انقلاب وغرب متلعثم
د. يوسف رزقة
وصفت تركيا وتونس وغيرها كألمانيا ما وقع في مصر بقيادة الجيش بالانقلاب العسكري. وأبدت دولًا أخرى كالاتحاد الأوروبي تلعثمًا في الوصف، وجمعت في كلامها أخلاطا فقالت: (الانقلاب بتأييد شعبي)، بينما وصفه تحالف الأحزاب الإسلامية بالانقلاب على الشرعية وعلى الإرادة الشعبية التي جاءت بمحمد مرسي حاكمًا للبلاد في أول انتخابات حرة ونزيهة، ووصفه محمد مرسي بانقلاب مكتمل الأركان.
إن توصيف ما حدث مهم في السياسية الدولية، حيث ترفض العديد من الدول المستقرة التعامل مع قادة الانقلاب ، بسبب احتجاجات الرأي العام في هذه البلدان الذي يرى التغيير من خلال آليات ديمقراطية لا عسكرية، وهو لا يستطيع أن يدافع عن ثقافته وقيمه وهو يرى حكوماته تكيل بمكيالين في مسألة الانقلابات.
السياسة الدولية مسكونة بكثير من النفاق، وبالكراهية للتيارات الإسلامية، لا في مصر وحدها، بل في جميع الدول، وهي كراهية موروثة من العهود الصليبية والاستعمارية، وكأن ثمة تعاقد دولي لمنع الإسلاميين من الوصول إلى سدة الحكم، وإذا وصلوا فيجب ألا ينجحوا.
لذا أنت لا تجد موقفا أخلاقيًا للدول الاستعمارية يعبر عن قيم ديمقراطية يزعمونها حين يتعلق الأمر بالتيارات الإسلامية، كما هو الحال الآن في تلعثمهم في وصف ما حدث في مصر.
حرية الإعلام والتغطية الإخبارية إحدى الوسائل الديمقراطية التي يدافع عنها الغرب والديمقراطيات العالمية ، ولكن هذا الدفاع يتبخر عندما يتعلق الأمر بفضائيات إسلامية، أو فضائيات تقترب من الإسلاميين كالجزيرة، فلقد أغلق أمن الدولة والجيش فضائية (مصر 25 والناس، والرحمة، والمجد، والجزيرة مباشر مصر) بعد دقائق من بيان الجيش.
لم نسمع تعليقًا نقديًا للإجراء لا من الدول الغربية، ولا من اليبراليين ولا من اليساريين، ولا من منظمات حقوق الإنسان، ولا من وسائل الإعلام التي منحها محمد مرسي أكبر وأوسع حرية إعلامية في التاريخ المصري الحديث. حتى أن الصورة الإخبارية لتداعيات المشهد بعد الانقلاب لا تبثها هذه الفضائيات، وتتعمد التعميم ، والتحريف الإعلامي.
في مصر الآن مظاهرات ضخمة يقودها التحالف الوطني الإسلامي في رابعة العدوية والاتحادية، وميدان النهضة، وفي المحافظات المصرية كافة، وقد نقلت فضائية القدس مشاهد لهذه المظاهرات المليونية المطالبة بعودة الشرعية، والرافضة لتدخل الجيش في السياسة.
الإعلام الحر هو حق المواطن، وهو عين المواطن على الواقع، ومن خلاله يتعرف على الصورة والصورة المقابلة، ومن يزعمون أن الشعوب معهم لا يخافون الحرية الإعلامية، ولا يحجب الإعلام عن الناس إلا ضعيف الموقف، الخائف من ردود الأفعال. لقد ضرب محمد مرسي الرقم القياسي العالمي في التساهل مع الإعلام ، وحماية حرية الإعلام، وربما دفع منصبه ضريبة لهذه الحرية الإعلامية المتساهلة، لأنه أراد أن يقول للعالم أن التيار الإسلامي يعمل في الشمس، ويتقبل الآخر، ويرفض تكميم الأفواه والتعتيم على الحقيقة، ولا أحسب أن قائدًا نجح في هذا مثلما نجح محمد مرسي أول رئيس مدني منتخب.
د. يوسف رزقة
وصفت تركيا وتونس وغيرها كألمانيا ما وقع في مصر بقيادة الجيش بالانقلاب العسكري. وأبدت دولًا أخرى كالاتحاد الأوروبي تلعثمًا في الوصف، وجمعت في كلامها أخلاطا فقالت: (الانقلاب بتأييد شعبي)، بينما وصفه تحالف الأحزاب الإسلامية بالانقلاب على الشرعية وعلى الإرادة الشعبية التي جاءت بمحمد مرسي حاكمًا للبلاد في أول انتخابات حرة ونزيهة، ووصفه محمد مرسي بانقلاب مكتمل الأركان.
إن توصيف ما حدث مهم في السياسية الدولية، حيث ترفض العديد من الدول المستقرة التعامل مع قادة الانقلاب ، بسبب احتجاجات الرأي العام في هذه البلدان الذي يرى التغيير من خلال آليات ديمقراطية لا عسكرية، وهو لا يستطيع أن يدافع عن ثقافته وقيمه وهو يرى حكوماته تكيل بمكيالين في مسألة الانقلابات.
السياسة الدولية مسكونة بكثير من النفاق، وبالكراهية للتيارات الإسلامية، لا في مصر وحدها، بل في جميع الدول، وهي كراهية موروثة من العهود الصليبية والاستعمارية، وكأن ثمة تعاقد دولي لمنع الإسلاميين من الوصول إلى سدة الحكم، وإذا وصلوا فيجب ألا ينجحوا.
لذا أنت لا تجد موقفا أخلاقيًا للدول الاستعمارية يعبر عن قيم ديمقراطية يزعمونها حين يتعلق الأمر بالتيارات الإسلامية، كما هو الحال الآن في تلعثمهم في وصف ما حدث في مصر.
حرية الإعلام والتغطية الإخبارية إحدى الوسائل الديمقراطية التي يدافع عنها الغرب والديمقراطيات العالمية ، ولكن هذا الدفاع يتبخر عندما يتعلق الأمر بفضائيات إسلامية، أو فضائيات تقترب من الإسلاميين كالجزيرة، فلقد أغلق أمن الدولة والجيش فضائية (مصر 25 والناس، والرحمة، والمجد، والجزيرة مباشر مصر) بعد دقائق من بيان الجيش.
لم نسمع تعليقًا نقديًا للإجراء لا من الدول الغربية، ولا من اليبراليين ولا من اليساريين، ولا من منظمات حقوق الإنسان، ولا من وسائل الإعلام التي منحها محمد مرسي أكبر وأوسع حرية إعلامية في التاريخ المصري الحديث. حتى أن الصورة الإخبارية لتداعيات المشهد بعد الانقلاب لا تبثها هذه الفضائيات، وتتعمد التعميم ، والتحريف الإعلامي.
في مصر الآن مظاهرات ضخمة يقودها التحالف الوطني الإسلامي في رابعة العدوية والاتحادية، وميدان النهضة، وفي المحافظات المصرية كافة، وقد نقلت فضائية القدس مشاهد لهذه المظاهرات المليونية المطالبة بعودة الشرعية، والرافضة لتدخل الجيش في السياسة.
الإعلام الحر هو حق المواطن، وهو عين المواطن على الواقع، ومن خلاله يتعرف على الصورة والصورة المقابلة، ومن يزعمون أن الشعوب معهم لا يخافون الحرية الإعلامية، ولا يحجب الإعلام عن الناس إلا ضعيف الموقف، الخائف من ردود الأفعال. لقد ضرب محمد مرسي الرقم القياسي العالمي في التساهل مع الإعلام ، وحماية حرية الإعلام، وربما دفع منصبه ضريبة لهذه الحرية الإعلامية المتساهلة، لأنه أراد أن يقول للعالم أن التيار الإسلامي يعمل في الشمس، ويتقبل الآخر، ويرفض تكميم الأفواه والتعتيم على الحقيقة، ولا أحسب أن قائدًا نجح في هذا مثلما نجح محمد مرسي أول رئيس مدني منتخب.
الشبكات الاجتماعية
تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية