ثورة العيص الإلكترونية
مخلص برزق
بعد ليلة حافلة تساقطت فيها شهب "الهكرز" على مردة بني صهيون أحرقت لهم مواقعهم وأطاحت بجدرهم النارية فلم تغن عنهم مضاداتهم الفيروسية ولا أنظمة حمايتهم وظهر للعيان أنهم قد أخذوا على حين غرة وبوغتوا في عقر دارهم. تحدث البعض بعدها عن تدمير الآلاف من المواقع وخسائر كبيرة في البورصة وتسرب لحسابات وأرصدة مصرفية وبطاقات ائتمان مالية والأخطر من ذلك انكشاف بيانات الآلاف من عملاء الموساد مع صدمة لدى كل مستخدمي شبكة الإنترنت.
وبالمقابل سارعت وسائل الإعلام الصهيونية للتهوين من حجم الأضرار الناجمة عن تلك الهجمات وانبرى المختصون الصهاينة بنفي كل ما ذكره "الأنويمومنس" والهكرز العربي وتم الإيحاء بأن "الوضع تحت السيطرة" وأن الأعين "الإسرائيلية" مستيقظة ومستعدة لمواجهة أسوأ الاحتمالات.
كنت توقعت بعيد حدوث تلك الهجمات بقليل أن تشيع الأوساط الصهيونية بأن هجمات الهكرز لم تحدث ضرراً يذكر وأنهم قاموا بإصلاح كل شيء بسرعة للتهوين من حجم الأضرار والخسائر المادية والمعنوية.. فهذه عادتهم حتى في تعاملهم مع العمليات العسكرية لأن جبهتهم الداخلية لا تحتمل العيش بلا جدران حصينة سواء في مواجهة الصواريخ القسامية أو الهجمات الإلكترونية وقلت حينها: "لا تصدقوهم وأتبعوا الصاع بصاعين والهجمة الإلكترونية بهجمات وهجمات" وهو ما حدث فعلياً.
لوهلة من الزمن، ظن الصهاينة أنهم دهاقنة العلم وسادته وكبراؤه، وأنهم قادرون على بسط سيطرتهم المطلقة على مخرجات العلم الحديث وأهمها تقنية المعلومات والاتصالات فاتخذوا من الشبكة العنكبوتية داراً لهم ومقراً وتباهوا على جيرانهم الأعداء بالطفرة التقنية التي "حوسبت" كل مناحي الحياة لديهم، ما جعل الحياة لديهم تأخذ طابعاً رغيداً يتم فيه التحكم إلكترونياً بدفق الماء والكهرباء وحركة الطائرات والقطارات وانسياب المال في المصارف والبنوك وصولاً إلى التحكم بالمصانع الكبرى والمنشآت الحساسة كمفاعل ديمونا..
ظنوا أنهم مانعتهم تحصيناتهم التقنية وقدراتهم العلمية فتبين أنهم إنما اتخذوا بيتاً كبيت العنكبوت في شبكة عنكبوتية مخرّقة الجوانب والأركان أتتهم من خلالها الهجمات من كل حدب وصوب ومن حيث لم يحتسبوا وباتوا مكشوفي الظهر وهم يواجهون حرباً جديدة لا يمكن التهوين من شأنها والنتائج المترتبة عليها على المدى البعيد.
وبعيداً عن التهويل والتهوين من شأن ما جرى فلنا أن نعتبر تلك الحرب مرحلة من مراحل الصراع وشكلاً جديداً من أشكاله مع تغير الأدوات والأطراف المشاركة والأهداف المرصودة.. وبالمقارنة مع مراحل سابقة يمكن التنبؤ بمآل تلك المرحلة. فانتفاضة الحجارة اتخذت منحى شبيهاً بالعصيان المدني حاول العدو يائساً أن يهوّن من آثارها ويشكك في قدرة المنتفضين على الاستمرار فيها، وفشل في ذلك فشلاً ذريعاً، ما جعلها تنتقل إلى مستوى أعلى من مستويات المقاومة وتمهد لحرب جديدة ضد الاحتلال بأدوات جديدة مختلفة وصور أخرى من صور الجهاد.
وفي الحرب التي خاضها العدو ضد صواريخ القسام كانت الصفة الملازمة لتلك الصواريخ أنها "عبثية" و"مواسير مياه" و"كرتونية" و"مفرقعات أطفال".. كل ذلك من أجل تطمين الجبهة الداخلية والحلفاء وإظهار تماسك كبير تجاه خطر داهم، ومن أجل ثني المجاهدين أيضاً عن مواصلة الطريق وإصابتهم باليأس والقنوط من تحقيق شيء يذكر من خلال تلك الصواريخ. غير أن كل نلك المحاولات باءت بالفشل، وقام المجاهدون بتطويرها وزيادة مداها وقدراتها التدميرية حتى دكت تل أبيب وأصابت الكيان الصهيوني إصابة مباشرة في القلب. ومن قبل أشيع بأن القبة الحديدية التي تم بناؤها بتمويل أميركي كفيلة بمواجهة الهجمات الصاروخية والقضاء عليها أو على الأقل تحييدها والتقليل من آثارها التدميرية، وثبت في حرب غزة الأخيرة "حجارة السجيل" أنها كانت بيتاً عنكبوتياً لا أكثر. وفي المرحلة التي سبقت مرحلة الصواريخ خاض المجاهدون حرب إرادة مع العدو المحتل لضرب ادعاءاته بأسطورة "الميركافا" ونجحوا أيما نجاح بعد أن كان لها سمعة عالمية متميزة هوت بالحضيض بفعل ضربات المجاهدين.
هي مرحلة مهمة جداً في حرب الأدمغة والإرادات معاً، سيحاول العدو الإيهام في بدايتها أنها حرب محسومة له وأنها لن تنال منه، ومع توالي الضربات سوف يعترف باتساع رقعتها وتأثره منها بشكل غير مباشر.. لكنه في ساعة محددة سيعترف بشيء من خسائره وسيطلق صفارات الإنذار ويطلق معها نداءات استغاثة لحلفائه وعلى رأسهم أميركا ويدعو العالم إلى الوقوف معه لتجريم أولئك الهكرز والتعاون الدولي من أجل القضاء عليهم والاتحاد فيما يشبه "مؤتمر شرم الشيخ 1996" لمحاصرتهم والحد من هجماتهم التدميرية..
وإلى حين الوصول إلى تلك الساعة فسوف يركز العدو على أن المواقع الحساسة المتعلقة بالتحكم بوسائل النقل والكهرباء والأمن والمال محصنة تماماً ضد هجمات الهاكرز، وقد يكون كلامهم فيه شيء من الصحة "مؤقتا" لا ينكره كل مراقب عن كثب، ويعيه أولئك القابعون خلف شاشات حواسيبهم متربصين بمواقع العدو. وهو ما يشكل لهم التحدي المثير لكوامن الرغبة في عمل اختراق كبير وتحقيق إنجاز كبير مثل ذلك الذي جعل صاروخ القسام 1 يتحول بقدرة قادر إلى إم-75 فكثرة الدق على الصوّان يكسره وكما في المثل "كثرة الدق تكسر اللحام"..
والبداية الموفقة التي أدهشت العالم لا شك بأنها ستغري آخرين على الولوج في تلك الحرب المثيرة، وشباب الأمة الذين كانوا يحمّلون الحكام وزر قعودهم عن الجهاد ضد المحتلين اليهود بإغلاقهم الحدود وإقامتهم السدود، ما عاد لهم حجة بعد أن زالت تلك الحدود في تلك الحرب الافتراضية. والذين كانوا ينادون ولاة الأمر بتسليحهم، ما عاد لهم حجة فالسلاح على مرمى حجر توفره دورة اختراق الأجهزة "الهكر"..
والمشهد الأخير يسلط الضوء على أهمية التسلح بكافة الأسلحة الممكنة لمواجهة العدو الصهيوني بها، ويسلط الضوء على أثر الاجتماع العربي والإسلامي في توجيه ضربات موجعة للصهاينة، ويسلط الضوء على هشاشة ذلك الكيان ووجود ثغرات قاتلة في تركيبته..
إنها ثورة عيص مباركة فجرها أحفاد أبي بصير وأبي جندل في توقيت حساس جداً يمارس فيه العدو إجرامه بحق الأسرى والمسرى.. وقت تلجم فيه التهدئة عنان الصواريخ المتحفزة كما فرض صلح الحديبية على المسلمين ردّ المهاجرين بدينهم إلى كفار قريش، في معادلة يصعب تقبلها إلا لمن تخطت رؤيته جدران الزمان والمكان وأنارت ثقته بنصر الله بصره وبصيرته فوجد تباشير النصر تلوح كما وجد يعقوب عليه السلام ريح يوسف.. ثورة تستمد قوتها من وعد النبي لأبي بصير رضي الله عنه ولجميع المستضعفين المؤمنين: (يا أبا بصير، انطلق فإن الله سيجعل لك ولمن معك من المستضعفين فرجاً ومخرجا).
ثورة بحاجة إلى المزيد المزيد من الرجال لتزداد سعيراً واتقاداً في وجه الصهاينة المجرمين، فقد قال النبي عن أبي بصير: "ويل أمه، مسعّر حرب لو كان له أحد".. ونحن نقولها عن أولئك المبدعين الذين نتباهى بجرأتهم وإقدامهم وإنجازهم.
وكما جعل ذلك الفتح المسمى صلح الحديبية من أبي بصير مسعّر حرب قطع إمدادات القوافل عن قريش حتى غدا ذلك البند المتعلق بردّ المسلمين لقريش كابوساً مؤرقاً لقريش جعلتهم يستصرخون النبي أن يقبل بإلغائه بعد أن تشددوا في وضعه، فعلى شباب الأمة استغلال الأجواء الثورية في دول الربيع العربي للمبادرة في حمل راية الجهاد الإلكتروني المؤثر.
هم أولاء ثوار العيص ينهجون نهج أبي بصير وأبي جندل في قطع القوافل الإلكترونية التي تمد الكيان الغاصب بالمعلومات ويتلاعبون في مخزونهم المعلوماتي الاستراتيجي الخطير بما ينذر بآثار كارثية تمهد لمرحلة جديدة من مراحل الصراع.. وهل عجب أن فتح مكة أعقب ثورة العيص المباركة؟
مخلص برزق
بعد ليلة حافلة تساقطت فيها شهب "الهكرز" على مردة بني صهيون أحرقت لهم مواقعهم وأطاحت بجدرهم النارية فلم تغن عنهم مضاداتهم الفيروسية ولا أنظمة حمايتهم وظهر للعيان أنهم قد أخذوا على حين غرة وبوغتوا في عقر دارهم. تحدث البعض بعدها عن تدمير الآلاف من المواقع وخسائر كبيرة في البورصة وتسرب لحسابات وأرصدة مصرفية وبطاقات ائتمان مالية والأخطر من ذلك انكشاف بيانات الآلاف من عملاء الموساد مع صدمة لدى كل مستخدمي شبكة الإنترنت.
وبالمقابل سارعت وسائل الإعلام الصهيونية للتهوين من حجم الأضرار الناجمة عن تلك الهجمات وانبرى المختصون الصهاينة بنفي كل ما ذكره "الأنويمومنس" والهكرز العربي وتم الإيحاء بأن "الوضع تحت السيطرة" وأن الأعين "الإسرائيلية" مستيقظة ومستعدة لمواجهة أسوأ الاحتمالات.
كنت توقعت بعيد حدوث تلك الهجمات بقليل أن تشيع الأوساط الصهيونية بأن هجمات الهكرز لم تحدث ضرراً يذكر وأنهم قاموا بإصلاح كل شيء بسرعة للتهوين من حجم الأضرار والخسائر المادية والمعنوية.. فهذه عادتهم حتى في تعاملهم مع العمليات العسكرية لأن جبهتهم الداخلية لا تحتمل العيش بلا جدران حصينة سواء في مواجهة الصواريخ القسامية أو الهجمات الإلكترونية وقلت حينها: "لا تصدقوهم وأتبعوا الصاع بصاعين والهجمة الإلكترونية بهجمات وهجمات" وهو ما حدث فعلياً.
لوهلة من الزمن، ظن الصهاينة أنهم دهاقنة العلم وسادته وكبراؤه، وأنهم قادرون على بسط سيطرتهم المطلقة على مخرجات العلم الحديث وأهمها تقنية المعلومات والاتصالات فاتخذوا من الشبكة العنكبوتية داراً لهم ومقراً وتباهوا على جيرانهم الأعداء بالطفرة التقنية التي "حوسبت" كل مناحي الحياة لديهم، ما جعل الحياة لديهم تأخذ طابعاً رغيداً يتم فيه التحكم إلكترونياً بدفق الماء والكهرباء وحركة الطائرات والقطارات وانسياب المال في المصارف والبنوك وصولاً إلى التحكم بالمصانع الكبرى والمنشآت الحساسة كمفاعل ديمونا..
ظنوا أنهم مانعتهم تحصيناتهم التقنية وقدراتهم العلمية فتبين أنهم إنما اتخذوا بيتاً كبيت العنكبوت في شبكة عنكبوتية مخرّقة الجوانب والأركان أتتهم من خلالها الهجمات من كل حدب وصوب ومن حيث لم يحتسبوا وباتوا مكشوفي الظهر وهم يواجهون حرباً جديدة لا يمكن التهوين من شأنها والنتائج المترتبة عليها على المدى البعيد.
وبعيداً عن التهويل والتهوين من شأن ما جرى فلنا أن نعتبر تلك الحرب مرحلة من مراحل الصراع وشكلاً جديداً من أشكاله مع تغير الأدوات والأطراف المشاركة والأهداف المرصودة.. وبالمقارنة مع مراحل سابقة يمكن التنبؤ بمآل تلك المرحلة. فانتفاضة الحجارة اتخذت منحى شبيهاً بالعصيان المدني حاول العدو يائساً أن يهوّن من آثارها ويشكك في قدرة المنتفضين على الاستمرار فيها، وفشل في ذلك فشلاً ذريعاً، ما جعلها تنتقل إلى مستوى أعلى من مستويات المقاومة وتمهد لحرب جديدة ضد الاحتلال بأدوات جديدة مختلفة وصور أخرى من صور الجهاد.
وفي الحرب التي خاضها العدو ضد صواريخ القسام كانت الصفة الملازمة لتلك الصواريخ أنها "عبثية" و"مواسير مياه" و"كرتونية" و"مفرقعات أطفال".. كل ذلك من أجل تطمين الجبهة الداخلية والحلفاء وإظهار تماسك كبير تجاه خطر داهم، ومن أجل ثني المجاهدين أيضاً عن مواصلة الطريق وإصابتهم باليأس والقنوط من تحقيق شيء يذكر من خلال تلك الصواريخ. غير أن كل نلك المحاولات باءت بالفشل، وقام المجاهدون بتطويرها وزيادة مداها وقدراتها التدميرية حتى دكت تل أبيب وأصابت الكيان الصهيوني إصابة مباشرة في القلب. ومن قبل أشيع بأن القبة الحديدية التي تم بناؤها بتمويل أميركي كفيلة بمواجهة الهجمات الصاروخية والقضاء عليها أو على الأقل تحييدها والتقليل من آثارها التدميرية، وثبت في حرب غزة الأخيرة "حجارة السجيل" أنها كانت بيتاً عنكبوتياً لا أكثر. وفي المرحلة التي سبقت مرحلة الصواريخ خاض المجاهدون حرب إرادة مع العدو المحتل لضرب ادعاءاته بأسطورة "الميركافا" ونجحوا أيما نجاح بعد أن كان لها سمعة عالمية متميزة هوت بالحضيض بفعل ضربات المجاهدين.
هي مرحلة مهمة جداً في حرب الأدمغة والإرادات معاً، سيحاول العدو الإيهام في بدايتها أنها حرب محسومة له وأنها لن تنال منه، ومع توالي الضربات سوف يعترف باتساع رقعتها وتأثره منها بشكل غير مباشر.. لكنه في ساعة محددة سيعترف بشيء من خسائره وسيطلق صفارات الإنذار ويطلق معها نداءات استغاثة لحلفائه وعلى رأسهم أميركا ويدعو العالم إلى الوقوف معه لتجريم أولئك الهكرز والتعاون الدولي من أجل القضاء عليهم والاتحاد فيما يشبه "مؤتمر شرم الشيخ 1996" لمحاصرتهم والحد من هجماتهم التدميرية..
وإلى حين الوصول إلى تلك الساعة فسوف يركز العدو على أن المواقع الحساسة المتعلقة بالتحكم بوسائل النقل والكهرباء والأمن والمال محصنة تماماً ضد هجمات الهاكرز، وقد يكون كلامهم فيه شيء من الصحة "مؤقتا" لا ينكره كل مراقب عن كثب، ويعيه أولئك القابعون خلف شاشات حواسيبهم متربصين بمواقع العدو. وهو ما يشكل لهم التحدي المثير لكوامن الرغبة في عمل اختراق كبير وتحقيق إنجاز كبير مثل ذلك الذي جعل صاروخ القسام 1 يتحول بقدرة قادر إلى إم-75 فكثرة الدق على الصوّان يكسره وكما في المثل "كثرة الدق تكسر اللحام"..
والبداية الموفقة التي أدهشت العالم لا شك بأنها ستغري آخرين على الولوج في تلك الحرب المثيرة، وشباب الأمة الذين كانوا يحمّلون الحكام وزر قعودهم عن الجهاد ضد المحتلين اليهود بإغلاقهم الحدود وإقامتهم السدود، ما عاد لهم حجة بعد أن زالت تلك الحدود في تلك الحرب الافتراضية. والذين كانوا ينادون ولاة الأمر بتسليحهم، ما عاد لهم حجة فالسلاح على مرمى حجر توفره دورة اختراق الأجهزة "الهكر"..
والمشهد الأخير يسلط الضوء على أهمية التسلح بكافة الأسلحة الممكنة لمواجهة العدو الصهيوني بها، ويسلط الضوء على أثر الاجتماع العربي والإسلامي في توجيه ضربات موجعة للصهاينة، ويسلط الضوء على هشاشة ذلك الكيان ووجود ثغرات قاتلة في تركيبته..
إنها ثورة عيص مباركة فجرها أحفاد أبي بصير وأبي جندل في توقيت حساس جداً يمارس فيه العدو إجرامه بحق الأسرى والمسرى.. وقت تلجم فيه التهدئة عنان الصواريخ المتحفزة كما فرض صلح الحديبية على المسلمين ردّ المهاجرين بدينهم إلى كفار قريش، في معادلة يصعب تقبلها إلا لمن تخطت رؤيته جدران الزمان والمكان وأنارت ثقته بنصر الله بصره وبصيرته فوجد تباشير النصر تلوح كما وجد يعقوب عليه السلام ريح يوسف.. ثورة تستمد قوتها من وعد النبي لأبي بصير رضي الله عنه ولجميع المستضعفين المؤمنين: (يا أبا بصير، انطلق فإن الله سيجعل لك ولمن معك من المستضعفين فرجاً ومخرجا).
ثورة بحاجة إلى المزيد المزيد من الرجال لتزداد سعيراً واتقاداً في وجه الصهاينة المجرمين، فقد قال النبي عن أبي بصير: "ويل أمه، مسعّر حرب لو كان له أحد".. ونحن نقولها عن أولئك المبدعين الذين نتباهى بجرأتهم وإقدامهم وإنجازهم.
وكما جعل ذلك الفتح المسمى صلح الحديبية من أبي بصير مسعّر حرب قطع إمدادات القوافل عن قريش حتى غدا ذلك البند المتعلق بردّ المسلمين لقريش كابوساً مؤرقاً لقريش جعلتهم يستصرخون النبي أن يقبل بإلغائه بعد أن تشددوا في وضعه، فعلى شباب الأمة استغلال الأجواء الثورية في دول الربيع العربي للمبادرة في حمل راية الجهاد الإلكتروني المؤثر.
هم أولاء ثوار العيص ينهجون نهج أبي بصير وأبي جندل في قطع القوافل الإلكترونية التي تمد الكيان الغاصب بالمعلومات ويتلاعبون في مخزونهم المعلوماتي الاستراتيجي الخطير بما ينذر بآثار كارثية تمهد لمرحلة جديدة من مراحل الصراع.. وهل عجب أن فتح مكة أعقب ثورة العيص المباركة؟
الشبكات الاجتماعية
تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية