أ.د يوسف رزقة

بالعبريــــة... بقلم : أ.د يوسف رزقة

الأربعاء 28 أبريل 2010

بالعبريــــة

أ.د يوسف رزقة



عباس يسخر من الانتفاضة. هو يزعم أن قيادات صهيونية قالت: ( مطلوب عمل انتفاضة ). (إسرائيل) في نظر عباس في ضائقة وأزمة داخلية ودولية لذا فهي ترى أن المخرج منها دفع الفلسطينيين لعمل انتفاضة . بلغة عباس: ( مشان الله اعملوا انتفاضة ) !


من المؤسف أن تصدر هذه الأقوال من رئيس حركة فتح وفي اجتماع الدورة الثالثة للمجلس الثوري لحركة فتح في رام الله . مناط الأسف في نقطتين:


الأولى: أنه يتهم ضمنياً الانتفاضتين السابقتين بأنهما كانتا استجابة لإرادة إسرائيلية ، وأنهما حققتا المصالح الإسرائيلية ، وكأن الانتفاضة التي وصفها الشعب الفلسطيني كله بمن فيه فتح (بالمباركة) كانت نقمة على الفلسطينيين ، وكانت في الجوهر غير مباركة . إننا أمام تحليل عجيب غريب ، فيه تبسيط شديد وانحراف بالرأي العام نحو الانقلاب على الانتفاضة ، وكراهية المنتفضين ، باعتبار أن نتائج الانتفاضة كانت وبالاً على الشعب الفلسطيني.


هذا التحليل العجيب ليس تحليلاً فلسطينياً البتة ، إنه تحليل عبري وقراءة عبرية قديمة جديدة لإحباط كل عمل فلسطيني شعبي يتحرك أو يمكن أن يتحرك ضد الاحتلال . لقد سمعنا هذا التحليل من رابين ومن بيرس ، ومن شارون و أولمرت ، واليوم يكرره على مسامعنا محمود عباس ؟!!


لم يكن عباس موفقاً حين قال على لسان الإسرائيليين ( مشان الله اعملوا انتفاضة ) وكأن (إسرائيل) في مأزق خطير ، وانتفاضة فلسطينية ثالثة يمكن أن تخرج (إسرائيل) من مأزقها؟! (إسرائيل) في الحقيقة في مأزق وانتفاضة ثالثة ستزيد من مأزق (إسرائيل) ، وستزيد من كراهية العالم لها ، وستعجل في الحرية وتقرير المصير ، ولكن هذه الانتفاضة تواجه قمع سلطة عباس وفياض لذا فهي تأخرت عن موعدها بسببهما ، فلا يعقل أن تتقدم (إسرائيل) بشكل جنوني في تهويد القدس الشرقية ويبقى الشعب بلا انتفاضة تعبر عن قرفه من السلطة ومن خيار المفاوضات والتصفية .


والثانية أن عباس قال مقالته الساذجة أمام مؤسسة فتحاوية تحمل اسم (المجلس الثوري) لحركة فتح . والانتفاضة عادة هي تعبير شعبي عن الثورة ، فلا يعقل أن يتحدث عباس متهماً الانتفاضة أمام (ثوري فتح) وكأنها مشروع إسرائيلي, أيجدر بفتح تصويب كلام عباس ورده ، أو تغيير مسمى مجلسها ليصبح (مجلس المفاوضات والتسوية) لا المجلس الثوري ، الانتفاضة إحدى مفردات الثورة وإلا فلا ؟!!


رحم الله الانتفاضة التي أحيت منظمة التحرير وأحيت حركة فتح ، وأحيت الشعب الفلسطيني بكامله ، وأيقظت الغافلين في الأمتين العربية والإسلامية ، وقالت لهم جميعاً إنه ثمة أمل في تحقيق التحرير وتقرير المصير باليد الفلسطينية العاملة والقابضة على جمرتي الوطن والدين . لقد عرف العالم كله شرقه وغربه ، شماله وجنوبه فلسطين من خلال الانتفاضتين المباركتين ولم يعرفوها من خلال اتفاقية أوسلو ، أو سفريات محمود عباس ، أو حواراته التضليلية مع أولمرت وتسيفي لفني وقادة الاحتلال .


الانتفاضة تقدمت بالحق الفلسطيني إلى الأمام, هكذا تقول كل الدراسات الأكاديمية المسؤولة ، والمفاوضات السرية وغير الموزونة أخرت التحرير وتقرير المصير إلى عقود زمنية عديدة ، وغطت على إجراءات تهويد القدس وتزايد الاستيطان ، وجعلت العالم يعيش في وهم واسترخاء السلام .
جبل يدعى حماس
سأموت ولكن لن ارحل
يا رب انت العالم
يوم تجثو كل أمّــة
علم .. مقاومة .. حرية

الشبكات الاجتماعية

تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية

القائمة البريدية