بقبضة حديدية نتنياهو يتوعد ويهدد الأسرى الفلسطينيين ... بقلم : آمال أبو خديجة

الإثنين 27 يونيو 2011

بقبضة حديدية: "نتنياهو" يتوعد ويهدد الأسرى الفلسطينيين



آمال أبو خديجة


كما اعتاد دائما في سياسته اتجاه الشعب الفلسطيني، باستخدامه أساليب الترهيب والوعيد، لأجل أن يحقق المصالح، فيتوعد رئيس الحكومة الإسرائيلية " نتنياهو " بصوته المتعجرف، الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية، بأنه سيغير من أسلوب ممارسته وتدليله لهم، وأن وقت العقوبة والتهديد قد حان، وأن القادم على حياتهم، سيكون أشد وأقسى، فيتوعدهم بتشديد الخناق عليهم، وبسلبهم من الحقوق التي عاشوا بها سابقا في نعيم، لأنهم كما يدّعي مرفهون في سجونه.

يتوعد بنبرة صوته المتطرفة، البعيدة عن الإنسانية، كأن الأسرى يقبعون في سجونه، يتمتعون بكافة الحقوق الإنسانية، التي نصت عليها اتفاقية جنيف الرابعة، أو قوانين حقوق الإنسان،أو حتى قوانينهم الإسرائيلية، وكأن إدارة سجانيه تسعى لاحترام الإنسان، فتمارس أرقى المعاملات الأخلاقية في معاملاتها مع الأسرى الفلسطينيين أينما وجدوا، سواء في غرف التحقيق، أو غرف السجن وخيامها، أو في مسكوبيات الاحتجاز، أو حتى في قاعات المحاكم، ومسافة التنقل في الحافلات بين السجون.

فمنذ اللحظات الأولى لوجود الاحتلال الإسرائيلي على أرض فلسطين،وبداية تشكل الحركة الأسيرة في السجون الإسرائيلية، يعاني الأسرى في السجون الإسرائيلية، من كافة أساليب الحرمان والتعذيب والانتهاك للحقوق الإنسانية، حيث يقبع خلف القضبان كثير منهم، دون محاكمة، ولا اعترافات ولا تهم واضحة، ويقع الحكم الإداري على كثير منهم، كإجراء وقائي وحماية أمنيه لهم، دون أن يصدر عن الأسير ما يستحق الأسر، حسب اتفاقية لاهاي لعام 1907، وجنيف الرابعة، ويقع الحكم المؤبد لسنوات طويلة، لأعداد كثيرة منهم، دون مبررات تتناسب مع وجود هذا الحكم، ويُحرم الأسرى من أهم الاحتياجات الضرورية للبقاء، فلا ينال الأسرى حقهم في العلاج والدواء، ويبقى كثير منهم يعاني ويصارع المرض، دون نظرة رحمة ولا إنسانية منهم، لتقديم العلاج الضروري، حيث هناك من يعاني أمراضاً خطيرة كالسرطان وغيرها، ويحتاج إلى العلاج الدائم والمستمر، فلا ينال إلا الإهمال والتأخير في العلاج، ويمارس الأسرى الإضراب عن الطعام، كوسيلة وحيدة لأجل نيل حقوقهم، وانتزاعها من أيدي سجانيهم، وكثيرا ما يزداد تعجرف إدارة السجون، وعدم تجاوبها مع الأسرى ومطالباتهم، كما ويحرم الأسرى من حقهم في التعليم، والانتساب للجامعات، حيث توضع قيود كثيرة قبل أن يسمح لأحد بنيل ذلك الحق، ويعاني الأسرى من مداهمات كثيرة لغرف السجن، ويتم الاستيلاء على الكتب والمراجع الثقافية، والأغراض الشخصية، لزيادة القهر والإذلال، حتى حاجاتهم الضرورية من الطعام والشراب، لا تقدم لهم بطريقة إنسانية وصحية، حيث تقدم بأساليب تقرف النفس، مما يضطر الأسير الفلسطيني لشراء طعامه على حسابه الخاص من " الكنتين " الموجود داخل السجن، وإن قدّم الطعام فلا يكفي لحاجة الجسم، ولا يتناسب مع الغذاء الصحي المتكامل، الذي يجب أن يحظى به الإنسان البالغ، كي يستمد الطاقة والقدرة على الحركة، فيبقى كثير من الأسرى يعانون فقر الدم، أو سوء التغذية، ويتم أحيانا حرمان الأسرى من بعض الوجبات الغذائية، كأسلوب ضغط عليهم، ومحاولة كسر لإرادتهم، كما ويعاني بعض الأسرى من المكوث في العزل الانفرادي، منذ سنوات عديدة، حيث يشعر الأسير أنه بين الأموات، وبعيداً عن الإحساس بالحياة، ومن أشد ما يعانيه الأسرى من حرمان، حرمانهم من زيارات الأهل، التي تبقى أملهم الكبير في التصميم على التحدي والبقاء، فيبقى الأسير يعد الأيام والساعات، لأجل أن تحين لحظة لقائه مع أهله، لأوقات قليله لا تكفي لإشباع النفس والقلب والعين من رؤيتهم، كما ويبقى الأسرى، يعانون الكثير من الممارسات الإسرائيلية اللانسانية، داخل سجون الظلم والاحتلال.

فيخرج " نتنياهو " هذه الأيام، متوعداً بعجرفته وغروره، هؤلاء الأسرى، كأنهم المجرمون الذين تجاوزا حدود الإنسانية، أما هو، فقد تمادى معهم في عطفه وحنوه ومراعاته لظروفهم، فالآن حان وقت الترهيب والقبضة الحديدة،في معاملته معهم، فماذا بقي لم يمارسه بسياسته الظالمة، هل سيقوم بإبادة جماعية للأسرى، أو ينفيهم في قبور منعزلة تحت الأرض، أم سيمنع عنهم الهواء والتنفس، فيموتوا في غرفهم، ماذا ستفعل إدارة سجونه من أساليب مبدعه وحديثة، لهؤلاء الأسرى المناضلين، الذين لا يقلقهم نبرة صوته، ولا يرهبهم تهديداته ووعيده، ولن يردعهم عن الاستمرار في النضال والمقاومة والتحدي، لأجل نيل الحقوق والحريات، إنهم رجال عرفوا معنى الحياة وقيمتها، ورضعوا مفهوم الصمود والثبات، فلا يتوهم " نتنياهو " أن الأسرى سيركعون مقبلين يديه لنيل رحمته، إن كان يشعر بذلك المفهوم الإنساني، فلن تتراجع خطواتهم للوراء، وستبقى متقدمه نحو هدف هدم الجدار، ونيل الحرية والكرامة، والمطالبة بالحقوق المشروعة،والثبات على المبادئ والقيم.

إن " نتنياهو " عندما يتحدث بهذه النبرة مع الأسرى، إنما ذلك لغاية في نفسه، فهو يحاول أن يستخدم قضيتهم، للمساومة والضغط ليحقق مكاسب في عملية التفاوض، حول صفقة التبادل مع الجندي " شاليط "، وكذلك يعمل على استرضاء أسرة الجندي، من خلال ما يصدره من مهاترات وتحذيرات للأسرى، وخاصة بعد أن أعلن مجموعة من المتضامين ومسئولين اسرائيلين رغبتهم في سجن أنفسهم في زنزانة، تضامنا مع الجندي المخطوف " شاليط "، كما أن " نتنياهو " يسعى لأجل أن يرضى بعض الأحزاب في حكومته، لينال تحقيق مصالحة في سياسته، فهذا السلوك إنما يعبر عن ضعف واهتزاز كيانه الداخلي، وعجزه عن القدرة على كسر إرادة الأسرى، وإرادة الشعب الفلسطيني، فكم توعدت الحكومات الإسرائيلية منذ سنوات الاحتلال كلها، الشعب الفلسطيني بالنفي والإبادة، والإلقاء به على الحدود، أو في عمق البحر، ولكن هل استطاع ذلك التهديد أن يضعف من قوة ارادة الشعب الفلسطيني في جبهاته كلها، وإقباله على الحياة، هل استطاع أن يرجع خطواته للوراء، ويحجزه واقفا في زاويا بعيدة عن حقوقه المسلوبة، هل استطاع الكيان الإسرائيلي أن يدمر نفسية المقاومة، أو يحبطهم فيستسلموا رافعين الرايات البيضاء، أم أن النضال والإصرار على التحدي، ونيل الحقوق، واسترداد الأرض، والثبات على المبادئ والقيم في ازدياد .

فليصرخ " نتنياهو " بصوته كما يشاء، وبما يشاء، وليخطب أينما كان، ليرضي غروره وسياسته، فصوته وتهديداته لا تزيد الأسرى إلا تصميما على البقاء والتحدي، وفعله هذا لا يعبر إلا عن فقدانه لكل القيم الأخلاقية والإنسانية، التي يتمتع بها بني البشر، فهو عاجز أمام نفسه، فكيف سيستطيع أن يواجه أسوداً مقيدة في زنازينه.

إن قضية الأسرى وما تواجهها من تحديات، والإعلان للمواجهة القوية مع إدارة السجون الإسرائيلية، تحتاج منا أن لا نتغافل عنهم، وأن نقف إلى جانبهم بصورة أكثر دعماً ومساندة، حيث يجب على كافة شرائح المجتمع، أن تقف وترص الصفوف إلى جانبهم، وتطالب بالإفراج السريع عنهم جميعا، ويجب على أفراد الشعب أينما تواجدوا، أن يساهموا في رفع الظلم والقهر والإذلال عن أسرانا البواسل، فتقام فعاليات عديدة، واعتصامات ومشاركات في مسيرات، ومطالبات من قبل هيئات حقوق الإنسان المحلية والدولية، من أجل تحرير أسرانا وإعادتهم إلى أهلهم وديارهم سالمين، قبل أن يصبهم الاحتلال بكثير من الأذى، الذي لا يعرف رحمة ولا إنسانية ولا احترام لحقوق الإنسان، كما لا ننسى أيضاً، أن ندمج قضية المبعدين مع قضية الأسرى، ونطالب بعودتهم إلى ديارهم التي أبعدوا عنها، دون أي سند قانوني ولا إنساني.
جبل يدعى حماس
سأموت ولكن لن ارحل
يا رب انت العالم
يوم تجثو كل أمّــة
علم .. مقاومة .. حرية

الشبكات الاجتماعية

تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية

القائمة البريدية