امسك نقط جريمة؟! ... بقلم : د. يوسف رزقة

الجمعة 14 يونيو 2013

امسك نقط جريمة؟!

د. يوسف رزقة

أخيرا وليس اخرا الدكتور نبيل شعث يقول في لقاء مع الصحافيين في رام الله :" السلطة الفلسطينية تبذر الاموال لمنع الممارسات العنيفة ضد المستوطنين والحدود الاسرائيلية (؟!)، وهي تنفق على الامن الاسرائيلي اكثر ما تنفقه على الجهاز التعليمي الفلسطيني (؟!) انتهى.( لاحظ على الامن الاسرائيلي ).

قبل اسبوع اعترف صائب عريقات امام جمع من الدبلوماسيين بما اسميناه اخطر اعتراف بارتكاب جريمة في الحق العام الفلسطيني حيث قال :" ربما اخطأنا في اتفاقية اوسلو يوم ان اعترفنا بإسرائيل دون ان تحدد اسرائيل حدودها ودون ان نعرف نحن ما هي حدود اسرائيل "( صح النوم ).

الاعتراف بارتكاب جرائم الحق العام تتكشف تباعا بلا مبالاة وبلا تقدير للعواقب رغم خطورة المضامين التى تحتويها هذه الاعترافات الخطيرة فما اسباب هذه الجرأة وتلك اللامبالاة بالشعب والمسؤولية العامة ؟!

لقد اطلت التفكير في الاجابة على السؤال، وكنت احاول ان انسبه الى موقف اعلامي يستهدف جلب ضغط امريكي ودولي على حكومة نتنياهو خلال جولات جون كيرى ولكنني فشلت في اقناع غيري بهذا الزعم ، لأنني فيما يبدو لا املك انا القناعة الذاتية به لتعينني على اقناع الاخرين ، ومن ثمة بحثت عن البديل، فوجدته في امرين :

الاول يقول ان الجرأة على الحق العام واللامبالاة على ردود الافعال الشعبية يكمن في غياب الراي العام الفلسطيني عن النخب القيادية التي تملك قيادة الرأي العام وتشكيله بالتعامل مع القضايا الوطنية ذات الابعاد العامة . التخبة المثقفة ، والنخبة السياسية، والنخبة الاعلامية لم تلتفت جميعها الى تصريحات عريقات ولا على تصريح نبيل شعث على خطورتهما ، ومر بالفضاء كخبرين لا علاقة لهما بفلسطين او المستقبل، وكأنهما خبران قادمين من كوريا او البرازيل! وعليه استطيع القول ان معرفة قادة السلطة بحالة الراي العام الفلسطيني المحبط والغائب عن المتابعة الحقيقية هو الذي شجعهما على هذه الاعترافات التى تحمل مكونات جرائم عامة .

والامر الثاني يتعلق بغياب حقيقي للقضاء الفلسطيني فيما يخص الجرائم العامة التى قد يرتكبها المفاوض او قادة السلطة بحق الشعب، فانت لا تجد محاميا او مجموعة من المحامين يبادرون الى رفع قضية تجريم لهذه الافعال والقرارات امام القضاء رغم اضرارها الواضح بالحق العام الفلسطيني، ورغم ان الادانة متحققة بنص الاعتراف نفسه ، والاعتراف سيد الادلة.

وحين سالت محاميا وطنيا غيورا على الحق العام وقلت لماذا لا تستفيدون من تجربة القضاء المصري الذي يحاصر قرارات محمد مرسي؟ ضرب كفا بكف ، وقال اين هو القضاء الفلسطيني المستقل الذي يمكن ان ينظر في هذه القضايا او الجرائم ؟ّ! لقد فشلنا منذ قيام سلطة اوسلو في انشاء قضاء مستقل عن السلطة التنفيذية وحالة الاحباط تسكن المحامين ، وتسكن القضاه ، كما نتسكن النخب المثقفة والشعب .

لو كان ثمة وعي راشد وثمة قضاء مستقل وفاعل لما كانت مثل هذه الجرائم ، ولما مرت في فضاء الراي العام مرور من لا اثر له ، او مرور من لا يلتفت اليه ومع ذلك اقول :" امسك: ثمة جرائم، وثمة اعترافات خطيرة ؟ّ"
جبل يدعى حماس
سأموت ولكن لن ارحل
يا رب انت العالم
يوم تجثو كل أمّــة
علم .. مقاومة .. حرية

الشبكات الاجتماعية

تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية

القائمة البريدية