تصعيد آني لترميم هيبة مهزوزة ... بقلم : مصطفى الصواف

الأربعاء 25 ديسمبر 2013

تصعيد آني لترميم هيبة مهزوزة

مصطفى الصواف

تصعيد صهيوني جديد على قطاع غزة وغارات جوية وقصف مدفعي وإطلاق نار من رشاشات ثقيلة، في المقابل ضبط للنفس من المقاومة الفلسطينية ودراسة الحالة واتخاذ ما يناسب من مواقف وقرارات حول كيفية الرد وتحديد الزمان والمكان على قاعدة عدم الانجرار إلى معركة يحدد العدو كيفيتها.

هذا التصعيد الصهيوني هو محاولة من الاحتلال لترميم هيبته العسكرية التي نالها من المقاومة في الأيام الأخيرة سواء في قطاع غزة أو في الضفة الغربية أو داخل فلسطين المحتلة من عام 48 ألم وسوء والتي اعتبرها قادته السياسيون أنها تشكل مساً بكرامتهم وهيبتهم العسكرية وتهديدا لجبهتهم الداخلية، وأرادوا بهذا التصعيد طمأنة الجبهة الداخلية والتأكيد على قوة الردع التي تمتلكها الآلة العسكرية الإسرائيلية، وفي نفس الوقت إرسال رسائل للشعب الفلسطيني ومقاومته تطالبهم بإعادة التفكير في المقاومة وما يترتب عليها والأثمان المدفوعة مقابل استمرارها، كذلك أكدت عملية التصعيد في جانب آخر على وحدة الأراضي الفلسطينية في غزة والضفة وفلسطين المحتلة من عام 48 من أن ما يجري ضد قوات الاحتلال هو من فعل المقاومة، وتركز المقاومة في قطاع غزة فهذا يجعل القطاع الهدف المباشر لأي عدوان عسكري ( إسرائيلي ) وانه لم يعد هناك فصل من الفعل المقاوم بين الأرض الفلسطينية في جغرافياتها الثلاث المتسبب فيها هذا الاحتلال لفلسطين.

التصعيد من وجهة نظرنا هو رد آني، ومن الناحية العسكرية هو أمر طبيعي وإن كنا نرى فيه - في الجانب الفلسطيني - من أن أعمال المقاومة جاءت كنتيجة طبيعية لما يقوم به الاحتلال من جرائم في الضفة والقطاع وداخل فلسطين المحتلة من عام 48 ، مخطط (برافر) مثال، وأن قوات الاحتلال وقياداتها العسكرية والسياسية ليس في واردها في الوقت الحالي القيام بعملية عسكرية واسعة على القطاع لوجود متغيرات وقضايا ومشاريع تعيق القيام بعملية عسكرية واسعة، وفي ظني أن هذا الحال لن يستمر طويلا من قبل قوات الاحتلال وهي تنتظر تحقيق مصلحة سياسية من وراء المفاوضات الجارية بين محمود عباس والاحتلال برعاية أمريكية قد تؤدي إلى اتفاق إطار أو انتقالي يحقق الرؤية الإسرائيلية، وعلى ما يبدو أن وزير الخارجية الأمريكي كيري فيما سيقدمه من مشروع حل مؤقت يحمل فيه الرؤية الإسرائيلية، وهذا ما تشير إلية التسريبات الإعلامية في الصحافة الإسرائيلية بشكل يومي ومحاولة نفي السلطة لها أو التأكيد على أنها لن توافق على مثل هذا المشروع؛ ولكن الواقعية والحل الممكن والتوافق على حل مؤقت ورعاية ووعودات أمريكا وضغوطات مالية وسياسة صناعة خادم جديد بدلا من محمود عباس قد تدفعه إلى الإقرار بالمشروع الأمني الأمريكي كحل مؤقت للصراع، ويبدو أن الرئيس الأمريكي اوباما يريد أن يحقق لنفسه انجازا ويُوجد حلا للموضوع الفلسطيني الإسرائيلي بعد أن نجح في ملفين مهمين هما الملف السوري والملف الإيراني حتى لو كان على حساب حقوق الشعب الفلسطيني وتطلعاته.

في الختام نؤكد أن العدو الصهيوني هو عدو غادر وأن قراره بالعدوان على قطاع غزة مُتخذ على كافة الصعد العسكرية والسياسية وأن أهداف عدوانيه السابقين لم يحققا له أهدافه في تدمير المقاومة الفلسطينية وعلينا أن نتوقع أن يقوم الاحتلال في أي وقت بعدوان واسع إذا تحققت له مكاسب من خلال العدوان، ومن هنا على المقاومة الفلسطينية أن تكون جاهزة ليس في قطاع غزة فقط بل وفي أي مكان من الأراضي الفلسطينية وعليها تفعيل خلاياها الكامنة إذا كان لديها في فلسطين المحتلة من عام 48، أو توجد لها خلايا إذا دعت الحاجة إليها، وعلى كافة الأطر والقوى السياسية والمؤسسات أن تعمل على تحصين الجبهة الداخلية كونها تشكل صمام الأمان في مواجهة أي عدوان على القطاع وهي عنصر مهما في تمكين المقاومة من الانشغال بالعدو، وكذلك حماية الجبهة الداخلية يشكل حماية للمقاومة ما يعزز عوامل النصر وإفشال مخططات العدو.
جبل يدعى حماس
سأموت ولكن لن ارحل
يا رب انت العالم
يوم تجثو كل أمّــة
علم .. مقاومة .. حرية

الشبكات الاجتماعية

تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية

القائمة البريدية