المصالحة والمفاوضات واختلاف المواقف
د. عصام شاور
عبر سيادة الرئيس محمود عباس في لقائه أمس الأحد مع مجلة " دير شبيغل " الألمانية عن امتعاضه من تراجع الرئيس الأمريكي عن التزامه بالضغط على " إسرائيل" في تجميد الاستيطان، ورغم الضغوط الأمريكية لعودة الرئيس إلى طاولة المفاوضات إلا انه يصر على التزام " إسرائيل " بوقف الاستيطان في الضفة كمدخل لعودة التفاوض، واعتبر أن مطلبه ليس شرطا وإنما هو التزام " إسرائيلي" حسب خارطة الطريق، وقد حذر الرئيس قائلا: على العالم أن لا يدفع بالفلسطينيين إلى نقطة اليأس المطلق.
. عبر سيادة الرئيس محمود عباس في لقائه أمس الأحد مع مجلة " دير شبيغل " الألمانية عن امتعاضه من تراجع الرئيس الأمريكي عن التزامه بالضغط على " إسرائيل" في تجميد الاستيطان، ورغم الضغوط الأمريكية لعودة الرئيس إلى طاولة المفاوضات إلا انه يصر على التزام " إسرائيل " بوقف الاستيطان في الضفة كمدخل لعودة التفاوض، واعتبر أن مطلبه ليس شرطا وإنما هو التزام " إسرائيلي" حسب خارطة الطريق، وقد حذر الرئيس قائلا: على العالم أن لا يدفع بالفلسطينيين إلى نقطة اليأس المطلق.
هذا الموقف للرئيس محمود عباس يقودنا إلى مقارنة وضع المفاوضات مع وضع المصالحة ، ففي كل منهما يوجد طرفين مختلفين وراعي للحوار ومرجعيات مع فارق الشبه طبعا بين الأطراف العربية وغير العربية وبين الأشقاء والأعداء وكذلك مع فارق الشبه بين مصالحة داخلية يريدها كل الشعب الفلسطيني وبين عملية سياسية يعارضها معظم الشعب الفلسطيني.
راعي المفاوضات الأمريكي وضع خطة ويطالب الطرف الفلسطيني بالموافقة عليها ويبدو منحازا للطرف الإسرائيلي، والطرف الفلسطيني يتمسك بخطة خارطة الطريق كمرجعية تم الاتفاق عليها بين منظمة التحرير وبين " إسرائيل" برعاية غربية، ونحن مع موقف الرئيس عباس بعدم العودة إلى طاولة المفاوضات والتمسك بشرطه رغم إننا لسنا مع عملية التفاوض القائمة على أساس أوسلو مطلقا، ونحن كذلك نعتبر الضغوط الأمريكية مرفوضة .
راعي الحوار المصري وضع ورقة ويطالب فيها حماس بالتوقيع عليها ويبدو منحازا لفتح، وحماس تتمسك بوثيقة الوفاق الوطني التي أجمعت عليها الفصائل الفلسطينية كافة، ونحن نرى أن حماس تمسكت بمرجعية فلسطينية فيها كل الخير للشعب الفلسطيني كما تمسك الرئيس عباس بمرجعية غربية ليس فيها أي خير للشعب الفلسطيني، فلماذا نلوم حماس على تمسكها بالثوابت وندعم الرئيس في موقفه من وقف الاستيطان؟.
اعتقد أن كل الفصائل الفلسطينية التي تطالب حماس بالتوقيع على الورقة المصرية تعتبر ناقضة لوثيقة الوفاق الوطني التي أجمعت عليها في السابق، ولذلك فإنني أطالب حركة المقاومة الإسلامية حماس بتلخيص مطالبها في مطلب واحد فقط وهو إضافة البند التالي إلى الورقة المصرية : " يعتبر باطلا كل ما يتعارض مع وثيقة الوفاق الوطني "، فان عارضت مصر إضافة هذا البند أو عارضه أي فصيل فانه يعتبر معطلا للمصالحة الوطنية ويدفع بالشعب الفلسطيني إلى المجهول .
الشبكات الاجتماعية
تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية