النكبة 62 .. حديث الوعي
أ.د يوسف رزقة
ليس من عادة الشعوب أن تحتفل بآلامها وأوجاعها ، فالشعوب تحتفل عادة بأفراحها وأعيادها ، غير أن للواقع الفلسطيني مع النكبة وآلامها وأوجاعها خصوصية توجب الاحتفال السنوي ، بل واليومي أيضاً ، لأننا حين نتذكر الألم نخرج إلى العافية ، وحين نتوجع نبحث عن الخلاص . (نحتفل ، ونتذكر ، ونتألم) لنحطم أسطورة النسيان التي أقام الصهاينة على أساسها دولتهم في فلسطين المحتلة .
الاحتفال بالمؤلم الموجع ليس خطابة وإن كانت الخطابة بعض أدواته ، وإنما الاحتفال بالنكبة وتداعياتها المؤلمة هو محاولة جادة لاستعادة الوعي الفلسطيني الراشد ، من ناحية ، وكي الوعي الصهيوني الغاشم ، من ناحية أخرى . فمن احتفالات النكبة خرج الأبطال والشهداء ، ومن النكبة خرجت المقاومة والفصائل ، ومن النكبة كان التاريخ وكانت الجغرافيا .
في الذكرى الثانية والستين للنكبة أحسب أن شعبنا يعيش وعياً أفضل بقضيته ، ويتقدم نحو الأمام باتجاه التحرير وتقرير المصير ، وأحسب أن المحتل يعيش واقعاً أسوأ في وعيه ، حيث لم تمنحه سنون النكبة استقلالاً أو استقراراً ، ومازال يبحث عن الأمن الوجودي والأمن الشخصي ، والهدوء النفسي المفقود.
اثنان وستون عاماً قرأها الشعب الفلسطيني قراءة دم وفداء ، منحته عبراً ودروساً افتقر إليها يوم حدثت النكبة ، غير أنه ما يزال يعاني من ضعف القيادة ، وانفصالها عن إرادة شعبها ، واستقوائها بالأجنبي للبقاء في الزعامة .
(شعب عظيم ، وقيادة فاسدة ) ، معادلة صعبة ، تستهلك جهود المخلصين في المدافعة الخيرة نحو الخلاص . شعب عظيم وقيادة تنسق مع الاحتلال مؤامراتها ضد المقاومة معادلة معقدة . شعب عظيم وقيادة تفاوض المحتل مع بقاء الاستيطان في القدس ، معادلة تشرّع الاستيطان وتنعى القدس . شعب عظيم وقيادة تفتح السجون للمقاومين والسياسيين معادلة غير مفهومة في ظل التحرير . شعب عظيم وقيادة مغتصبة لكرسي القيادة تحاصر غزة وتدعى وصلاً بليلى (وبها) ، معادلة تدعو إلى الانتفاضة وتنظيف النفس من عيوبها .
الشعب يحتفل بالنكبة سنوياً ليراجع ملف معادلاته ويصحح المنحرف المعوج منها ، ومن هذا المعوج غير ما تقدم ( مشروع التوطين ) و ( مشروع الوطن البديل ) و ( حل مشكلة اللاجئين بالتوافق) و( مشروع اختزال فلسطين ) بأجزاء من الضفة وغزة ، و ( مشروع اختزال القدس) بأبي ديس والشيخ جراح ، و ( مشروع اختزال تقرير المصير ) بدولة بدون سيادة ، واختزال الحرية بمعابر وتسهيلات للشخصيات المهمة ؟!
في الذكرى الثانية والستين نتفاءل بالقادم لأن حركة التصحيح تعمل في الوعي الفلسطيني كما يعمل مبضع الجراح في إزالة الورم الخبيث ، إذ لا عافية ولا شفاء إلا باستئصال الفساد من جذوره ، لنلقى عدونا ونحن بعافية ثمينة صهرتها الآلام والأوجاع ومنحتها المناعة ضد الانكسار والانحناء ، وعندها يكون النصر قريباً .
أ.د يوسف رزقة
ليس من عادة الشعوب أن تحتفل بآلامها وأوجاعها ، فالشعوب تحتفل عادة بأفراحها وأعيادها ، غير أن للواقع الفلسطيني مع النكبة وآلامها وأوجاعها خصوصية توجب الاحتفال السنوي ، بل واليومي أيضاً ، لأننا حين نتذكر الألم نخرج إلى العافية ، وحين نتوجع نبحث عن الخلاص . (نحتفل ، ونتذكر ، ونتألم) لنحطم أسطورة النسيان التي أقام الصهاينة على أساسها دولتهم في فلسطين المحتلة .
الاحتفال بالمؤلم الموجع ليس خطابة وإن كانت الخطابة بعض أدواته ، وإنما الاحتفال بالنكبة وتداعياتها المؤلمة هو محاولة جادة لاستعادة الوعي الفلسطيني الراشد ، من ناحية ، وكي الوعي الصهيوني الغاشم ، من ناحية أخرى . فمن احتفالات النكبة خرج الأبطال والشهداء ، ومن النكبة خرجت المقاومة والفصائل ، ومن النكبة كان التاريخ وكانت الجغرافيا .
في الذكرى الثانية والستين للنكبة أحسب أن شعبنا يعيش وعياً أفضل بقضيته ، ويتقدم نحو الأمام باتجاه التحرير وتقرير المصير ، وأحسب أن المحتل يعيش واقعاً أسوأ في وعيه ، حيث لم تمنحه سنون النكبة استقلالاً أو استقراراً ، ومازال يبحث عن الأمن الوجودي والأمن الشخصي ، والهدوء النفسي المفقود.
اثنان وستون عاماً قرأها الشعب الفلسطيني قراءة دم وفداء ، منحته عبراً ودروساً افتقر إليها يوم حدثت النكبة ، غير أنه ما يزال يعاني من ضعف القيادة ، وانفصالها عن إرادة شعبها ، واستقوائها بالأجنبي للبقاء في الزعامة .
(شعب عظيم ، وقيادة فاسدة ) ، معادلة صعبة ، تستهلك جهود المخلصين في المدافعة الخيرة نحو الخلاص . شعب عظيم وقيادة تنسق مع الاحتلال مؤامراتها ضد المقاومة معادلة معقدة . شعب عظيم وقيادة تفاوض المحتل مع بقاء الاستيطان في القدس ، معادلة تشرّع الاستيطان وتنعى القدس . شعب عظيم وقيادة تفتح السجون للمقاومين والسياسيين معادلة غير مفهومة في ظل التحرير . شعب عظيم وقيادة مغتصبة لكرسي القيادة تحاصر غزة وتدعى وصلاً بليلى (وبها) ، معادلة تدعو إلى الانتفاضة وتنظيف النفس من عيوبها .
الشعب يحتفل بالنكبة سنوياً ليراجع ملف معادلاته ويصحح المنحرف المعوج منها ، ومن هذا المعوج غير ما تقدم ( مشروع التوطين ) و ( مشروع الوطن البديل ) و ( حل مشكلة اللاجئين بالتوافق) و( مشروع اختزال فلسطين ) بأجزاء من الضفة وغزة ، و ( مشروع اختزال القدس) بأبي ديس والشيخ جراح ، و ( مشروع اختزال تقرير المصير ) بدولة بدون سيادة ، واختزال الحرية بمعابر وتسهيلات للشخصيات المهمة ؟!
في الذكرى الثانية والستين نتفاءل بالقادم لأن حركة التصحيح تعمل في الوعي الفلسطيني كما يعمل مبضع الجراح في إزالة الورم الخبيث ، إذ لا عافية ولا شفاء إلا باستئصال الفساد من جذوره ، لنلقى عدونا ونحن بعافية ثمينة صهرتها الآلام والأوجاع ومنحتها المناعة ضد الانكسار والانحناء ، وعندها يكون النصر قريباً .
الشبكات الاجتماعية
تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية