تصريحات فياض شرعنة للاستيطان

تصريحات فياض شرعنة للاستيطان .. بقلم: فارس عبد الله

الأربعاء 08 يوليو 2009

تصريحات فياض شرعنة للاستيطان
بقلم: فارس عبد الله 

تأتي تصريحات سلام فياض المستهجنة, خلال مؤتمر حول الشرق الأوسط ,عقد في ولاية كوليرادو الأمريكية يوم السبت 4/7, بخصوص قبوله بضم المستوطنات الصهيونية بمستوطنيها للدولة الفلسطينية، لتكشف عن الهبوط والانحدار في المفهوم الوطني العام لقضية الوطن المحتل، وخلل سياسي واستراتيجي مفضوح في إدارة معركة التحرير, فبعد التنازل من قبل فريق المفاوضات, عن فلسطين الـ48 بالاعتراف بـ(إسرائيل), لا يزال يلحق بهم عار التنازل والانبطاح, فيعلن فياض ومن قبله قريع عن قبولهم, ببقاء المستوطنين ضمن مسمى الدولة الوهم التي سيتم إنشاؤها على قاعدة المفاوضات، وبدعم مأمول من الإدارة الأمريكية, بعد أن يقدم العرب فروض الطاعة بالاعتراف بيهودية الكيان, وإعلان التطبيع الكامل والشامل معه, ليؤكدوا رغبتهم بالسلام مع مستوطنة القتل والتدمير الكبرى, في استخفاف واضح وغير مسبوق وحالة خضوع أوجدتها سياسات الأنظمة العربية المتواطئة مع الإدارة الأمريكية, أوقعت نفسها فيها، فلا عجب أن يطالب الكيان الصهيوني, لكي يجمد الاستيطان بافتتاح خطوط ومسارات جوية لطيرانه المدني والعسكري فوق العواصم العربية، أو أن يطالب بالتطبيع الكامل لاستئناف العملية التفاوضية.
 
الموقف المعلن لقيادة سلطة رام الله والمنظمة ,بعد فوز ائتلاف نتنياهو ليبرمان، وصعودهم لسدة الحكم في الكيان الصهيوني, أن لا مفاوضات مع الكيان بدون وقف للاستيطان, هذا القرار يحتاج إلى وقفة تحليلية، وهل جاء كقناعة تحققت نتيجة لدراسة واعية لسياسات الاستيطان الصهيوني ؟ ,أم أن هذه الخطوة نتيجة ردة فعل إعلامية أمام شروط حكومة نتانياهو لمواصلة المفاوضات ,علماً بأن تنفيذ الالتزامات الأمنية للسلطة بإشراف الجنرال دايتون، وتطبيقاً لخارطة الطريق مستمرة في الضفة المحتلة، فلماذا لا يتم تجميد كل قنوات التفاوض احتجاجاً على الاستيطان وخاصة التنسيق الأمني ؟! الذي يستفيد منه الكيان الصهيوني بالإضافة إلى ما يشكل من مساهمة خطيرة في تفتيت البنية المجتمعية والوطنية الفلسطينية, ويزرع ثقافة مغايرة تدعو إلى العمالة والالتقاء مع العدو الحقيقي في مواجهة الشريك والأخ في الوطن والقضية.
 
فريق السلطة استمر بالانزلاق في الهاوية التفاوضية, وأخضع للتفاوض كل شيء في أجواء استمر فيها الاستيطان ,الذي لم يتوقف منذ توقيع اتفاقية أوسلو ,بل تزايد وتعاظم في ظل حكومة أولمرت الحمائمية ,التي كانت لها علاقات متميزة مع قيادة سلطة رام الله والتي بلغت فيها اجتماعات السيد أبو مازن مع أولمرت في قلب مدينة القدس المحتلة أكثر من خمسة عشر لقاء، كما بلغت المفاوضات الثنائية بين الفريقين , أكثر من خمسين جولة تفاوضية , وفى نفس الوقت كان الاستيطان يتواصل ويتصاعد ,حيث أفادت أحدث التقارير الصهيونية أن فترة حكم أولمرت شهدت زيادة كبيرة في عدد المستوطنين في الضفة المحتلة, وفي نفس الفترة تسارعت عمليات توسيع للمستوطنات وبناء مستوطنات جديدة, ومع ذلك استمرت المفاوضات!!.
 
كنا نأمل أن يكون موقف فريق السلطة من الاستيطان منطلقا من تقييم لحالة الاستيطان, التي تنهش الأرض في الضفة والقدس المحتلة بسرعة سرطانية تقتل ما تبقى من حياة في الأرض الفلسطينية المحتلة, إلا أن الواضح من تصريحات سلام فياض حول القبول بالمستوطنين الصهاينة ,في دولة الضفة وغزة الوهمية يشكل شرعنة للاستيطان على الأرض الفلسطينية، في سابقة خطيرة تؤسس للمستوطنين , أحقيتهم بما اغتصبوه بالقوة والإرهاب , وأن هذا الطرح الغبي يجعل من قضية استمرار الاستيطان لا جدال فيها على المستوى الدولي، وأن هذه التصريحات بمثابة حلول مستقبلية , وبذلك فإن الاستيطان لم يعد عقبة في وجه مسار التسوية طالما أن هناك من الفلسطينيين من هو على استعداد أن يحفظ للمستوطنين حقوقاً واستقراراً وحريات على أرض مغتصبة سلبت من أصحابها بالقتل والإجرام ولا يزال أهلها الأصليون ينتظرون ساعة التحرير لها , فيأتي فياض ليقبل بمغتصبيها مواطنين في دويلته الوهمية، ويتبرع أبو قريع لمنحهم الجنسية الفلسطينية في مشهد المضحك المبكي من صفحات مسلسل تفاوض وتفاوض.
 
أمام عقم التجربة التفاوضية التي لم تلبِ طموحات الشعب الفلسطيني وأمام تصلب العدو الصهيوني وتعنته، واستمرار عدوانه وتواصل الاستيطان في الضفة المحتلة، وممارسة عمليات تهويد القدس وترحيل وتهجير أهلها، لم يبقَ أمام سلطة رام الله وفريقها التفاوضي إلا الانسحاب من المشهد السياسي الفلسطيني, لأن فلسطين أكبر من كل الشخصيات الوهمية والمصطلحات البالية, ففلسطين تحتاج إلى رجال يحفظونها بدمائهم, ولا يتبرعون في سوق النخاسة الدولية بأجزاء منها لقاتلها ومغتصبها.
 
مواجهة الاستيطان لا تتم بوقف اللقاءات السياسية في العلن وبقائها بالسر، بل واستمرار جلسات التنسيق الأمني التي تستهدف المقاومة ورجالها في الضفة الصامدة , فالحرب على الاستيطان تحتاج إلى إطلاق يد المقاومين لضرب قطعان المستوطنين على مفترقات الطرق الالتفافية ومحاربة الاستيطان من خلال رفع اليد القامعة للشعب, وتهيأ الأجواء للمدافعة والانتفاض, ضد سارقي أشجار الزيتون والمياه من المستوطنين, ولما كانت السلطة غير معنية بالمشروع الوطني الحقيقي, فإن الكلمة هي لفصائل المقاومة وجماهيرها على الأرض بأن تشعل المستوطنات بالنيران والبارود، حينها سوف يهربون، وتنخفض أعدادهم، وتعود المستوطنات خاوية من المغتصبين كما كانت في السنوات الأولى من انتفاضة الأقصى المباركة , بالمقاومة فقط يحارب المستوطنون وتقلع مستوطناتهم، ويبقى صاحب الحلول المريضة في سبات التفاوض حتى يصل التفاوض على عتبة بيته، هل تعود له أم هي من ممتلكات شلومو؟! وقد تصل به الثقافة التفاوضية أن يعلن أنها لشلومو وأولاده
جبل يدعى حماس
سأموت ولكن لن ارحل
يا رب انت العالم
يوم تجثو كل أمّــة
علم .. مقاومة .. حرية

الشبكات الاجتماعية

تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية

القائمة البريدية