسموا لوحة الحرية، وكسر الحصار، ورفض الظلم، فكان الموقف الجريء من قبل السيد أردوغان بقطع العلاقات الدبلوماسية بين تركيا و(إسرائيل)، ووضعتم شروطاً ثلاثة لعودة العلاقات الدبلوماسية مع (إسرائيل)، وكنتم أوفياء لغزة، فكان شرط رفع الحصار عن قطاع غزة من بين الشروط الثلاثة، وعندما اعتذرت (إسرائيل) لكم، وأعلنت أنها استجابت لشروطكم الثلاثة وهي الاعتذار، والتعويض، ورفع الحصار عن غزة، إلا أننا في غزة بدأنا نسمع بتصريحات من قبل قادة الصهاينة تتنصل من شرط رفع الحصار، بل زادت (إسرائيل) من حصارها لغزة، ونحن على ثقة بأنكم تتابعون ذلك، وأنكم لن تقبلوا بإعادة العلاقات الدبلوماسية إلا بالاستجابة للشروط الثلاثة.

إن الشعب الفلسطيني يتطلع باهتمام لزيارتكم الكريمة، ويأمل أن تساهم تلك الزيارة في وضع بعض الحلول لمشاكله اليومية، وربما من أهم تلك المشاكل مشكلة شح المياه الصالحة للاستخدام الآدمي، وربما تركيا من الدول البارعة في مشاريع تحلية مياه البحر، وهذا المشروع الاستراتيجي سيكون له أثر كبير على مستقبل الأجيال القادمة، وعلى تعزيز صمود المواطن الفلسطيني على أرضه ووطنه حتى تتم العودة لبلدانه الأصلية داخل فلسطين التاريخية.

أيضاً يأمل الشباب الفلسطيني من السيد أردوغان أن يكون لزيارته بصمات إيجابية في وضع حلول لبطالة الخريجين الجامعيين الذين ينتظرون منذ سنوات فرص عمل، وبدون مساعدة الدول العربية والإسلامية لا يمكن تجاوز هذا الملف.

ونأمل أن تحمل زيارتك بشرى زيادة في عدد المنح الدراسية في التخصصات العلمية والأدبية، فبالعلم تنهض الأمم، وشعبنا توّاق للعلم والتعلُّم، ولكن ظروفه الاقتصادية تقف حائلاً أمام طموحات الشباب الفلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزة.

الخلاصة: حللت أهلاً ونزلت سهلاً، فغزة تنتظرك، وبحضورك كسر للحصار السياسي الظالم، وبقدومك براً أو بحراً رسالة قوية للاحتلال، ولكنها أقوى بقيمتها لتضحيات شهداء وجرحى وأسرى فلسطين، وستستقبلك غزة استقبال الفاتحين الأبطال.
جبل يدعى حماس
سأموت ولكن لن ارحل
يا رب انت العالم
يوم تجثو كل أمّــة
علم .. مقاومة .. حرية

الشبكات الاجتماعية

تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية

القائمة البريدية