انتخابات المجلس الوطني.. والتسريبات المضطربة
د. حسن أبو حشيش
الجميع بات يعرف أن تطبيق بنود المصالحة الفلسطينية متفق على أن يكون بالتزامن وبالجدولة المنصوص عليها، ولأن طريق المصالحة ليس ممهدا، وأمامه الكثير من المعوقات والعقبات، ولأنه يتعرض إلى كلاليب الإفشال والإحباط...فإنه لا يحتمل أي تسريبات غير دقيقة، ولا يستوعب تصريحات من شأنها أن تمس بما هو متفق عليه. ومن البنود المتفق عليها : إجراء انتخابات المجلس الوطني الفلسطيني في الداخل والخارج حسب ما تسمح به البلدان التي تحتضن اللاجئين الفلسطينيين.
والذي ظهر للإعلام والذي لم يظهر ندركه جيدا أن تفاصيل الانتخابات في خارج فلسطين لم تُحدد بعد، ولم يتم تداول ونقاش الدول التي ستسمح والتي لن تسمح...المفاجأة كانت تسريبات إعلامية تعلن أن كلا من الأردن وسوريا ولبنان لن تسمح بإجراء انتخابات المجلس الوطني، وفي المقابل نفت حركة حماس أحد طرفي اتفاقية المصالحة ذلك, وبالتالي حدث إرباك جديد للرأي العام.
تُدرك كل الأطراف أن ملف منظمة التحرير من أعقد الملفات على الساحة الفلسطينية، ومن أكثر الملفات التي تتعرض إلى معارضة الإقليم والعالم لأسباب كثيرة لا مجال لتوضيحها في هذه السطور...هذا يتطلب أن تتحلى كل الأطراف بالصبر والحكمة وتفكيك الأزمات بهدوء وروية على قاعدة المثل الشعبي ( داري على شمعتك تقيد ) ولا داعي لتسريبات غير دقيقة قد تُعيق أو تُؤلب أو تُحرض.
من هنا فإن الضبط الإعلامي مهم، وعدم التبرع بأخبار لا وزن لها، وإن كانت صحيحة قد تتغير بعد مشاورات أو مداولات أو تواصل إلا إذا كان المقصود منها قلب الطاولة، وبعثرة الأمل، واستبداله بالخوف والقلق والشك...حينها تتطلب المسألة وضع النقاط على الحروف, والوضوح في فضح القضية، ومصارحة الشعب. لكن أتمنى أن تكون سقطات إعلامية يتم استدراكها مصلحة للوطن وللمواطن؟
الشبكات الاجتماعية
تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية