المعتمرون دون لفٍ أو طيران
د. فايز أبو شمالة
حملوا أوجاع غزة وذهبوا إلى بلاد النبي، طافوا، وتمسحوا، وزاروا، واعتمروا، وفي موعد العودة لم يجدوا الطائرة، فتكسرت فرحة الشوق على المدرجات، حين وجد المعتمرون من سكان قطاع غزة أنفسهم عالقين في مطار جدة، وقد سافر المعتمر الهندي والسيلاني والبنغلادشي والمغربي والتركي والأفريقي، وبقي الفلسطينيون يومين وليلتين يتسكعون على الرصيف، لا ذنب لهم فيما يلاحقهم من عذاب غير أنهم من سكان قطاع غزة.
فمن الجهة الفلسطينية المسئولة عن ذلك؟ من هو المسئول الذي اختفى، وترك المعتمرين من قطاع غزة يشتبكون بالكلام مع الحرس السعودي في المطار؟ والذي يقتصر دوره على تنظيم وصول المسافرين إلى الطائرات؟ ولماذا يحشر الحرس السعودي المعتمرين من قطاع غزة في صالة مغلقة، ويطفئ عليهم مكيفات الهواء لمدة يومين؟
من هي الجهة الفلسطينية المسئولة عن امتهان كرامة الإنسان الفلسطيني؟ من هي المؤسسة أو الحكومة أو الدولة التي لا ترى بالفلسطيني إنساناً جديراً بالاحترام، فتركت النساء والشيوخ والصبايا يبيتون ليلتين على رصيف المطار؟
في الدول التي تحترم المواطن، تتحمل شركة الطيران كافة النفقات عن تأخير رحلاتها، وفي الحكومات الوطنية تتحرك السفارات المحترمة على وجه السرعة، ولا تسمح لمواطنيها أن يناموا على الرصيف، وأن يبولوا في ساحات المطار، وأن يضيق بهم الحال حتى الانفجار؟
وزارة الأوقاف والشئون الدينية في قطاع غزة تقول: إن دورها في موسم العمرة لا يتعدى الإشراف، والتأكد من سلامة وأمن المعتمرين، ولكنها ليست الجهة صاحبة القرار فيما يتعلق بمواعيد السفر، وتعطل الرحلات، وتحمل وزارة الأوقاف الخطوط الجوية الفلسطينية كامل المسئولية عما لحق بالمعتمرين، لأن الشركة لا تمتلك طائرات بديلة إذا حدث عطل فني للطائرتين الوحيدتين اللتين تمتلكهما الشركة، لذلك علقت وزارة الأوقاف رحلات العمرة.
رئيس الخطوط الجوية الفلسطينية زياد البدا أعلن أن حكومة حماس تسعى للالتفاف على الخطوط الجوية الفلسطينية عبر شن حملة ضدها، وتشويه سمعتها، بحجة ضعف إمكانياتها، لاتخاذ الذرائع للتعاقد مع شركات خاصة، تقوم بدعم حركة حماس.
أيهما الكذاب المخادع ؟! وهل نصدق بيان وزارة الأوقاف والشئون الدينية في قطاع غزة، أم نصدق كلام رئيس الخطوط الجوية الفلسطينية زياد البدا؟ وهل يمكن اعتماد هذه القضية لقياس منسوب الكذب في بقية القضايا السياسية في الساحة الفلسطينية؟
سمعت الجواب من أفواه المعتمرين الذين باتوا ليلتين على الرصيف، وتأخر موعد عودتهم إلى بيوتهم يومين، ويصرخون بملء الوجع الذي صفع ظهورهم، ويقولون: طالما أنكم لا تمتلكون إلا طائرتين صغيرتين، أصابهما العطل، فلماذا لم تستأجروا لنا طائرة بديلة، وقد أخذتم منا ثمن التذاكر بأغلى الأسعار؟ لماذا تركتمونا في العراء ليلتين، ولم يتفقد حالنا سفير أو غفير؟ لماذا لم تحجزوا لنا في الفنادق فترة تعطل عمل الخطوط الجوية الفلسطينية؟ لماذا حشرتمونا مع الوسواس الخناس الذي وسوس لنا بالمقارنة مع عجوز يهودية تقف لها شركة "العال" الإسرائيلية على قدم وساق، ويتفقد سفرها رئيس الوزراء قبل السفير، وينشغل بسلامتها جميع أعضاء الكنيست؟ لماذا تعاملتم مع إنسانيتنا بهذا الاحتقار والاستخفاف والجحود ؟.
د. فايز أبو شمالة
حملوا أوجاع غزة وذهبوا إلى بلاد النبي، طافوا، وتمسحوا، وزاروا، واعتمروا، وفي موعد العودة لم يجدوا الطائرة، فتكسرت فرحة الشوق على المدرجات، حين وجد المعتمرون من سكان قطاع غزة أنفسهم عالقين في مطار جدة، وقد سافر المعتمر الهندي والسيلاني والبنغلادشي والمغربي والتركي والأفريقي، وبقي الفلسطينيون يومين وليلتين يتسكعون على الرصيف، لا ذنب لهم فيما يلاحقهم من عذاب غير أنهم من سكان قطاع غزة.
فمن الجهة الفلسطينية المسئولة عن ذلك؟ من هو المسئول الذي اختفى، وترك المعتمرين من قطاع غزة يشتبكون بالكلام مع الحرس السعودي في المطار؟ والذي يقتصر دوره على تنظيم وصول المسافرين إلى الطائرات؟ ولماذا يحشر الحرس السعودي المعتمرين من قطاع غزة في صالة مغلقة، ويطفئ عليهم مكيفات الهواء لمدة يومين؟
من هي الجهة الفلسطينية المسئولة عن امتهان كرامة الإنسان الفلسطيني؟ من هي المؤسسة أو الحكومة أو الدولة التي لا ترى بالفلسطيني إنساناً جديراً بالاحترام، فتركت النساء والشيوخ والصبايا يبيتون ليلتين على رصيف المطار؟
في الدول التي تحترم المواطن، تتحمل شركة الطيران كافة النفقات عن تأخير رحلاتها، وفي الحكومات الوطنية تتحرك السفارات المحترمة على وجه السرعة، ولا تسمح لمواطنيها أن يناموا على الرصيف، وأن يبولوا في ساحات المطار، وأن يضيق بهم الحال حتى الانفجار؟
وزارة الأوقاف والشئون الدينية في قطاع غزة تقول: إن دورها في موسم العمرة لا يتعدى الإشراف، والتأكد من سلامة وأمن المعتمرين، ولكنها ليست الجهة صاحبة القرار فيما يتعلق بمواعيد السفر، وتعطل الرحلات، وتحمل وزارة الأوقاف الخطوط الجوية الفلسطينية كامل المسئولية عما لحق بالمعتمرين، لأن الشركة لا تمتلك طائرات بديلة إذا حدث عطل فني للطائرتين الوحيدتين اللتين تمتلكهما الشركة، لذلك علقت وزارة الأوقاف رحلات العمرة.
رئيس الخطوط الجوية الفلسطينية زياد البدا أعلن أن حكومة حماس تسعى للالتفاف على الخطوط الجوية الفلسطينية عبر شن حملة ضدها، وتشويه سمعتها، بحجة ضعف إمكانياتها، لاتخاذ الذرائع للتعاقد مع شركات خاصة، تقوم بدعم حركة حماس.
أيهما الكذاب المخادع ؟! وهل نصدق بيان وزارة الأوقاف والشئون الدينية في قطاع غزة، أم نصدق كلام رئيس الخطوط الجوية الفلسطينية زياد البدا؟ وهل يمكن اعتماد هذه القضية لقياس منسوب الكذب في بقية القضايا السياسية في الساحة الفلسطينية؟
سمعت الجواب من أفواه المعتمرين الذين باتوا ليلتين على الرصيف، وتأخر موعد عودتهم إلى بيوتهم يومين، ويصرخون بملء الوجع الذي صفع ظهورهم، ويقولون: طالما أنكم لا تمتلكون إلا طائرتين صغيرتين، أصابهما العطل، فلماذا لم تستأجروا لنا طائرة بديلة، وقد أخذتم منا ثمن التذاكر بأغلى الأسعار؟ لماذا تركتمونا في العراء ليلتين، ولم يتفقد حالنا سفير أو غفير؟ لماذا لم تحجزوا لنا في الفنادق فترة تعطل عمل الخطوط الجوية الفلسطينية؟ لماذا حشرتمونا مع الوسواس الخناس الذي وسوس لنا بالمقارنة مع عجوز يهودية تقف لها شركة "العال" الإسرائيلية على قدم وساق، ويتفقد سفرها رئيس الوزراء قبل السفير، وينشغل بسلامتها جميع أعضاء الكنيست؟ لماذا تعاملتم مع إنسانيتنا بهذا الاحتقار والاستخفاف والجحود ؟.
الشبكات الاجتماعية
تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية