تحركوا فأسرانا أعظم من جلعاد
هيثم غراب
ازدادت في الآونة الأخيرة الرسائل الصوتية التي تبثها مخابرات وأجهزة الكيان الصهيوني على أرقام يبدو أنها عشوائية من قطاع غزة ، تقوم من خلالها بتقديم عرض مغر لمن يعطي معلومات تؤدي للإفراج عن الجندي الصهيوني الأسير لدى المقاومة الفلسطينية جلعاد شاليط .
الحملة التي ازدادت وعادت نشطة محمومة هي استمرار لحملة لم تتوقف منذ أول يوم اختطف فيه شاليط ، استخدمت المخابرات الصهيونية خلالها كافة أنواع الأسلحة المخابراتية للإفراج عن جنديهم الغالي .
وحتى اللحظة لم يفرج عن شاليط ، بفضل الله أولاً وبفضل المقاومة ثانياً التي أبدعت في قضية شاليط إبداعاً حقيقياً من كافة جوانبها ،ويكفي التفكر في كيفية إخفاء المقاومة لهذا الجندي في بقعة جغرافية ضيقة تحيط بها كافة أنواع الجاسوسية الأرضية والفضائية وغيرها مما نعلم وما لا نعلم .
ليست هذه قضيتي التي أتحدث عنها ، بل سقت ما قلت للتدليل على حجم الاهتمام الصهيوني بجنوده وأسراه سواء عند المقاومة الفلسطينية أو حتى عميل الموساد المعتقل في جمهورية مصر العربية ، فقد ملأ اسم جلعاد شاليط سماء العالم ضجيجاً كقضية إنسانية وجريمة ترتكبها المقاومة بحق بريء لم يقترف إثماً أو جرما ( هكذا تصور إسرائيل ).
هكذا تقول ( إسرائيل ) رغم أن جلعاد كان عند اختطافه يلبس بزة عسكرية وفي دبابته المدرعة التي طالما أمطرت بيوت الفلسطينيين قذائف وصواريخ وطلقات ، غالباً مزقت أجساد الأطفال والنساء والرجال والشيب والشبان .
وأسرانا وأسيراتنا البواسل الذين يقضون زهرات شبابهم وأجمل أيام حياتهم في مقابر للأحياء أسماها الكل (سجوناً ) ، يلقون فيها ما يلقون من ظلم وعربدة وإجرام صهيوني لا يتوقف عند حد من الحدود، ينتهك كل قواعد القانون الإنساني والدولي ، وهم هذه الأيام يخوضون معركة الأمعاء الخاوية ، علهم يحصلون على بعض حقوقهم الإنسانية.
ولكن للأسف لا أحد يعرف أسماءهم من العالم أو صفاتهم أو عدد السنين التي قضوها خلف قضبان المقابر الصهيونية .
لن أتهم أحداً بالتقصير ولكن ليحسس كل من في المؤسسات الأهلية والحكومية على بطحته ، وليتحسس كل مسئول ينعم بالحياة الرغيدة والسيارة الفارهة والمكتب المكيف أحوال الأسرى ، وليجعل في سلم أولوياته كيف يخدم الأسرى بأي شكل من الأشكال ، وكيف يدفع بهذه القضية نحو نهايتها التي لن تكون بإذن الله إلا عندما يخرج آخر أسير وأسيرة من سجون الظلم ، ليتنسموا جميعاً عبق الحرية وما ذلك على الله بعزيز .
أما المقاومة فهذه دعوة لها لمزيد من الصمود ، وليتحرك الملف بالطريقة التي ترونها مناسبة ، فليس مثلي من يعطيكم دروساً في الإبداع المقاوم ، وقد سررت عندما قرأت تصريحاً للناطق باسم كتائب القسام أبو عبيدة في حوار صحفي أمس قال فيه " إن الانتفاضة قابلة للتجدد والابتكار" ، فمزيداً من الابتكار أيتها المقاومة العتيدة فأسرانا يعقدون عليكم الأمل فكونوا عند حسن ظنهم بكم .
ولشعبنا الذي طالما وقف على ثغور الثوابت صامداً مجاهداً يرفض الخضوع والانكسار فهذه دعوة لتنظيم فعاليات قوية وفاعلة ومتواصلة تجعل من قضية الأسرى قضية رأي عام عالمي .
ولا أظن أن شعباً قدم التضحيات ووقف طويلاً صامداً في وجه المؤامرات يقصر في حق من دافعوا عن كرامته وعملوا من أجل حريته ، فهب أيها الشعب المقاوم هبة رجل واحد تضامناً مع أسراكم الذين يخوضون معركة حامية الوطيس مع الاحتلال داخل الزنازين والعنابر وخيام النقب ولنرفع أصواتنا ليصل صداه لأسرانا الأبطال بقولنا:
يا ظلام السجن خيّم ... إننا نهوى الظلامَ
ليس بعد السجن إلا ... نور فجر يتسامى
عسى أن يكون قريبا
الشبكات الاجتماعية
تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية