بكيرات: الحفريات في الأقصى لـ"تحقيق الرواية اليهودية"

الإثنين 16 مارس 2015

بكيرات: الحفريات في الأقصى لـ"تحقيق الرواية اليهودية"

مخططات عدة تتعرض لها مدينة القدس المحتلة بشكل عام، والمسجد الأقصى بشكل خاص.. هذه المخططات التي تتشعب في آليات تنفيذها وطريقة التنفيذ، تستهدف جميعها تغيير الطابع الإسلامي العربي وهوية المدينة المقدسة، وذلك لتحقيق الرواية اليهودية التي يسعى الاحتلال لترسيخها لمن يزور مدينة القدس المحتلة.

الدكتور ناجح بكيرات، مدير التعليم الشرعي والتأهيل في دائرة الأوقاف الإسلامية، وفي لقاء خاص مع "المركز الفلسطيني للإعلام"، للحديث عما يقوم الاحتلال به من حفريات متواصلة في مدينة القدس وبشكل خاص أسفل ومحيط المسجد الأقصى، يؤكد أن هناك مساعي صهيونية لخلق واقع جديد تحت الأرض وفوقها لتحقيق الرواية اليهودية.

ويشير بكيرات إلى أن "الحفريات بدأت فعليا عام 1967 وقد بلغ مجموعها منذ احتلال المدينة وحتى الآن أكثر من 64 حفرية، منها 48 حفرية تم حفرها، وباقي الحفريات نشطة وما تزال موجودة داخل البلدة القديمة وفي بلدة سلوان ومحيط أسوار البلدة القديمة بالمدينة".

أهداف مرحلية

ويرى بكيرات أن الهدف الأول للحفريات يتمثل في مصادرة الأرض، فكل مكان تجري به حفريات يحول إلى منطقة مغلقة يمنع الاقتراب أو الدخول لها، وبذلك يتحكم الاحتلال بهذه البقعة من الأرض.

ويشير بكيرات إلى أن هناك عدة جهات تنفذ عملية المصادرة والحفر، تتمثل في وزارة السياحة والآثار الصهيونية أو سلطة تطوير ساحة البراق الصهيونية، أو مؤسسة "الحفاظ على التراث اليهودي".

أما الهدف الثاني من الحفريات التي يسعى لتحقيقها الاحتلال تتمثل في زعزعة الوجود المقدسي؛ حيث إنه في أعقاب مصادرة أي أرض يتم إعداد مخططات هندسية لها ثم البدء بحفريات أفقية وعامودية، وهذا يؤثر بشكل مباشر على بيوت المقدسيين.

ويتابع بالقول: عمليات الحفر بالقرب من منازل المواطنين تسعى إلى زعزعة أمنهم ودفعهم لهجر المكان وطردهم ثم تتم عملية تهويد المنطقة، واستغلالها كمناطق سياحية دينية "يهودية تلمودية" وتقديم الرواية اليهودية.

حرب الحفريات

ولخطورة هذه الحفريات، وانعكاستها على الأرض وعلى المقدسيين، يفضل بكيرات تسميتها بـ"حرب الحفريات"؛ إذ إنها تشكل خطورة أكثر من "الحروب العسكرية".

ولتنفيذ هذه الحفريات، يوضح بكيرات أنه يتم استخدام "أدوات خطيرة جداً مثل الجرافات والبواقر الكبيرة والحافرات وتستخدم أيضاً مواد كيماوية لإذابة الصخور وهي غير مشروعة، وهذه تؤدي إلى تشويه الممتلكات الحضارية والإسلامية التي يعود تاريخها إلى العصر الحديدي".

وتابع بالقول: "من يعمل على توجيه هذه الحفريات وإدارتها وتخطيطها هم جنرالات عسكريون، القضية ليست قضية علمية أثرية، بل هي قضية خطرة، وهي قضية حرب على الممتلكات وحرب على الثقافة والهوية".

ويشير بكيرات إلى أن "الحفريات مستمرة ووصلت في محيط المسجد الأقصى بشكل كامل، وخلقت ما يسمى بالحوض المقدس، وخلقت ما يسمى بالمطاهر حيث استغلت الآبار كمطاهر، وهذه المطاهر خلقت جغرافيا جديدة، وعزلت المسجد الأقصى من الناحية الجنوبية والجنوبية الغربية، وهي منطقة باب المغاربة، عزلتهاعن محيطها العربي والإسلامي".

وأوضح أن "الأحياء المقدسية التي كانت تصل إلى الباب الثلاثي في المصلى المرواني وباب المغاربة، طرد منها السكان وأصبحت فارغة تماماً وأصبحت حيًّا يهوديًّا، بفعل وجود حفريات في مغارة الكتان (مغارة سليمان)".

وأشار بكيرات إلى أن "الكثير من المقدسيين يتخوفون بسبب وجود تصدعات وتشققات في مباني منازلهم، نحن أمام حرب لم تنتهِ، وهي حرب غير شرعية وغير قانونية وغير أخلاقية، والاحتلال يعدّ الحفريات أهم حرب مقدسة يخوضها ضد مدينة القدس".

تعتيم متكامل

وما يزيد المخاوف والشكوك حول نتائج هذه الحفريات؛ يقول بكيرات إن "الاحتلال لا يسمح لدائرة الأوقاف الإسلامية الأردنية بالكشف عنها، وبالتالي على الجمهور أن يعلم أننا لا نعلم لأي مدى وصلت هذه الحفريات تحت المسجد الأقصى.. هل فعلاً وصلت إلى مكان طويل؟".

وأوضح بكيرات أن "هناك إشارات ودلالات حول وجود حفريات تحت المسجد الأقصى؛ فشرطة الاحتلال تمنع دائرة الأوقاف الإسلامية الأردنية من ترميم البلاط في المسجد الأقصى، كما وتمنعها من الحفر لتمديد بعض أنابيب الصرف الصحي، وهذا دليل مخاوف الاحتلال من كشف حقيقة الحفريات". 

ونبه بكيرات إلى أن المؤسسة الصهيونية تقوم بتوزيع الأدوار؛ فهناك دور لجهات تعمل تحت أرض مدينة القدس وتحت المسجد الأقصى، وهناك دور لأذرع بلدية الاحتلال التي تهدم المنازل العربية، وبنفس الوقت تصدر تراخيص لآلاف الوحدات الاستيطانية، وهناك دور آخر لاستغلال المعالم كمزارات سياحية حيث يتم تطويق المسجد الأقصى

ويضيف بكيرات، كما أن هناك دورًا لجهاز القضاء الصهيوني، ودورًا آخر لرؤساء المستوطنات والجمعيات الاستيطانية والأحزاب اليمينية لتوفير المقتحمين إلى المسجد الأقصى، ودورًا لكل الدولة العبرية التي تقوم بتوزيع الأدوار من أجل الاستيلاء على الوجود العربي والإسلامي الفلسطيني داخل المدينة المقدسة.

ويختم بكيرات بالقول إن معركة الاحتلال تشن بالتوازي تشمل الإنسان المقدسي والحجر والبشر، وكافة مناحي الحياة, وبالتالي نحن نتنفس الويلات والضربات الصهيونية وهذه الضربات على الإنسان المقدسي من أجل ترحيله وجعل نسبة السكان الأصليين أقلية عام 2040 بنسبة 12%.

جبل يدعى حماس
سأموت ولكن لن ارحل
يا رب انت العالم
يوم تجثو كل أمّــة
علم .. مقاومة .. حرية

الشبكات الاجتماعية

تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية

القائمة البريدية