تحرير الجنود المصريين وموانئ غزة
إبراهيم المدهون
أهالي قطاع غزة كانوا الأكثر فرحا بما أنجزه الجيش المصري في شمال سيناء بعد تحرير الجنود السبعة من غير نقطة دم واحدة ودون تحميل الفلسطينيين وحركة حماس كعادة الإعلام المصري مسؤولية جريمة لم يكن لهم فيها ناقة ولا جمل، ما أدى إلى فتح معبر رفح وإعادة الحياة إلى الشريان الوحيد الذي يصل غزة بالعالم الخارجي.
ما حققه الرئيس محمد مرسي قفزة في تحويل الأزمة إلى فرصة، والمحنة إلى منحة، وبالتأكيد صب نجاح العملية في مصلحة مشروعه الإصلاحي النهضوي، وكان قراره بألا يفاوض المجرمين من جهة وإدخال الجيش المصري بسلاحه وطائراته رغم أنف الاتفاقات الظالمة للشعب المصري من جهة أخرى من أهم القرارات في إنجاح هذه العملية.
الرئيس مرسي اكتسب نقاطا جديدة وأثبت أنه جدير بقيادة مصر وإدارتها في هذه المرحلة، كما أثبت الجيش المصري أنه جيش عظيم وقوي، ولولا اتفاقات كامب ديفيد لوجدنا الأمر مختلفا تماما في سيناء، فهذه الاتفاقية حولت سيناء أرضا بورا يرتع فيها المخربون والخارجون على القانون، وأضعفت سلطة الدولة وكادت أن تنهيها لولا قرارات مرسي الأخيرة وتصرفاته السليمة.
أتمنى أن يعلن عن إعادة النظر في هذه الاتفاقية الظالمة وتعديل البنود المجحفة بحق الشعب المصري التي تحرِمه إعمار سيناء والسيطرة عليها، وتمنع جيشه التحرك والإحكام على أرضها ومفاصلها.
يهمنا في قطاع غزة أن تعيش مصر بأمن وأمان واستقرار، فلا نتدخل في الصراعات السياسية فيها، بل نحترم كل المصريين بمختلف تياراتهم واتجاهاتهم الفكرية.
هناك تعاون وثيق مع أجهزة الدولة المصرية قبل الثورة وبعدها، وقبل تولي الرئيس مرسي وبعده، ونسعى إلى أن تتحسن العلاقة مع مصر الدولة وأن تبقى حامية وداعمة لحقنا في النضال والتحرير.
ننتظر من القاهرة خطوات عملية سريعة في اتجاه تعزيز العلاقة ورفع الحصار، وذلك بتحويل معبر رفح إلى ميناء بري كبير للأفراد والبضائع حتى يتم الاستغناء كليا عن الأنفاق والمعابر (الإسرائيلية)، إضافة إلى فتح المعبر أربعة وعشرين ساعة طوال أيام الأسبوع.
على مصر أن تدعم حقنا في افتتاح ميناء غزة البحري، وأن تمارس ضغوطا حقيقية في اتجاه إتمامه، وثالثا أن تشرف على إعادة افتتاح مطار الشهيد ياسر عرفات الدولي جنوب رفح الذي دمره الاحتلال.
هذه الخطوات الثلاث ستضمن بالتأكيد رفع الحصار عن قطاع غزة، وستخطو بمصر خطوات إيجابية لإعادة الدور المصري رائدا للمنطقة بما يليق بمصر ومكانتها وتاريخها.
الشبكات الاجتماعية
تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية