جامعة بير زيت .. متى يترجل الفارس؟ ... بقلم : النائب فتحي القرعاوي

الإثنين 21 مايو 2012

جامعة بير زيت .. متى يترجل الفارس؟


النائب فتحي القرعاوي


عندما أستذكر جامعة بير زيت أستذكر رجالها الكرام العظام من أبناء الكتلة الإسلامية عندما كنت مدرساً في فترة خلت في أحد معاهد مدينة رام الله وكنت أتابع عن كثب نشاط الكتلة الإسلامية في جامعة بير زيت والتي خطت الخطوة الأولى نحو التشكل فكانت أم الكتل الإسلامية على مستوى الوطن ولرجالها السبق في النشاط النقابي رغم قلة عدد أبنائها في ذلك الوقت.

لقد كان الحديث في تلك الفترة عن مشاركة الكتلة الإسلامية الوليدة في الإنتخابات الطلابية مثار نكتة واستهجان بين الأطر الطلابية في جامعة عريقة كبير زيت حيث كان اليسار وحركة فتح المتنافسان الرئيسيان على مقاعد مجلس الطلبة في الجامعة بل أكثر من ذلك حدثني أحد المضطلعين في تلك الفترة أن نقاشاً دار داخل إدارة الجامعة وطرح سؤال عبثي ترى لو فازت الكتلة الإسلامية ماذا سنفعل ؟ وأمام ضحك الجميع قال أحدهم أنا أرى أن نغلق الجامعة ولا ضرورة لوجود جامعة بير زيت في ظل سيطرة الكتلة الإسلامية على مجلس الطلبة ..!

إلا أن الإصرار والإخلاص والارادة الحرة رفع اسم الكتلة الإسلامية لتثبت نفسها كإطار طلابي أصيل وليس طارئا على المجتمع الفلسطيني فكان صائب ذهب وجواد أبو سلمية أول الشهداء الذين روت دمائهم أرض بير زيت ثم تتابعت قوافل الشهداء القادة.. يحيى عياش ، أيمن حلاوة، عبد المنعم أبوحميد ’ايهاب أبوسليم ’ ضياء الطويل ’ عبداللطيف حروب، خليل الشريف .. و.. القائمة طويلة.

لقد شهدت مدرجات جامعة بير زيت المعارك حامية الوطيس بين التيار الإسلامي الذي رفعت رايته الكتلة الإسلامية وبين تيار اليسار والذي كان في تلك الفترة بعض فصائله تجادل حتى في وجود الله وكان النقاش ينصب في كثير من الأحيان حول أدلة إثبات وجود الإله وكان الأستاذ بسام جرار والشيخ فضل صالح والشيخ حسن يوسف وغيرهم من قادة العمل الإسلامي ممن تصدى لتلك الحملة ولتلك التيارات التي كانت في تلك الفترة لا زالت تعتبر الدين أفيون الشعوب وما هي إلا سنوات قليلة وإذا بتيار اليسار الإلحادي يتهاوى وإذا بالكتلة الإسلامية ترفع اللواء .. لواء الحق والحرية لواء الصدق لواء النور لواء الإخلاص والعمل وإبراز الوجه الحقيقي للقضية الفلسطينية لقد كانت جامعة بير زيت في مرحلة خلت قبلة لأصحاب الرأي الحر فكان لها الأثر على كل جامعات ومعاهد الوطن بل على الوطن كله .

لقد تميزت هذه الجامعة العظيمة بتخريج كوكبة من كرام الرجال الذين منهم من قضى نحبه شهيداً إلى الله ومنهم ما زال رافعاً الراية يؤدي واجبه منطلقاً من قلب هذه الجامعة (فما ضعفوا وما استكانوا) أستذكر من رجال تلك الحقبة العظيمة ومن خريجيها الأفذاذ الدكتور عبد الحليم الأشقر ، والذي ترشح للرئاسة الفلسطينية في أول انتخابات حصلت في فلسطين بعد قدوم السلطة هذا الرجل العظيم القابع في سجنه في الولايات المتحدة الأمريكية لمدة 12 عاماً وكل جرمه أنه رفض الإدلاء بشهادته لإدانة شخص آخر أمام المحاكم الأمريكية ، أستذكر السادة الأساتذة سامر نمر ، ومحسن أبو عيطة ، وزياد شديد ، وفخري صباح ، والشاعر المبدع عقل ربيع ، والإعلامي الشهير عبد الله السعافين ، والأستاذ جميل الدلو ، وزياد حمدان ، وجمال حسام ، كما أستذكر القائد إبراهيم حامد ، والشهيد صالح التلاحمة، ولا أنسى الزملاء في المجلس التشريعي محمود مصلح ، وباسم الزعارير من خريجي جامعة بير زيت والذين هم اليوم قادة وأي قادة.. والقائمة طويلة طويلة طويلة من أصحاب الألقاب والشهادات العالية والمراكز المرموقة فحق للكتلة الإسلامية أن تتيه فرحاً وفخراً بأبنائها ورجالها وقياداتها ..

وأمام هذه الصفحة ناصعة البياض وأمام هذا التاريخ النقي وأمام هذا الإبداع لأبناء الكتلة الإسلامية نقف بكل الإحترام والتقدير والتحية إلى من تسلم الراية بعد هذه الكوكبة ولا زال رغم الاعتقال والملاحقة والحرمان من تقديم الإمتحانات والمنع من التخرج بسبب استمرار الاعتقالات أبناء الكتلة الإسلامية في جامعة بير زيت اليوم هؤلاء المعتصمون الذين يصرون على إسماع صوتهم وتوصيل مظلمتهم هؤلاء الذين حملوا هم الوطن ورفعوا راية مطالبهم وهم ليسوا طلاب وظيفة ولا باحثين عن مال أو زيادة معاشات أو التعجيل بقبض الرواتب، إن مطلبهم واحد وهو حقهم في التعليم بحرية والحق بالتخرج بعد ثماني أو تسع سنوات تخللها الاعتقالات في سجون الاحتلال والسلطة .. يريد هؤلاء أن يتساووا مع زملائهم في نفس الجامعة من أبناء فتح والشعبية والديموقراطية وبقية الفصائل يريدوا أن يرسلوا رسالة واضحة المعالم إلى كل ذي لب وعقل وفهم إلى من يؤمن بالحرية والعدالة إلى كل من يؤمن بحقوق الإنسان ومنها حقه في التعلم والتخرج ودون تنكيد أو تنغيص أو (سمة بدن) لماذا تتخرج كل الأمم وتنجح في امتحان القبول وتتوظف وتتبوأ المناصب دون ملاحقة ودون متابعة ودون اعتقال ودون محاكم مدنية أو عسكرية إلا أبناء الكتلة الإسلامية سؤال يرسله الأبرار الأحرار المعتصمون في ساحة جامعة بير زيت نيابة عن أبناء الكتل الإسلامية في كل معاهد وجامعات فلسطين إلى كل من يهمه الأمر وعلى رأسهم الرئيس الفلسطيني والسيد عزام الأحمد الذي يتباكى على المصالحة ويتهم حماس بعرقلتها وإلى كل رؤساء الجامعات وإلى كل العلماء وإلى كل الكتل الطلابية في العالم كله علها تصل ويكون المخرج لهذه الفئة من أبناء الشعب الفلسطيني ..

وإننا إذ نشد على أيديكم يا أبناءنا ويا إخواننا ويا قادة المستقبل من أبناء الكتلة الإسلامية في جامعة بير زيت ونقول لكم ارفعوا رؤوسكم عالية بجامعتكم وباخوانكم من ابناء الكتلة الاسلامية الذين خلوا والذين جاؤوا من بعدهم كما اقول لكم إن اعتصامكم حق مشروع كما في تهديدكم بالإضراب عن الطعام كما في مشروعية مطالبكم فنحن معكم ومن ورائكم حتى يتوقف الإعتقال السياسي ضد طلاب الجامعات وضد الإنسان الفلسطيني الحر فقد آن الأوان أن تترجلوا أيها الفرسان الكرام فبصبركم وبثباتكم وبإصراركم تصنعون فجركم وفجر أمتكم وإن ذلك قريب قريب إنشاء الله.
جبل يدعى حماس
سأموت ولكن لن ارحل
يا رب انت العالم
يوم تجثو كل أمّــة
علم .. مقاومة .. حرية

الشبكات الاجتماعية

تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية

القائمة البريدية