جولة الانتخابات الأولى وحساباتها القادمة (1-2) ... بقلم : د. أيمن أبو ناهية

الثلاثاء 05 يونيو 2012

جولة الانتخابات الأولى وحساباتها القادمة (1-2)

د. أيمن أبو ناهية


الأحزاب والأطياف السياسية بالإضافة إلى نسبة غير قليلة من عامة الشعب المصري متخوفة من الإخوان المسلمين بإعطائهم أصواتهم أو التحالف معهم في الانتخابات الرئاسية، والسبب في ذلك يرجع إلى أن الإخوان المسلمين كانوا على مدار 50 أو 60 عام الماضية – وهي فترة استقرار حالة مصر بعد تخلصها من الاستعمار الغربي وحتى آخر فترة نظام مبارك السابقة - مغيبين تماما عن الساحة السياسية، رغم أنشطتهم السياسية والحزبية والاجتماعية والدينية الدعوية، إلا أنهم كانوا لم يتنفسوا الصعداء ومكبلي الأيادي لما كان يمارس عليهم من ضغوطات من أنظمة الحكم العلمانية واليسارية التي حكمت مصر طوال الفترة السابقة، بهدف تحجيم الجماعة وتقليص حركتها ونشاطاتها ومحاصرتها واستئصال تغلغلها في المجتمع المصري وحرمانها ممارسة حقها السياسي ومنعها من نشر أفكارها ومبادئها وتوجهاتها وأهدافها وتطلعاتها ونظرتها المستقبلية النهضوية لمصر، لذا تعتبر جميع هذه الأسباب هي العائق الأساسي التي تواجهها الآن الجماعة في الانتخابات الرئاسية.

صحيح أن جماعة الإخوان المسلمين قد نجحت بجدارة جبارة في اجتياز الانتخابات البرلمانية وفازت بأغلب الأصوات على جميع الأحزاب السياسية المختلفة، ولعل السبب في ذلك تعطش الشعب المصري للإسلام واندفاعه الإرادي وألا الإرادي كما كان ظاهرا في الانتخابات التشريعية. ويأتي هذا الاختيار من باب العامل النفسي أكثر من العامل السياسي المتمثل في قناعتهم المبدئية بصدق وأمانة الإخوان ورضاهم النفسي على إخلاص الإخوان على حمل هذه الأمانة من منطلق الوازع الديني التي تتمتع بها الجماعة في إدارة التشريع والقانون والعدل، وإيمانهم بان الإخوان لم يخذلوهم.

ومن المفروض أن الشعب المصري يواصل منح الثقة للإخوان في الانتخابات الرئاسية، كما فعل في الانتخابات التشريعية، على الرغم من أن حزب الحرية والعدالة الذراع السياسي لجماعة الإخوان المسلمين، د. محمد مرسي، قد حصل على المركز الأول في جولة الانتخابات الأولي التي جرت الشهر الماضي انه يجد نفسه في حالة منافسة قوية مع احمد شفيق الذي حصل على المركز الثاني من الجولة الأولى بفارق مليون ونصف المليون صوتا حيث حصل على 4 ملايين و943 ألفاً و490 صوتا (4.132)، بينما حصل مرسي على ملايين و693 ألفاً و982 صوتاً (4.295). كيف حصل شفيق على هذا الزخم الانتخابي رغم انه يعد من فلول وبقايا النظام السابق، وانه يقولها بصراحة أن مبارك قدوته؟

ومع بداية العد التنازلي لإجراء انتخابات الإعادة بين الدكتور محمد مرسي والفريق أحمد شفيق للوصول إلى كرسي الرئاسة سيطر على المعركة صراع الوثائق بين المرشحين والقوى السياسية والثورية، فيما رحبت جماعة الإخوان المسلمين بالبنود الستة التي طرحتها القوى والأحزاب السياسية سارع مصدر مسئول بالحملة الانتخابية لشفيق بأنه سوف يتم إعلان وثيقة رئاسية لمرشحه تتضمن التزامه بتنفيذ وتحقيق أهداف ثورة يناير وإعادتها إلى أصحابها الحقيقيين واتفقت أحزاب وقوى المصريين الأحرار والمصري الديمقراطي والتجمع والعدل وغد الثورة والجبهة والتحالف الشعبي وبعض فقهاء القانون الدستوري على البنود الستة وتعهدها بالدفاع عنها بغض النظر عن نتائج الإعادة وهي:

- انفصال الرئيس القادم عن أي حزب.
- تشكيل حكومة ائتلاف وطني.
- أن يتولى الرئيس مدة رئاسية واحدة.
- أن تكون الشريعة الإسلامية المصدر الرئيسي للتشريع.
- إلغاء وزارة الإعلام وعدم التدخل في القضاء.
- عودة الجيش إلي ثكناته.

من ناحية أخرى يطرح مرشح الإعادة أحمد شفيق خلال الأيام القادمة حسب تصريحات مسئول بحملته وثيقة على غرار ما قام به منافسة د. محمد مرسي وإنها سوف تتضمن عهدا والتزاما وقسما بتنفيذ أهداف الثورة وخاصة في العدالة الاجتماعية والحرية والكرامة لجميع فئات الشعب كما يتضمن وثيقة العهد تنفيذ البرنامج الانتخابي له بجميع الخطوط الرئيسية وخاصة بشأن المشروعات الحيوية التي توفر فرص عمل للشباب وأشار المصدر إلى أن الفريق سيجدد في كلمته حول وثيقة العهد والالتزام ضرورة إعادة الثورة لأصحابها الحقيقيين من شباب الألتراس وحركة كفاية وأعضاء حركة 6 أبريل من الذين اختطفوها والذين ركبوا عليها.

وجاء موقف الإخوان من وثيقة القوى السياسية - كما صرح الدكتور ياسر علي المنسق العام لحملة الدكتور محمد مرسي - إن البنود التي طالبت بها القوى والأحزاب السياسية تتفق مع التعهدات التي أعلن عنها الدكتور مرسي، باستثناء تحديد مدة رئاسية واحدة لفترة الرئاسة، مؤكدا أن مرسي سيتعهد بكل ما قاله أمام الشعب المصري بأكمله وهو:

- أنه لا خلاف على تشكيل حكومة ائتلافية بها كل القوى الوطنية.
- تحويل منصب الرئيس إلى مؤسسة رئاسية تضم كل الخبرات والقدرات والكفاءات الواسعة لإدارة المشهد السياسي دون إقصاء لأي فرد.
- مدنية الدولة على أن تتبنى المرجعية الإسلامية.

ولعل السؤال الفيصلي لهذه المنافسة هو: هل الشعب المصري الذي فجر الثورة في 25 يناير 2011 وثار على نظلم مبارك وأتباعه هو نفس الشعب الذي سيرجع النظام من جديد وبذلك يكون الشعب هو نفسه الذي خذل نفسه بنفسه، وصدق المثل القائل "ويا أبو زيد كأنك ما غزيت"، وهذا يترجم بطبيعة الحال فشل وسقوط الثورة المصرية؟ وهو ما سأحاول تفسيره إن شاء الله في الجزء الثاني لهذا المقال.
جبل يدعى حماس
سأموت ولكن لن ارحل
يا رب انت العالم
يوم تجثو كل أمّــة
علم .. مقاومة .. حرية

الشبكات الاجتماعية

تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية

القائمة البريدية