انتصارات
د. يوسف رزقة
في مصر انتصرت الديمقراطية الحقيقية. وفشلت الديمقراطية المزيفة. في مصر انتصر الشعب وانهزمت النخبة. الشعب قال (نعم للدستور) والنخبة الليبرالية واليسارية المتحالفة مع الفلول قالت (لا). انتصر محمد مرسي وتحالف الإسلام السياسي، وفشلت جبهة التأزيم بقيادة البرادعي وصباحي وموسى. مر الدستور رغم أنف المال، ورغم أنف الإعلام المحرض. ورغم أنف البلطجة، ورغم أنف الفلول والثورة المضادة، ورغم أنف القضاء المسيس. ورغم أنف أدعياء القانون الذين صدعوا رأس الشعب بمزاعم باطلة وبكلام متناقض عن العيش والحرية والعدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية.
لم ثلاثي أضواء مسرح تحالف جبهة الإنقاذ ومن خلفهم من القيادات التي هي دونهم ديموقراطيين حقيقيين، ولم تكن معركتهم مع الدستور معركة ديمقراطية، أو معركة قانونية. لقد خاض هؤلاء مجتمعين معركة انتخابية قذرة حول البرلمان المصري قبل أن يأتي استحقاق هذه المعركة على المستوى الزمني. المعركة استهدفت تأخير الصوت الانتخابي بآليات محرمة ديمقراطيًا وأخلاقيًا. ولم تستهدف تصحيح مواد مختلف فيها في الدستور أو تعديلها.
الشعب المصري أدرك طبيعة المعركة وأهدافها، واكتشف العناصر المرضية في قادة النخبة المثقفة، وشعر أن اتهامات التزوير، وآلاف الطعون على شاشات الإعلام، والاستغاثة بالدستورية لإبطال الاستفتاء يدل على طفولة ديمقراطية، تحتاج إلى دروس تقوية ووقت أطول للوصول إلى مرحلة البلوغ.
المراهقة ليست مؤهلة للقيادة. والكذب ليس مؤهلاً للنصر، والأصوات الانتخابية لا تتجمع (بمكافلية) ،الغاية فيها تبرر الوسيلة. والإعلام الحرام، والمال الحرام، يحترق في نهاية المطاف، ويكون حسرة على منفقه. ولم تكن مسألة الدستور في مصر تحتاج هذه المعركة التي استهدفت تجربة الإسلام السياسي، ولم تستهدف الدستور نفسه.
لقد قدم محمد مرسي نموذجًا للرئيس الذكي الصابر رغم أن نعوت المعارضة له جاءت في الاتجاه المعاكس. الرئيس محمد مرسي يحمل في صدره تجربة (83 عامًا) من نضال الإخوان ضد الاستبداد، وتجربة (83 عامًا) من الشوق إلى الديمقراطية، واحترام سيادة الشعب.
في انتخابات الرئاسة حصل مرسي على 51.8% من أصوات الناخبين، بسبب تحالف (المال، والإعلام، والفلول، والعملانيين)، وفي انتخابات الدستور حصل مرسي على 64% من أصوات الناخبين، رغم أنف التحالف سالف الذكر، مما يعني أنه حقق في (5 أشهر) ارتفاعًا في الشعبية والقدرة القيادية بزيادة (15 نقطة). ومن المنتظر أن يفوز تحالف التيار الإسلامي في البرلمان القادم بنسبة 70% من المقاعد.
في مصر – حرسها الله – نجحت ديمقراطية الاسلاميين الحقيقية، وفشلت ديمقراطية العلمانيين المزيفة، وعرى صندوق الانتخاب مجموعة المراهقين المتشوقين لكرسي الرئاسة قبل أن ينضجوا، وأحسب أن بعضهم سيفشل غدًا في الحصول على مقعد في البرلمان، فالرسوب ولود، والنجاح ولود.
انتصرت غزة في معركة الأيام الثمانية (حجارة السجيل)، وانتصرت غزة في معركة الدستور في مصر، لأن معركة الدستور ليست نصرًا لمصر وحدها، بل هي نصر حقيقي ومهم لغزة، كما هو نصر للربيع العربي، ونصر للديمقراطية الإسلامية المفترى عليها.
الشبكات الاجتماعية
تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية