بكاء على جبهة القدس ... بقلم : علاء الريماوي

الأحد 23 ديسمبر 2012

بكاء على جبهة القدس

علاء الريماوي

في تنقلك حول حدود مدينة القدس يمكن مشاهدة وتيرة البناء للوحدات السكنية و الاستعمارية في مدينة القدس، مئات الوحدات المنتشرة بالقرب من جبل إبو غنيم، و النبي يعقوب، و مستعمرة معالي ادوميم، و مجمع عصيون في الجنوب، والأخطر من كل ذلك هو مسار البناء المتواصل في كافة المغتصبات الحدودية مع مدينة القدس.

في متابعتي لما يصدر عن اللجنة اللوائية المختصة بمتابعة إقرار البناء في مستوطنات القدس ومحيطها لا يتسق ما هو معلن مع ما هو منفذ على أرض الواقع إذ تفوق حركة البناء في القدس ما يتم تناوله في الإعلام.

لكن الفعل الخطير الذي نريد التنويه إليه اليوم هو ما يتم تدواله ا في الصحافة العبرية من تركيز البناء في المناطق القريبة من بيت حانينا، جبل أبو غنيم، و المنطقة الفاصلة بين القدس وبلدة العيزرية و التي يدار بالقرب منها مخطط كبير من خلال تجهيزات للبناء في منطقة ما يعرف ب (ي 1 ) والتي يمكن بها شق الضفة الغربية من المنتصف.

هذا العمل الإسرائيلي ليس معزولا عن موجة إعلانات للبناء في مدينة القدس وصلت إلى أكثر من 3000 وحدة سكنية في غضون الأسابيع الثلاث الماضية والتي بات مشهد التعاطي معها طبيعيا.

حديث البناء ليس وحيدا في حركة التهويد في مدينة القدس بل يتجاوزه اليوم لتسارع في السيطرة على البيوت الفلسطينية في البلدة القديمة ومحيط المسجد الأقصى عبر أدوات مختلفة وطرق شتى.

هذا الواقع وإن كثر حديثنا فيه كمختصين إلا أن حركة التفاعل معه باتت ضعيفة من المؤسسات والأحزاب و الهيئات لقناعة أن إسرائيل ماضية في عملها دون الالتفات لأحد.
الحديث هذا في شقه الأول صحيح وفي شقه الآخر عجز، لأن المؤسسة الإسرائيلية تفهم أن حالة الموات التي تعيشها الساحة الفلسطينية في نصرة القدس هي التي تدفعها للعمل على تجاوز الخطوط الحمراء.

في متابعتي لردة الفعل الفلسطينية لا يمكن الحديث عن حراك جوهري يوازي حجم الجريمة المقترفة ولا يمكن الحديث عن قناعة أن القدس باتت لدى راسم السياسة في السلطة، الفصائل قد انتقل من مرحلة المشاهدة إلى مرحلة الدفاع والمقاومة.

ما نريده اليوم من حراك فلسطيني يمكن تلخيصه من خلال الآتي:

1. إعلان السلطة الفلسطينية رسميا قرارها التوجه إلى المحكمة الدولية وممارسة حقها في ذلك.

2. العمل على وقف التنسيق الأمني مع إسرائيل التي أخلت بكل ضوابط العلاقة مع السلطة الفلسطينية.

3. حشد الجهد الفلسطيني من خلال إعلان حراك لمقاومة شعبية عامة لمواجهة السلوك الإسرائيلي في تعاطيه ملف الضفة الغربية والقدس.

4. توحيد حالة المقاومة بين الضفة الغربية وقطاع غزة لمسألة الهجمة الصهيونية على القدس.

5. التأسيس لجبهة وطنية جامعة تحمل هم القدس ومواجهة التهويد من خلال منظومة عمل واضحة ومحددة.

6. الذهاب الفوري لإعلان على مستوى قيادة الفصائل الفلسطينية للمضي في رسم معالم الوحدة الوطنية وطي صفحة الانقسام على قاعدة المواجهة للمشاريع الصهيونية.

هذه النقاط هي جزء من فعل يمكن أن يضاف إليه الكثير في مرحلة تحتاج القدس فيها إلى نصرة حقيقية، أما أن يظل قوام الفعل البكاء على جبهة القدس فهذا عين العجز، وجوهر الخيانة التي نحمل.

اليوم لا بد من وضع العرب أمام مسؤولياتهم التي تفوق في حالة إجرامها ما حدث في قطاع غزة أيام الحرب الماضية والتي وقف فيها العرب لأول مرة موقف يمكن أن يذكر لهم.

في الختام : وحتى لا نظل في لوحة الدعوة والرجاء، ما يمكن قوله: القدس انتقل الخطر المحدق بها إلى مرحلة القتال على بقية من تاريخ عربي إسلامي ظل صامدا بصعوبة، لذلك اليوم نطلقها حذاري أن نغادر من عالم الفعل إلى مرحلة من النسيان الذي سنخسر فيه كل شيء.

جبل يدعى حماس
سأموت ولكن لن ارحل
يا رب انت العالم
يوم تجثو كل أمّــة
علم .. مقاومة .. حرية

الشبكات الاجتماعية

تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية

القائمة البريدية