لمى خاطر
ما زلنا نتذكر جيداً كيف لم يجد أحد أركان سلطة الضفة سوى يوم الأسير الفلسطيني ليجاهر فيه بقوله إن "تحرير الأسرى باستخدام السلاح انتحار وليس مقاومة"، وكأنّ نهجه امتلك أن ينفذ إلى داخل الزنازين فينتزع حرية أسراها، ويرتق جرحهم، ويطيح بعنجهية السجان أو يفتت لاءاته! أو كأنّ المقاومة حين أقدمت على (مغامراتها) كانت تنتظر أن تسمع رأي فاقدي الأهلية الوطنية، والمقامرين بالمواقف، والمراهنين على انزياح إرادة الإقدام من نفوس الفلسطينيين، ليرصفوا بالوهم طرقات مشروعهم!
يرونه (انتحارا) وتراه عيون المكلومين (كرامة) تعانق صرخات الإباء التي تشرئب من يقين الصامدين في إضراب (الكرامة) الذي يعمّ السجون غير آبه بصفير المثبطين و(فذلكاتهم) السياسية حول جدوى التحدي، ومن اكتشفوا أخيراً أن درب الحرية لا يصنعه الرصاص ولا حتى (الإضراب)، وكأنّ حمحمات الانعتاق حين زفّت الفارس خضر عدنان من سجنه إلى بيته لم تكفِ لتشكّل أجزاء معادلة الانتصار الجديدة، وتلهم رفاقه كلمة السرّ ومفتاح بوابة السجن الموصدة على أحلامهم!
في السجون الممتدة من عسقلان والنقب ونفحة إلى عوفر ومجدو يصهل الجوع كبرياءً وانتشاءً بوقع صليل السلاسل على آذان السجان المتكوّم في عجزه، ويتراجع القهر ليختبئ في أدراج المحققين، وتستعدّ شمس الصباح لتدلف إلى جدران الأقبية من شقوقها الواسعة، ويرتعد شبح الموت حين يوقن أنه لم يعد يخيف أصحاب الأمعاء الخاوية والأوردة المملوءة عنفوانا!
إضراب الكرامة.. شاهد على تجدد روح الثورة في وجدان حملة بيرق المقاومة، وشاهد على أن السجن ما عاد يهزم نضارة الإصرار، وأن حيلة الأسير لا تنعدم حين تحتويه الزنازين، وأن جوعه ما عاد شيئاً ذا قيمة حين تسلب منه حريته، ويُعزل سنوات طويلة، يحرم فيها من رؤية أهله وارتشاف عبير أطفاله!
لكنه شاهد أهمّ على مرارة الخذلان التي تلسع إحساس الأسير وذويه إذا ما رأى أن التضامن معه قد تحول إلى مراسيم تقليدية جامدة، وإذا ما سمع من يفتون بتجريم من يفكر بتكرار (الوهم المتبدد) حتى لو كانت في سبيل حرية الأسرى.
في إضراب الكرامة، نستذكر عبد الله البرغوثي وهو يشكو إلى الله ظلم عزله غير المنتهي، وحرمانه من رؤية بنيه، نستذكر حسن سلامة ومحمود عيسى وثائر حلاحلة وبلال ذياب وحسن الصفدي وجمال أبو الهيجا وعباس السيد وإبراهيم حامد، نستذكر من يأكل (الإداري) من أعمارهم ويتفنن قانونه في تغييبهم، نستذكر أقمار المقاومة المحرومين من رؤية الشمس والتواصل مع رفاقهم، ونستذكر من مضى على اعتقالهم أكثر من عقدين، وما زال حبل رجائهم معلقاً بالله ثم بوعد المقاومة بأن تأتيهم بوفاء جديد تقرّ به عيونهم.
ستمرّ اللحظات طويلة وثقيلة عليهم، وسيكون عليهم التعايش مع ضراوة الجوع وهو يفتك بأمعائهم، وسيظل المشهد مكتظاً بالمرارة، لأن هناك من سيحجم عن الالتفات لهم، فيما يكتفي آخرون بالمشاهدة من خلف الشاشات وعدّ الأيام وانتظار المفاجآت، أما هم فسيكون زادهم إيماناً وصبراً واحتسابا، وهو حسبهم في لحظاتهم القاسية، والكفيل بغمر قلوبهم بيقين لا يهزّه وهن الأجساد، ولا تتسلل إليه دعوات النكوص مهما كان صوتها صاخبا!
يرونه (انتحارا) وتراه عيون المكلومين (كرامة) تعانق صرخات الإباء التي تشرئب من يقين الصامدين في إضراب (الكرامة) الذي يعمّ السجون غير آبه بصفير المثبطين و(فذلكاتهم) السياسية حول جدوى التحدي، ومن اكتشفوا أخيراً أن درب الحرية لا يصنعه الرصاص ولا حتى (الإضراب)، وكأنّ حمحمات الانعتاق حين زفّت الفارس خضر عدنان من سجنه إلى بيته لم تكفِ لتشكّل أجزاء معادلة الانتصار الجديدة، وتلهم رفاقه كلمة السرّ ومفتاح بوابة السجن الموصدة على أحلامهم!
في السجون الممتدة من عسقلان والنقب ونفحة إلى عوفر ومجدو يصهل الجوع كبرياءً وانتشاءً بوقع صليل السلاسل على آذان السجان المتكوّم في عجزه، ويتراجع القهر ليختبئ في أدراج المحققين، وتستعدّ شمس الصباح لتدلف إلى جدران الأقبية من شقوقها الواسعة، ويرتعد شبح الموت حين يوقن أنه لم يعد يخيف أصحاب الأمعاء الخاوية والأوردة المملوءة عنفوانا!
إضراب الكرامة.. شاهد على تجدد روح الثورة في وجدان حملة بيرق المقاومة، وشاهد على أن السجن ما عاد يهزم نضارة الإصرار، وأن حيلة الأسير لا تنعدم حين تحتويه الزنازين، وأن جوعه ما عاد شيئاً ذا قيمة حين تسلب منه حريته، ويُعزل سنوات طويلة، يحرم فيها من رؤية أهله وارتشاف عبير أطفاله!
لكنه شاهد أهمّ على مرارة الخذلان التي تلسع إحساس الأسير وذويه إذا ما رأى أن التضامن معه قد تحول إلى مراسيم تقليدية جامدة، وإذا ما سمع من يفتون بتجريم من يفكر بتكرار (الوهم المتبدد) حتى لو كانت في سبيل حرية الأسرى.
في إضراب الكرامة، نستذكر عبد الله البرغوثي وهو يشكو إلى الله ظلم عزله غير المنتهي، وحرمانه من رؤية بنيه، نستذكر حسن سلامة ومحمود عيسى وثائر حلاحلة وبلال ذياب وحسن الصفدي وجمال أبو الهيجا وعباس السيد وإبراهيم حامد، نستذكر من يأكل (الإداري) من أعمارهم ويتفنن قانونه في تغييبهم، نستذكر أقمار المقاومة المحرومين من رؤية الشمس والتواصل مع رفاقهم، ونستذكر من مضى على اعتقالهم أكثر من عقدين، وما زال حبل رجائهم معلقاً بالله ثم بوعد المقاومة بأن تأتيهم بوفاء جديد تقرّ به عيونهم.
ستمرّ اللحظات طويلة وثقيلة عليهم، وسيكون عليهم التعايش مع ضراوة الجوع وهو يفتك بأمعائهم، وسيظل المشهد مكتظاً بالمرارة، لأن هناك من سيحجم عن الالتفات لهم، فيما يكتفي آخرون بالمشاهدة من خلف الشاشات وعدّ الأيام وانتظار المفاجآت، أما هم فسيكون زادهم إيماناً وصبراً واحتسابا، وهو حسبهم في لحظاتهم القاسية، والكفيل بغمر قلوبهم بيقين لا يهزّه وهن الأجساد، ولا تتسلل إليه دعوات النكوص مهما كان صوتها صاخبا!
الشبكات الاجتماعية
تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية