النكبة ومعبر رفح ... بقلم : د. يوسف رزقة

الأحد 19 مايو 2013

النكبة ومعبر رفح

د. يوسف رزقة

لا أحد في العالم يجهل النكبة(١٩٤٨) ولا أحد في العالم يجهل معبر رفح البري بين غزة والشقيقة الكبرى مصر. في حياة الفلسطيني علامات على النكبة لا تخطئها العين. ومن هذه العلامات القاسية جداً المطارات والمعبر مع غزة. لست أدري ما هو المنطق الذي يقف خلف المعاملة المهينة للفلسطيني في المطارات. ولست أدري لماذا يذل الفلسطيني على معبر رفح. في كل مناسبة يقسم الفلسطيني على حبه لمصر. مصر محببة للفلسطيني بحكم العقيدة والدين والعروبة والتاريخ والجوار والمصير المشترك والمصالح أيضاً. في غزة نعلم أبناءنا إذا عزت مصر عزت فلسطين. والعكس بالعكس.

منذ يومين اختطف مجهولون ستة من أبناء الشرطة المصرية. الخطف جريمة بكل المقاييس. والضرب على يد الخاطفين حق قانوني واجب للدولة المصرية وأجهزتها. وهيبة الحكومة ترتبط ارتباطا مباشرا بمنع الجريمة وإنفاذ القانون. ولكن ما علاقة ذلك كله بإغلاق معبر رفح والأضرار بمصالح الفلسطيني المسافر من خلال هذا المعبر الوحيد. وسائل الإعلام تتحدث الآن عن قرابة مائة عالق بعضهم عاد إلى العريش وبعضهم نام في العراء أمام بوابة رفح وعشرات ألغوا حجوزاتهم بسب هذه المعاملة الطارئة.

لا علاقة للفلسطيني بالخطف وهذا ما تقوله المصادر الرسمية والإعلامية المصرية ومع ذلك فإن الفلسطيني الغزي هو الوحيد الذي يدفع الثمن من راحته وكرامته وحقه في السفر الآمن. لماذا يدفع الغزي الثمن؟. أنا أعلم أن النظام الحاكم في مصر الآن يرفض الإجراءات الاستثنائية والتعسفية ولكن ما يرفضه الرئيس المصري هو الواقع والمطبق بتعسف للأسف ويصبح رفض الرئيس لا قيمة عملية له ويثير الألم في كل بيت في غزة المحاصرة.

قبل أيام قليلة عقدت الأحزاب المصرية والقوى الفلسطينية مؤتمراً مرشداً عن النكبة في ذكراها رقم (٦٥). قال المؤتمرون كلامًا كبيرًا وقوميًّا في مواجهة النكبة وتداعياتها لكن ما يحدث على معبر رفح هو شاهد على أن النكبة ماثلة وبشكل فج ومتعسف وهو شاهد على أن مؤتمر النكبة في القاهرة لا قيمة له وأنه كان شكلاً إعلاميًّا لا أكثر.

المعبر مغلق بقرار ميداني من الشرطة الميدانية في المعبر للاحتجاج على خطف زملائهم ولا علاقة للرئاسة بالقرار ومع ذلك نسأل من الذي حرك الميدان ضد غزة ؟ وما ذنب غزة ؟ و متى تُعامل غزة باحترام ؟ ومتى يعامل المواطن الغزي باحترام؟! غزة كانت تنسب سلبيات المعاملة لمبارك ونظامه وقد اعتذرت الثورة المصرية لغزة عن عار مبارك. وهنا نسأل الثورة ورجالات الثورة والحكم الجديد من المسئول عن العار العائد بتعسف؟! إن انتماءنا لحماس وحبنا للإخوان لن يمنعنا من انتقاد الأفعال غير المسئولة التي تلحق بنا أضرارًا كبيرة ظلمًا. إننا نصرخ ونطالب بحقوق إنسانية واجبة في الدين والكرامة والأخوة والتاريخ والقانون. غزة تجهر بصوت عالٍ ترفض فيه التعسف وإلصاق التهم الباطلة بغزة وحماس كلما حل الكوز بالجرة. سيدي الرئيس محمد مرسي ارحموا غزة. ارحموا غزة في ذكرى النكبة (٦٥) واجعلوا من المناسبة فرصة وطنية وقومية لفتح الحدود بين غزة ومصر كما هي مفتوحة بين مصر والسودان ومصر وليبيا. التدرج في المعالجة والتسويف في الإجراءات بدأت تعود علينا وعلى مصر بالضرر. سيدي الرئيس ، مصر في حاجة إلى قرارات ثورية حقيقية. الثورة هي الحل لغزة ولسيناء ولمصر.
جبل يدعى حماس
سأموت ولكن لن ارحل
يا رب انت العالم
يوم تجثو كل أمّــة
علم .. مقاومة .. حرية

الشبكات الاجتماعية

تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية

القائمة البريدية