تحدي (برافر) ... بقلم : خالد معالي

الأحد 01 ديسمبر 2013

تحدي (برافر)

خالد معالي

أهلنا في النقب المحتل بإرادة وعزيمة لا تلينان يواصلون التحدي والتصدي لمخطط (برافر) الشيطاني، دون كلل أو ملل، وما حصل من تظاهرات واحتجاجات لإفشاله في أماكن مختلفة ومتعددة هو خطوة في الاتجاه الصحيح، والمطلوب خطوات أكثر تقدمًا لمواجهته، ووحدة أكثر صلابة ومتانة.

مخطط أو قانون (برافر) هو مشروع استعماري استئصالي إحلالي إجلائي استيطاني تهويدي يستهدف تهويد ما تبقى من أراضي منطقة النقب المحتلة منذ عام 1948م، وتحويل سكانه العرب الفلسطينيين الأصليين منذ آلاف السنين إلى أيدٍ عاملة في "دولة الاحتلال"، بعد سلبهم أرضهم ومصدر رزقهم.

مخطط (برافر – بيغن) الذي أقره الاحتلال بناء على توصية وزير التخطيط في حكومة الاحتلال (أيهود برافر) في عام 2011م، ويقضي بتدمير قرى وتهجير سكانها والاستيلاء على 100 ألف دونم من أراضي النقب، وتهجير قرابة 40 ألفاً من سكانه، وحصرهم في أماكن محدودة وضيقة؛ هو نكبة أخرى، إن حصل، ولذلك كان شعار "(برافر) لن يمر" في مكانه وزمانه المناسبين.

مخطط (برافر) باطل ومرفوض؛ لأنه بكل بساطة ما بني على باطل فهو باطل، والاحتلال باطل من أصله، وما يصدر عنه من مخططات وقرارات وقوانين باطل كذلك، وإن كانت القوة بيد الاحتلال؛ فإنها لن تدوم، فالأيام دول.

"نتنياهو" يخالف القانون الدولي الإنساني جهارًا نهارًا بمخطط (برافر)، وينتهك انتهاكًا صارخًا المواثيق والمعاهدات الدولية، وخاصة الإعلان الدولي لحقوق الإنسان، مزهوًا بغطرسته وقوته، وما كان له ذلك، لو أن الطرف المقابل قوي.

محاولات الاحتلال لتهجير شعبنا وأهلنا في النقب المحتل هي محاولات يائسة، لن تفلح في طمس معالم الأرض وحقائق التاريخ واقتلاع شعب من أرضه؛ فالحق لا يضيع مادام يوجد من يطالب به ويسعى له.

لا يكفي أن يتضامن الأهل في الضفة الغربية والقطاع مع أهلنا في النقب المحتل؛ فالمطلوب أكثر من ذلك بكثير، والاحتلال يتصرف ويفعل، ويفرض خطوات على الأرض بناء على قياسه لردات الفعل المقابلة.

صحيح أن الضفة منكوبة بالاستيطان، الذي ينهش الأرض ليل نهار، فضلًا عن تهويد غير منقطعٍ للمسجد الأقصى ومدينة القدس، وحصار يضرب قطاع غزة من القريب والبعيد، وهذا يستدعي الوحدة والمصالحة وتكاتف الجهود في بوتقة مواجهة مخططات الاحتلال على وجه السرعة، ولكن _يا للأسف_ الذي يحدث على أرض الواقع عكس ذلك.

الملاحظ أن ممارسات الاحتلال العدوانية تصاعدت منذ انطلاق قطار المفاوضات، ويبدو أن تقديرات الاحتلال أن القضية الفلسطينية تمر بأضعف مراحلها، فاتخذ قرارًا بسرعة تهويد القدس وسرعة الاستيطان، وسرعة تهويد النقب.

فلسطينيو النقب المحتل في وطنهم التاريخي يواجهون الكيان المحتل، الذي يعدهم مشكلة أمنية وديمغرافية، و"غزاة لأراضي الدولة"، بهذا صرح الوزير في حكومة الاحتلال "سيلفان شالوم" المسئول عن ملف "تطوير النقب والجليل"، أي تهويده، وهو ما يستدعي إفشال المخطط بكل طريقة ووسيلة ممكنة ومتاحة، والتصعيد ضد محاولات الاحتلال اقتلاع أهلنا من النقب المحتل.
جبل يدعى حماس
سأموت ولكن لن ارحل
يا رب انت العالم
يوم تجثو كل أمّــة
علم .. مقاومة .. حرية

الشبكات الاجتماعية

تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية

القائمة البريدية