باعونا بيعة الحمار
مجدولين حسونة
سيادة الرئيس : تَعودنا أن لا نرى فِعلكَ على أرض الواقع، والبارحة أثناء إعتصام أهالي الأسرى أمام مقر الرئاسة في رام الله لم نرى وجهكَ أيضا، ما أثار غضب الأهالي مُعتبرين ذلك تقصيرا مِنكَ بحقهم، ألا يستحق الأهالي أن تربِتَ على غياب أبنائهم!.
خلال تواجدي في الاعتصام الذي جاء أهالي الأسرى إليه من أجل أن يشاهدوا شيئا مختلفا عن الاعتصامات السابقة، لفتت انتباهي عجوز في السبعين من عمرها تصرخ بصوت عال وتعتب على الرئيس الذي تنازل عن كل شيء إلا عن الصعود نحو مشاعرهم، هذه العجوز هي أم الأسير ناجح مقبل التي بدأت تتحدث لي عن معاناتها خلال 24 سنة في زيارة ابنها ولم ترى أي جهة رسمية سألت عنها أو عن احتياجاتها، قالت وبصريح العبارة:" كلو كذب بكذب، أنا خرجت مِن الاعتصام قبل أن ينتهي لأنني لا أريد سماع الكلام الفاضي، جئتُ هنا لأنني توقعت أن يكون الرئيس بيننا، باعونا بيعة حمار، أخذو على حسابنا رُتَب ومعاشات ".
هذا الوقع إذا، يفهمهُ الكبير والصغير، واقع الخطابات الرنانة والشعارات التي تبني قصورا من الكلام، واقع الرئاسة التي تتظاهر بالحرص على قضية الأسرى وتسمح لأجهزتها الأمنية بإعتقال الأسرى المحررين بدلا من احترام نضالهم وفكرهم، واقع الخوف على مصالح العدو ومنع أي تصعيد من أجل الأسرى.
كل الفصائل الفلسطينية تتحمل مسؤولية حياة الأسرى وقضيتهم، وهذا الإهمال واضح من خلال قلة مشاركتهم بالاعتصامات، أين نواب التشريعي؟ أين ممثلو الفصائل والشخصيات الرسمية، مَن يجب أن يبادر لمثل هذه الوقفات؟ الشعب أم أؤلئك الذين يمثلون الشعب؟
أتواجد في كل اعتصام تقريبا، ولا أرى سوى الأهالي، وعندما نسأل عنهم يعتذرون بحجة أن أحدا لم يبلغهم !
متى نفهم أن الاعتصامات الشعبية هي الأكثر جدوى والأكثر تأثيرا في سياسة العدو، وهذا ما قاله الأسير المحرر بلال ذياب من خلال تجربته في الإضراب، إذ كان يلاحظ ارتباك ضباط الإحتلال عندما يسمعون بأي تصعيد من الشعب على أرض الواقع، وإلا لماذا عرض الشاباك على الأسير حسن الصفدي صورا للاعتصامات التي نخرج بها لأجله ليخبروه عن قلة عدد المشاركين فيها، ويركزون على الصور التي يظهر فيها عدد قليل من المشاركين، وهذا طبعا لإضعاف نفسية الأسير وصموده. لكننا لا نفهم !
"باعونا بيعة الحمار"
حاشاكِ أماه، نَحنُ الذين "كالحمار" يجر أسفاره وأقلامه وخيباته وخذلانكم، نحنُ مَن سمحنا للفاسدين باعتلاء ظهورنا ومشينا تحت صوت الخوف ولقمة العيش نحو هاويتنا.
تاجروا بِنا وتجبروا علينا ونحن شعب الجبارين بصمودكم والجبابرة بخيانتهم لكم.
الأسرى هي الدولة التي تستحق أن نُعلن لها الولاء، لا دولتهم التي يشحدونها من عدونا.
الشبكات الاجتماعية
تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية