يكثر الحديث في الآونة الأخيرة عن المقاومة فمن متهم لها الى مدافع عنها الى ثالث الأمر برمته لا يعنيه .
أردت في هذه الكلمات البسيطة أن أوضح بعض الأمور بعد التوكل والاستعانة بالله عزوجل وأرجو السداد والتوفيق في ذلك وليعذرني القارئ الكريم في تعكير مزاج البعض مزاج البعض .
أولا : أريد في كلماتي أن أحتكم إلى الواقع على الأرض, إلى السنوات والأيام الماضيات ولا أريد أن أحتكم إلى فكري أو قراءة فريق المقاومة أو فريق من يقاوم المقاومة .
ثانيا : من بديهيات الأمور وقوانين الطبيعة والفيزياء أن يكون لكل فعل ردة فعل مساو له في المقدار ومعاكس له في الاتجاه , لذا طبيعي تحرك الشعب ضد احتلال الأرض وتشريد وقتل أصحابها الحقيقيين لكن ليس من الطبيعي لا في العلم ولا في العادات والتقاليد ولا حتى عند أتفه السياسيين وسكارى الوطنية أن نشتم المقاومة أو نجرمها أو نسبها .
ثالثا : الفريق الذي باع ضميره وباع نفسه ويبيع قضيته بثمن بخس دراهم معدودة وكان في ذلك من الزاهدين, هذا الفريق يريد أن يدخلنا في خانة الدفاع عن المقاومة , فالمقاومة شرف وحق وتشريع وواجب ديني وأخلاقي لا تحتاج منا أن ندافع عنها فلا يمكن البتة أن يعبد بيننا أحد الله عزوجل ثم يدافع عن عبادته لله , ذاك الفريق يريد أن يدخلنا في دائرة جدال عقيم حتى نصبح على نفس المستوى, مستوى الحق والباطل , مستوى المقاومة والخيانة , ومستوى من يدفع حبة عينه لوطنه ومن يدفع له المال ليقتل أي شيء في وطنه , وكأن المقاومة تهمة أو عار !!!
رابعا : الفريق الآخر الذي يقاوم المقاومة ويجرمها ويحاربها بكل ما أوتى من قوة ويعتبرها قد جلبت الكوارث على الشعب الفلسطيني وإنها دمار وشيء من الجنون, هذا الفريق أريد ان أساله فقط سؤالا واحدا : إذا كانت المقاومة هكذا فلماذا تعايروننا بأنه ليس هناك مقاومة !؟ ولماذا تريدون أن نقاوم أصلا !؟ ولماذا تتهمون الحكومة هنا في غزة بأنها تلاحق المقاومين وكأنكم في حكومة "فياض – نتنياهو" تجهزون الجيوش لتحرير الأقصى !؟ أليست المقاومة عارا يا أصحاب الرصاصة الأولى !؟
خامسا : الحروب المعاصرة أصبحت لا تحسم بالضربات الجوية أو بالجيوش, وأشكال المقاومة متعددة فمقاومة عسكرية وأمنية وإعلامية واقتصادية واجتماعية وثقافية الى ما لا نهاية والى عشرات الاجتهادات التى تؤدى في النهاية الى قهر المحتل وزعزعة كيانه ووجوده وهنا أطرح بعض التساؤلات :
· أليس حصار غزة أكبر شاهد ودليل على أنها تعيش وضعا وحكما يقلق المحتل !؟
· أليس من الواجب الشرعي أن نعد لهم ما استطعنا من قوة ومن رباط الخيل !؟
· أليس من تخريج جيل قراني و 50 ألفا من حفظة كتاب الله مقاومة وشيء يقض مضاجع المحتلين!؟
· أليس إعداد الرجال الذين تنغرس أرجلهم في ساحات الوغى يوم تشتد المعارك ويحمى وطيسها مقاومة !؟ فمن الذي سيصمد في المعارك غير ذي الرجال الذين يحفظون القران !؟ أتظنون أن البنادق تنفع يوم تتساقط على رؤوسنا الصواريخ ؟ لا والله بل الذي نحفظه من كتاب الله في صدورنا هو الذي يحفظنا ويحمينا ويجعلنا نجابه عدونا بكل شموخ وصمود وبلا تقهقر أو جبن .
· أليس في حرب الخيانة والعمالة مقاومة !؟ ذلك السرطان الذي ينخر في الجسد ليقضي عليه ألا يتوجب استئصاله بكافة الطرق وبأسرع ما يمكن فالحرب بيننا وبين الخيانة والعمالة حرب ضرورس , والضرب على رؤوس العملاء واجتثاثهم أعظم مقاومة مهما كلف الأمر دون النظر والانجرار الى كل من يغمز هنا أو يلمز هناك " فوالله لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها " ونحن نسير على طريق القائد الأول والأعظم المصطفى محمد .
· أليس في صمود غزة الاسطورى وفي صد العدوان الصهيوني والاجتياحات المتكررة والشبه يومية لدليل على أن المقاومة موجودة وباقية وستبقى !؟
· أليس في رباط المجاهدين في سبيل الله والسهر لحماية ثغور الوطن مقاومة !؟
· أليس في فضح المؤامرات التي أنتم أسيادها لأعظم مقاومة !؟
· أليس في محاربة الرذيلة والفساد الذي تقودونه بمباركة رسمية لأعظم مقاومة !؟
· أليس في الحفاظ على الثوابت وعدم الاعتراف بالعدو لأعظم مقاومة !؟
· أليس في حبس شاليط وعدم الخضوع لاملاءات العدو لأعظم مقاومة !؟
· أليس في محاربة أوسلو التى لا زالت تراوح الصفر الذي صرحتم به لأعظم مقاومة !؟ أوسلو العاصمة الجميلة والاتفاقية العار التى لا يرضى بها إلا أصحاب العار.
· أليس من الشرف والفخر للمقاومة أن يسبها وينعتها بكل ما عرفت السياسة من أقذار من هم أمثال فريق أوسلو وخبراء التصهين الأمني .
·
تساؤلات جمة لكن أكتفي بهذا القدر لأنتقل الى نقطة أخرى .
سادسا : إذا كانت المقاومة قد جلبت الويلات على الشعب الفلسطيني, فماذا أنتم قد جلبتم ؟ يا حبذا لو أتحفتمونا ببعض ما عندكم مما جلبته المفاوضات وكم شبر من الأرض قد حررت وكم سجين قد أطلقت وكم لاجئ قد أعادت الى دياره وكم مبعد عاد الى بيته وكم من الأرض بقي لتفاوضوا عليها بعد أن ضاعت وتضيع القدس !!!؟؟؟ أما ما جلبت لكم المفاوضات من ملايين القبلات والدولارات فهذا شان عظيم يفخر به كل مواطن " متصهين " !!!
الواقع الجلي ها هنا في فلسطين والذي لا يقبل القسمة على اثنين هو أنه يوجد حكومتين وإدارتين ورأسين , حكومة مقاومة وحكومة مساومة , إدارة تدير وجهها للشأن الوطني , وإدارة تدير وجهها للشأن الصهيوني , رأس حربة شوكة في حلق الأعداء , ورأس عفنة قد داسها الأعداء ... وإذا أردنا ان نتوسع لنستقرئ الواقع العالمي فهو حرب بين الحق والباطل وبين الخير والشر بغض النظر من يمثل الحق ومن يمثل الباطل ودول تلتقي مصالحها مع الخير ودول أخرى تلتقي مصالحها و الشر ...
والواقع في فلسطين أنه هنا رجال يستذكرون بطش الصهاينة وإجرامهم في ذكرى مذبحة صبرا وشاتيلا والتي تصادف هذه الأيام , وأشباه رجال يشكرون الصهاينة على تاريخهم وإجرامهم بمعانقتهم ومفاوضتهم وتقبيلهم تارة على وقع الكاميرات وأمام أعين من تبقى من ضحايا مجازر الصهيونية وتارة أخرى من تحت الطاولات على وقع المرارة والانزلاق الحضيضي الذي وصل إليه ثلة ممن يدعون أنهم يمثلون شيئا اسمه ثوابت ووطن اسمه فلسطين !!!
ومهما كتبنا وخطت أقلامنا من كلمات فإنها لن تبلغ معشار من يده قابضة على الزناد يقاوم حتى آخر قطرة من دمائه لا يرجو إلا رضي الله , ومهما قلنا فلن يعتبر أصحاب المشاريع المباشرة وغير المباشرة لأنه وبكل بساطة لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التى في الصدور !!!
وفي الختام أذكركم بأنه كما الإسلام يجب ما قبله فإن الخيانة تجب ما قبلها !!!
طوبى لمن يقاوم وطوبى لمن يقف في صف المقاومة والخزي والعار لمن يقف في صف من يقاوم المقاومة
تحية ملؤها الإكبار والفخار لمن يدوس بقدمه عنق الصهاينة والخزي والعار لمن يدس رأسه في التراب لتداس ببساطير الصهاينة ...
الشبكات الاجتماعية
تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية