جون كيري فشل بلا مضاعفات
فايز أبو شمالة
لقد فشلنا، هذا ما يقوله جون كيري من خلال تأجيل زيارته للمنطقة، نحن الأمريكيين الذين وثق فينا قادة العرب والفلسطينيين، وقدموا كل ما طلبناه منهم من تنازلات وانتظار لإنجاح مهمتنا، ومع ذلك لقد فشلنا، وهذا الفشل غير متصل بالتصريحات الجريئة لنائب وزير الحرب الصهيوني "داني دانون"، وإنما للفشل الأمريكي ارتباطات بالحقيقة التي عبر عنها المجتمع الصهيوني؛ الذي يزداد ثقة بقيادة لا تؤمن بحل الدولتين، كلما ازداد استعداد قادة العرب والفلسطينيين لتقديم التنازلات، وإظهار العجز الفاضح حتى عن ذكر لفظة مقاومة.
لقد صار الحديث عن المقاومة المسلحة للعدو الغاصب ضرباً من الخبل، وصارت المقاومة عاراً وعيباً من وجهة نظر قيادتنا الفلسطينية، وصارت لفظة العدو الصهيوني رجساً من عمل الشيطان، يتوجب التطهر منها سبع مرات في غرف المفاوضات !.
العودة إلى طاولة المفاوضات بشتى السبل، وبأي شكل كان، هذا ما سعى إليه وزير الخارجية الأمريكية "جون كيري"، وحرص على عدم الفشل، بل حاول أن ينجح بمساعدة العرب في تحقيق أدنى اختراق للموقف الإسرائيلي المتصلب خلف الثواب الصهيونية.
ثمانية لقاءات تمت بين السيد عباس وحون كيري في غضون ثلاثة أشهر، ثمانية لقاءات في غرف مغلقة، بعضها في رام الله، وبعضها في عمان بمشاركة المسئولين الأردنيين، صار خلالها تقديم الكثير من العروض، والإغراءات الاقتصادية، والبدائل السياسية، ولكنها اصطدمت جميعها بالعناد الإسرائيلي القائم على الفهم الدقيق لمعادلة الصراع.
معادلة الصراع القائم على أرض فلسطين تقول: العصابات اليهودية اغتصبت فلسطين بالإرهاب، وبفائض القوة المسلحة، وبالعنف الصهيوني المتوارث؛ الذي أدخل الرعب إلى قلوب قادة العرب، فخضعوا للإرادة الصهيونية، وهي تملي عليهم الاعتراف لها بحدودها المغتصبة سنة 1948، لتفرض عليهم بعد "أوسلو" تمويل الذراع الفلسطيني المسلح؛ الذي صارت مهماته تأمين حدود الدولة الصهيونية، ومحاربة المقاومة المسلحة بكل ما أوتي من قناعة.
بعد أن اطمئن الإسرائيليون أخيراً على موافقة قادة العرب والفلسطينيين على مقترحهم بتبادل الأراضي، والتي تعني التسليم بحق الصهاينة في الاستحواذ على كل شبر استوطنوه من الأراضي المحتلة سنة 67، وبعد أن ضمن الإسرائيليون الذبح اليومي للمقاومة على يد الفلسطيني الجديد، راحت تطالب الفلسطينيين بالاعتراف لها بيهودية الدولة.
وأين هو الفلسطيني القذر القادر على الاعتراف للصهاينة بيهودية الدولة؟ !
لقد فشل "جون كيري" فشلاً لن يؤثر على مجريات السياسة الأمريكية في المنطقة، إنه الفشل المضمون الذي لا يهز شخصية وزير الخارجية الأمريكية، ولاسيما أن الرئيس "أوباما" نفسه قد فشل في الضغط على الإسرائيليين لتجميد بناء المستوطنات، وفشلت الإدارات الأمريكية المتعاقبة في الضغط على الإسرائيليين، وفي تقدم حل للقضية الفلسطينية عبر عشرات السنين.
إن فشل "جون كيري" لا يعني إلا فشل النظام العربي في التأثير على مجريات الأحداث، ولا يعني إلا فشل القيادة الفلسطينية في رهانها المطلق على المفاوضات، ولا يعني إلا فشل السيد عباس الذي عاند الواقع، وعادى النهج الملائم لمواجهة الغاصب العنيف المتجبر.
فايز أبو شمالة
لقد فشلنا، هذا ما يقوله جون كيري من خلال تأجيل زيارته للمنطقة، نحن الأمريكيين الذين وثق فينا قادة العرب والفلسطينيين، وقدموا كل ما طلبناه منهم من تنازلات وانتظار لإنجاح مهمتنا، ومع ذلك لقد فشلنا، وهذا الفشل غير متصل بالتصريحات الجريئة لنائب وزير الحرب الصهيوني "داني دانون"، وإنما للفشل الأمريكي ارتباطات بالحقيقة التي عبر عنها المجتمع الصهيوني؛ الذي يزداد ثقة بقيادة لا تؤمن بحل الدولتين، كلما ازداد استعداد قادة العرب والفلسطينيين لتقديم التنازلات، وإظهار العجز الفاضح حتى عن ذكر لفظة مقاومة.
لقد صار الحديث عن المقاومة المسلحة للعدو الغاصب ضرباً من الخبل، وصارت المقاومة عاراً وعيباً من وجهة نظر قيادتنا الفلسطينية، وصارت لفظة العدو الصهيوني رجساً من عمل الشيطان، يتوجب التطهر منها سبع مرات في غرف المفاوضات !.
العودة إلى طاولة المفاوضات بشتى السبل، وبأي شكل كان، هذا ما سعى إليه وزير الخارجية الأمريكية "جون كيري"، وحرص على عدم الفشل، بل حاول أن ينجح بمساعدة العرب في تحقيق أدنى اختراق للموقف الإسرائيلي المتصلب خلف الثواب الصهيونية.
ثمانية لقاءات تمت بين السيد عباس وحون كيري في غضون ثلاثة أشهر، ثمانية لقاءات في غرف مغلقة، بعضها في رام الله، وبعضها في عمان بمشاركة المسئولين الأردنيين، صار خلالها تقديم الكثير من العروض، والإغراءات الاقتصادية، والبدائل السياسية، ولكنها اصطدمت جميعها بالعناد الإسرائيلي القائم على الفهم الدقيق لمعادلة الصراع.
معادلة الصراع القائم على أرض فلسطين تقول: العصابات اليهودية اغتصبت فلسطين بالإرهاب، وبفائض القوة المسلحة، وبالعنف الصهيوني المتوارث؛ الذي أدخل الرعب إلى قلوب قادة العرب، فخضعوا للإرادة الصهيونية، وهي تملي عليهم الاعتراف لها بحدودها المغتصبة سنة 1948، لتفرض عليهم بعد "أوسلو" تمويل الذراع الفلسطيني المسلح؛ الذي صارت مهماته تأمين حدود الدولة الصهيونية، ومحاربة المقاومة المسلحة بكل ما أوتي من قناعة.
بعد أن اطمئن الإسرائيليون أخيراً على موافقة قادة العرب والفلسطينيين على مقترحهم بتبادل الأراضي، والتي تعني التسليم بحق الصهاينة في الاستحواذ على كل شبر استوطنوه من الأراضي المحتلة سنة 67، وبعد أن ضمن الإسرائيليون الذبح اليومي للمقاومة على يد الفلسطيني الجديد، راحت تطالب الفلسطينيين بالاعتراف لها بيهودية الدولة.
وأين هو الفلسطيني القذر القادر على الاعتراف للصهاينة بيهودية الدولة؟ !
لقد فشل "جون كيري" فشلاً لن يؤثر على مجريات السياسة الأمريكية في المنطقة، إنه الفشل المضمون الذي لا يهز شخصية وزير الخارجية الأمريكية، ولاسيما أن الرئيس "أوباما" نفسه قد فشل في الضغط على الإسرائيليين لتجميد بناء المستوطنات، وفشلت الإدارات الأمريكية المتعاقبة في الضغط على الإسرائيليين، وفي تقدم حل للقضية الفلسطينية عبر عشرات السنين.
إن فشل "جون كيري" لا يعني إلا فشل النظام العربي في التأثير على مجريات الأحداث، ولا يعني إلا فشل القيادة الفلسطينية في رهانها المطلق على المفاوضات، ولا يعني إلا فشل السيد عباس الذي عاند الواقع، وعادى النهج الملائم لمواجهة الغاصب العنيف المتجبر.
الشبكات الاجتماعية
تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية