( سلطة رام الله تتحمل مسئولية ما يحدث بالمسجد الأقصى ) هذه كلمات الشيخ رائد صلاح التي نشرتها الرسالة .. وقد تثير تلك الكلمات حفيظة عباس أو تفسد عليه متعته الأمريكية الإسرائيلية فيصدر مرسوما يخرج الشيخ رائد عن القانون ، ويطالب (أمان ) و ( تصاهال ) و ( الشين بيت ) و ( الموساد ) و( المافيا ) الصهيونية باختطافه ، وتلقينه درسا في أدب الخلاف ، أو التعبير عن الرأي أو فن التفاوض بعد أن أفنى عمره ( أي عباس ) أكثر من 35 سنة وهو في هذه المهمة الوطنية ( جدا ) التي ستؤدي إلى حل الدولتين.
وتحقق الحلم الفلسطيني الذي لا يزال يداعب عباسا وأجفانه وفؤاده ومشاعره ووجدانه ، حتى شاب شعر رأسه الكث ، بعد أن كان في سواد جناح غراب البين ، وإذا ما تحقق ذلك لعباس وقامت هذه الجهات الأمنية الصهيونية بالقضاء على هذا الصوت الفلسطيني المؤمن المجاهد الشجاع فإنما نزيح عن طريق التسوية التي ينشدها عباس عقبة كأداء تحطم جمجمته بهذه التصريحات غير الدبلوماسية أو الإرهابية على الأصح فمحمود عباس وعاشق الأمن الإسرائيلي والوجود الإسرائيلي و الأمين على الديموغرافيا الإسرائيلية ( ياسر عبد ربه ) وضعا أقدامهما على أول رحلة الألف ميل في بناء الدولة الفلسطينية ، بعد أن تعطـَّف نتنياهو بالجلوس إليه ومصافحته وضمه في حضنه الدافئ ، بدعوة كريمة من الأخ المناضل ( باراك حسين اوباما ) ، ولا بأس في ذلك حتى وإن أبطل عباس وعيده و تهديده وعنترياته التي أعلنها على الملأ لن يكون هناك تفاوض ( أبدا ) ما لم يجمد الاستيطان ... فهمزه أوباما بمهمازه فجاء ( مبرطعا ) للقاء ( القمة ) التي أسماها السيد ( عمرو موسى ) بالمؤامرة ، ولكن عباسا آثر الحضن الدافئ حتى وإن كان وكر ثعالب وسرداب تآمر على أن يلتقط إشارة عمرو موسى فلا يذهب ، ولكنه ذهب ... وفي عز ( السعادة ) و ( الهنا ) صرح رائد صلاح بما صرح به ، الأمر الذي أوشك أن يضطر عباس لإصدار المرسوم باختطافه ولو سألنا رائد صلاح : لماذا صرحت بما صرحت ، وأفسدت على عباس متعته ؟ فهل يجيب بأن مرد ذلك إلى أسباب منها أولا ً : يعلم عباس وهو الدارس للتاريخ أن حلما يداعب يهوداً بهدم المسجد الأقصى ، ولعل نجاحاتهم في ذلك ، في ظل التفاوض والعناق والأحضان والقبل كثيرة كثيرة منها أ . حرق منبر صلاح الدين ب . مذبحة الأقصى التي زامنت محاولات شارون المتكررة لاقتحامه ج . نهب تاريخه بنهب الوثائق والمخطوطات والمخططات والآثار التي تشهد بعروبة الأقصى وإسلاميته ، وليس أدل على ذلك من مصادرة وثائق بيت الشرق الذي كان يشرف عليه فيصل الحسيني – رحمه الله د . محاولات يهود حشو أدمغة الدنيا بوثائق الهيكل ومخطوطاته و مخططاته وآثاره ؛ لإثبات زيف الأقصى وحقيقة الهيكل وعباس يعلم بينما حبس لسانه عشاء أوباما على شرفه وصديقه الجديد نتنياهو هـ . حفر الأنفاق تحت الأقصى لم يتوقف ، ولا يفكر يهود بالتوقف عنه أمام بصر عباس وسمعه لما صرح به نتنياهو أن القدس عامة والأقصى على وجه الخصوص خارج لعبه التفاوض بالكلية ، فيبرطم عباس ويغمغم بكلمات متقاطعة ، مع أعلى درجات الحرص على ألا يسمع منها نتنياهو حرفا واحدا حتى لا يفر من ( معركة السلام ) التي يشنها عليه عباس منذ أكثر من ثلث قرن ، وقد حققت المزيد من الانتصارات العالمية و المؤتمرات الدولية وآخرها هذا الحضور القوي في الأمم المتحدة وفي الولايات المتحدة ... نعم إن المستوطنات قد ابتلعت ما يزيد عن نصف الضفة الغربية ، وأمسى الأقصى آيلاً للسقوط ولكنه ما ضاع حــق وراءه عباس ولو بعد مليون سنة و لو هُـدم الأقصى وبـُني الهيكل و . كسر شوكة المقاومة الفلسطينية بفأس عباس ، وكسر الظهر الفلسطيني بهراواته ، فأصبح التصدي ليهود في عرف عباس الذي فرضه على الفلسطيني ( إرهابًا) و( حقارة ) ، الأمر الذي يجعل كلمات رائد في هذا السياق لا تتعارض مع هذا الفهم ؛ ولذا فإن رائد يجب أن يُـغيب ولو بالطريقة التي غاب فيها ياسر عرفات على يد عباس على ذمة فاروق القدومي ز . تمكين كيت دايتون من السيطرة المطلقة على المستقبل الفلسطيني ، وصناعة الحياة الفلسطينية باستنساخ جيش من العملاء وحكومة ( فيشي ) وقيادات استبدت بها شهوات حماية المشروع الصهيوني التي تتحلب من عيون فاجرة وجدت في الماخور حصناً وأيدي آثمة وجدت في بيع الذمم والضمائر مغنماً ،وبطوناً شرهة تعـُبُّ الخمر والخنزير ( و الفطير المقدس ) إرضاء ليهود ، وأجساداً مهترئة تكتسي ببزات جيش الدفاع وتعتمر بقبعة الهاجاناة ، وتطارد أحمد عبد العزيز و عبد القادر الحسيني وأحمد ياسين ح . مركزية ( القرار ) وشرعية ( الاختيار ) هي مرادفات لاسم واحد هو ( عباس ) وهذا ما تقره القوانين العربية ، والمحافل الدولية و الأنظمة العربية ، وقد تصهين عباس وصهين من حوله ، إذن فرائد يغرد خارج السرب بل هو فوضوي وعبثي لابد من إزاحته ط . إغلاق المسجد الأقصى في وجه المصلين الفلسطينين تلك تسعة نجاحات ما كان لهم أن يحققوها لولا سلطة رام الله ثانيــاً : إن يهوداً يدركون أن عباساً وفــيٌّ لمشروعه ( بحل الدولتين ) دولة يهود ودولة ( ما ) ، وهذه الـ(ما) لا أرض لها ولا سماء ولا هواء ، وهذا ما يحرص عليه يهود ؛ إذن فإنهم يوفرون له كل أسباب القوة والبقاء والانتصار من مال وسلاح وعتاد وتدريب وتنقل والتقاء ولقاء وحماية ومؤتمرات و مؤامرات ... فمن اجتياح بيروت إلى حصار رام الله إلى إعدام عرفات إلى مال أنابوليس وأخواتها إلى اجتياحات وإضعاف للخصوم ( المقاومة ) حتى اجتثاثهم وهذا ما صرح به ليبرمان وما نشرته ( سما ) عن ( هآرتس ) بأن كبار السلطة توسلوا لـ(إسرائيل) لاستمرار الحرب على غزة لإسقاط حماس . ثم إلى الآلاف الذين يقولون له (لا) هاهم مغيبون وراء القضبان ، إلى اغتيال القادة ، إلى جيش من الانكشارية والخصيان ....ألا يدل ذلك على صدق ما صرح به الشيخ رائد ؟ وسؤال للشيخ رائد ... فما الحل ؟؟ ليأتي الجواب : ببساطة ... إن هذه الأرض لا يعمر فيها خـوَّان أو نذل ، فإن أحرار الدنيا وقادتها عندما يرون أحرار فلسطين يقفون سداً منيعاً أمام عباس و مشروعه والمخطط الجهنمي الصهيوني ؛ فعندئذ و عندئذ فقط سيعلنون بأن ليل الطغاة آذن بالزوال لا يسلم الشرف الرفيع من الأذى حتى يراق على جوانبه الدم
الشبكات الاجتماعية
تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية