بيانات الفصائل حول تفاهات الساحة الفلسطينية...بقلم :د. عبد الستار قاسم

الأحد 15 يناير 2012

بيانات الفصائل حول تفاهات الساحة الفلسطينية

د. عبد الستار قاسم


هناك تلاعب مستمر بالساحة الفلسطينية وبالشعب الفلسطيني في الداخل والخارج وذلك بهدف إلهاء الشعب وإبقائه بعيدا عن قضاياه الحيوية والأساسية والمتمثلة باستعادة حقوقه الوطنية الثابتة من بين أنياب الاحتلال ومن والاه من أهل الغرب والعربان. كلما فشلت فكرة تافهة أو ترهة من ترهات القيادات ظهرت علينا فكرة جديدة او ترهة أخرى منمقة. تنشغل وسائل الإعلام والمحللون والفصائل بالجديد وقد تم إلقاء القديم وراء الظهر، وينشط الدعاة والمنظرون في بث الآمال الزائفة في نفوس الناس وليحبطوهم بعد قلة من الأيام.

ظهر علينا مؤخرا استحقاق أيلول، ثم أطلت علينا المصالحة من جديد، ثم مفاوضات عمان، والآن هناك مصالحة مجتمعية لا أعرف معناها بالضبط. ربما هناك نسبة طلاق متزايدة بين الأزواج يحاول المصلحون كبحها قليلا. نحن ننتقل من "لهوجة" سياسية إلى مراهقة، ومن مراهقة إلى ولدنة وصبيانية، وكان الله في عون شعب فلسطين.

المهم أن الفصائل الفلسطينية تنشغل بما يطرأ من أفكار سخيفة وتندمج معها، وتصدر البيانات الخطيرة والهامة بشأنها. نشطت الفصائل كثيرا أيام استحقاق أيلول، وانبرت أقلامها إن بقي لديها أقلام تأييدا وتحليلا وتفاؤلا، وأشبعت الشعب بالكثير من الخير الوفير. وبعد أن غابت شمس أيلول، سطعت شمس المصالحة، فانبرت الفصائل تمتدح وتهلل وتكبر وتعد الشعب الفلسطيني بالفرج القريب.

لم يطل الوعد الكاذب حتى خيم ظلام المفاوضات في عمان، فنشطت الفصائل في الهجوم وتحذير الشعب الفلسطيني من العواقب الوخيمة المترتبة على هذه المفاوضات، وتم كيل التهم للقيادة بسبب خروجها عن الإجماع الوطني. ولا تخلو الساحة الآن من بيانات فصائلية تمجّد المصالحة المجتمعية.

لا أدري فيما إذا قال أحد للفصائل الفلسطينية بأن الناس لا يقرأون بيانات، ولا ثقة لهم بالبيانات، وإن كان هناك من يقرأ مثلي فذلك للتأكد من الهبوط الوطني الذي تعاني منه الفصائل، ومن غياب الحس بالمسؤولية الوطنية. الفصائل تسيء لنفسها ببياناتها، ومن الأفضل لها أن تبقى صامتة لأنها كلما نطقت خرجت عن الصواب.هناك وضع فلسطيني غير سوي ومشؤوم، ويتطلب حشد الطاقات لتغييره، وليس لبيانات تذكر محاسنه وتستذكر أيام النضال الفلسطيني.

ما كان قد كان، وشكرا للذين ضحوا، ولكن اللعنة تحل على الذين يتغنون بمن ضحوا ولا يعملون عمل الذين ضحوا. نحن بحاجة إلى ثورة، ومطلوب من الفصائل المساهمة في ثورة شبابية فلسطينية في كافة أماكن تواجد الشعب الفلسطيني من أجل قلب هذه الأوضاع المأساوية في الساحة الفلسطينية والتي وصلت إلى حد التنسيق الأمني مع الاحتلال.

وإذا كانت الفصائل عاجزة عن تجديد نفسها وقياداتها من أجل أن تنهض بالشعب، فلها أن تصمت وتأخذ مستحقاتها المالية دون ضجة مغلفة بما يسمى المصلحة الوطنية.الدعوة موصولة لكل شباب فلسطين أن يحزموا أمرهم، فالوطن يتطلب التضحيات. نحن في تيه وضلال، ولا مفر من طاقات الشباب لتغيير الأوضاع الفلسطينية. ولن نكون قادرين على مواجهة العدو إن لم نكن قادرين على مواجهة أنفسنا بالحقيقة، وتغيير واقعنا بواقع يتناسب مع متطلبات التحرير واستعادة الحقوق.
جبل يدعى حماس
سأموت ولكن لن ارحل
يا رب انت العالم
يوم تجثو كل أمّــة
علم .. مقاومة .. حرية

الشبكات الاجتماعية

تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية

القائمة البريدية