مصطفى الصواف
صحيح أن قوى المقاومة تشارك العامة والخاصة من أبناء شعبنا الفلسطيني، إلا من باعوا أنفسهم للشيطان، بان المقاومة وخطف الجنود هي الوسيلة لتحرير الأسرى، وهذه القوى تسعى بما لديها من إمكانيات ووفق الظروف المحيطة إلى تحقيق هذا الهدف رغم أن الظروف صعبة والاحتلال يشدد من إجراءاته للحيلولة دون أن تتمكن المقاومة من فعل ذلك؛ وصراع الأدمغة دائر بين الجانبين على قدم وساق، العدو يشدد من الإجراءات والمقاومة ترصد وتخطط على أمل أن تتمكن من أسر جندي أو أكثر، كيف ومتى؟، هذا أمر يعود إلى جهة الاختصاص وهي قوى المقاومة، لأن القرار متخذ بالعمل على خطف جنود؛ ولكن التنفيذ منوط بالقوى الفلسطينية المقاومة وفق إمكانياتها وظروفها.
لكن دعونا نطرح سؤالا أمام الفلسطينيين، هذا السؤال يتعلق بالنتائج المترتبة على عمليات اسر الجنود، وهو أن أي عملية للمقاومة تنجح فيها في خطف جندي وإخفائه كما حدث مع شاليط سيكون مقابله ثمنا سيدفع من الشعب الفلسطيني، لأن العدو لن يُسلم بالأمر ولن يقبل ذلك وسيمارس إرهابه المعتاد وبشكل اقسى وانكى للضغط على المقاومة من خلال الضغط على الفلسطينيين، والسؤال هل لو نجح رجال المقاومة من أسر جندي أو أكثر، هل سنقف إلى جوار المقاومة ونتحمل إرهاب الاحتلال كما حدث في فترة خطف واسر شاليط؟، أو أننا نعمل على جلد أنفسنا ومقاومتنا حال تعرضنا للأذى من قبل الاحتلال؟، قد يقول أحدنا نحن لم نخذل المقاومة في شاليط ، وتحملنا معها كل النتائج ، ونحن على استعداد لتحمل أي نتائج من قبل العدو المهم أن تصمد المقاومة وتحتفظ بالجندي المأسور ويتم تحقيق صفقة مشرفة كما حدث في صفقة وفاء الأحرار.
أنا لا اشكك بقدرة شعبنا على الصمود والوقوف خلف المقاومة؛ ولكن ننبه أن أي عملية خطف لجنود صهاينة في الداخل الفلسطيني غزة أو الضفة أو فلسطين المحتلة من عام 48 أو حتى في المحيط العربي المجاور سندفع نحن من دمائنا وبيوتنا وحرياتنا الثمن وعلينا أن نوطن أنفسنا على هذا الثمن قبل حتى تنفيذ أي عملية اسر من قبل المقاومة، والأهم أن نقف خلف المقاومة ولا نستمع إلى وسائل التخذيل والتحبيط والتشكيك التي يمارسها المنهزمون من أبناء جلدتنا أو من على شاكلتهم في عالمنا العربي.
تحرير الأسرى من سجون الاحتلال مسالة ليست هينة، وهي بحاجة إلى مواقف شجاعة من الجميع وقدرة على الصبر والتحمل عالية؛ لآن عدونا غادر ودموي؛ ولكن مقابل حرية الأسرى نعتقد أن كل شيء يمكن أن يهون وان هؤلاء الذين دفعوا حياتهم وزهرات شبابهم من حقهم أن نشاركهم نحن في دفع جزء من الثمن والاستحقاق المطلوب.
المرحلة القادمة مرحلة دقيقة وقد يحدث في أي وقت تطورات في اتجاه اسر جنود أو مستوطنين صهاينة والمسالة هي مسالة وقت والذي يتحكم فيها وجود الفرصة المناسبة للقيام بعملية الأسر سواء عبر عملية عسكرية على غرار الوهم المتبدد أو من خلال الطريقة القديمة التي تم فيها اختطاف سبورتس او طليدانوا، أو قد تكون قوى المقاومة قد أبدعت طريقة جديدة لا تخطر على بال العدو تمكنها من تحقيق الأمل المنشود ليجد العدو نفسه أمام مرحلة تفاوض جديدة من أجل تنفيذ صفقة جديدة بعد أن يستنفد كل إمكانياته في الإجرام والبحث ليسلم في النهاية بأن الحل صفقة تبادل وفق شروط المقاومة، ونقولها للمقاومة وللعدو الصهيوني جاهزون وننتظر.
الشبكات الاجتماعية
تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية