جيوش النقمة
سائد أبو بهاء
(1)
كثيرا ما نسمع ممن يقف مع الأنظمة ولو على استحياء واصفا نفسه – ثوري حريص - بأننا يجب أن نحكَم العقل بما يحدث بالمنطقة العربية ضاربا المثل بحرصه على الجيوش العربية وأن الذي يحدث يؤسس لانهيار جيوش العرب أوطاني، فتكون الاستفادة لجيش الكفر وأعوانه، فتتحق غاية العدو الصهيوني بخسارة الشعوب لجيوشها.
ويسترسل بضرب المثل بما يحدث حقيقة على أرض الواقع، متسائلا : أين جيش العراق؟! أين جيش سوريا؟! أين جيش ليبيا؟! أين جيش مصر؟! ليأخذ الناس الى التخيل لو ان الأقصى قد هدم والقدس قد سلبت من قبل عدو الأمة، من سيقف أمامها ومن سيحمي المقدسات من العدو الصهيوني في غياب الجيوش؟! ليأتي جواب ذاك - الثوري الحريص – لا حامي للمقدسات حيث عملت الثورات على هدم الجيوش وافعلي ما شئت يا اسرائيل.
(2)
طبعا ذاك –الثوري الحريص- يستخدم هنا لغة الاستعطاف الديني فيضرب المثل بثاني المسجدين (الأقصى) بعد أن اتهم خصومه السياسيين باستخدام لغة الاستعطاف الديني،فيحلل لنفسه ما يريد ويحرم على خصومه ما يريد. هذا – الثوري الحريص- نسي أنه أول من وضع في أدبياته أن العدو ثلاث ذاكرا منهم الرجعية العربية، فحارب جيوشها من قبل وخاض معارك لا تعد ولا تحصى مع جيوشها ومتناسيا أن الجيوش التي يتكلم عنها لم تتحرك ضد عدوها في أي مواجه بل على العكس مازال أجدادنا ينتظرون الزمان والمكان المناسب للرد على جرائم العدو الصهيوني، هذا- الثوري الحريص - نسي أن الأقصى قد حرق من قبل ولم تتحرك الجيوش، هذا – الثوري الحريص - نسي أن تلك الجيوش تحركت لقتل أطفال ونساء شعوبها فقتلت كل معارض لتلك الأنظمة الرجعية،وقصفت بالأسلحة الكيميائية مدنها وقراها واستبسلت للدفاع عن تلك الأنظمة واعتقلت كل من يتحدث بسر أو علن ضد زعيم الأنظمة الرجعية.
(3)
وظهر لنا ذو العمامة السوداء متحدث آخر مدافعا عن تلك الجيوش ليقول مثل ما قال سابقه في وحدة فكرية لم يصل لتفسيرها كل علماء علم الاجتماع، حيث تناسى ذاك المعمم هجومه الشرس على جيش العراق فواجهها بحرب ضروس وحروب طائفية لعدة سنوات ورفض اتباعه ادخال الجيش اللبناني لخاصرة لبنان الجنوبية لأكثر من عقد من الزمان وحارب الجيش اللبناني في أكثر من مواجهه.واتهم الجيوش العربية بالخيانة والنذالة في أكثر من موقعة. وقام من يحمل فكره بحل الجيش العربي العراقي ليحل محله مجموعة من المليشيات الطائفية مقسما العراق الى شبه دويلات تحكمها العشائر ومجموعات الموت المنظم. ليخرجوا اليوم علينا بأهمية الدفاع عن هذه الجيوش منظرين بأهمية الحفاظ على هذه الجيوش في حين أن حقيقة دفاعهم عنهم الآن هي لتحقيق أهدافهم الخفية بالسيطرة على هذه البلاد واستبعاد خصومهم السياسيين. لتكون هذه الجيوش الأداة التي تحقق حلمهم.
(4)
أما عن هذه الجيوش التي شكلت على عقيدة من شكلها، فهي ما زالت تستنزف شعوبها اقتصاديا وتسلب موارده المالية لتتجهز للزمان والمكان المناسب لضرب العدو، فإذا بنا نرى أن المكان كان نفس الأرض وليست أرض العدو فحارب الجيش شعبه أو شعوب جيرانه، فحارب الجيش المصري شعبه،وحرق الجيش السوري أبناءه، وسحق الجيش الليبي مدنه، وأسس الجيش العراقي الحديث طائفية لم يشهدها العالم الإسلامي منذ الأزل فقتل على الهوية،وفرق بين جموع الشعب العراقي، وبالماضي القريب قصف الجيش السوري مدنه بالمدافع وراجمات الصورايخ، وقتل الجيش العراقي شعبه بالأسلحة الكيميائية، واستبسل الجيش المصري في حرب اليمن، وما زلنا ننتظر الزمان والمكان المناسب لضرب العدو،ومازال هذا – الثوري الحريص – ينظَر لتلك الجيوش بأنها حامية القدس والمقدسات، ليفيق الشعب من غفوته ويجد أنه يصرف الأموال على هذه الجيوش ويسمنها لقتل نفسه وأبنائه وبناته ليجد أنه هو العدو الحقيقي الذي تتجهز الجيوش العربية لقتله وليس العدو الصهيوني، ألم يرَ هذا – الثوري الحريص – تلك الجيوش تتهاوى عند أول مواجهة، ألم يرهم بملابسهم الداخلية عند أو لقاء،ألم يرَ جيوش بأكملها أثراً بعد عين عند مواجهة الأعداء كما حدث بالعراق، وهنا أتحدث وأنا يعتصرني الألم على هذه الجيوش معتقدا أن هناك من هو مخلص داخل هذه الجيوش.
لذلك فالمشكلة ليست بالشعوب الثورية وإنما في قادة هذه الجيوش، فلا يجوز أن أهدر كرامتي مقابل أن أحافظ على جيش يهدر كرامتي، هذه الجيوش يجب أن تعيد صياغة نفسها من جديد وتبني تفسها على عقيدة جديدة غير التي شاهدناها لتكون عقيدتهم خدمة الشعوب لا محاربتها.
سائد أبو بهاء
(1)
كثيرا ما نسمع ممن يقف مع الأنظمة ولو على استحياء واصفا نفسه – ثوري حريص - بأننا يجب أن نحكَم العقل بما يحدث بالمنطقة العربية ضاربا المثل بحرصه على الجيوش العربية وأن الذي يحدث يؤسس لانهيار جيوش العرب أوطاني، فتكون الاستفادة لجيش الكفر وأعوانه، فتتحق غاية العدو الصهيوني بخسارة الشعوب لجيوشها.
ويسترسل بضرب المثل بما يحدث حقيقة على أرض الواقع، متسائلا : أين جيش العراق؟! أين جيش سوريا؟! أين جيش ليبيا؟! أين جيش مصر؟! ليأخذ الناس الى التخيل لو ان الأقصى قد هدم والقدس قد سلبت من قبل عدو الأمة، من سيقف أمامها ومن سيحمي المقدسات من العدو الصهيوني في غياب الجيوش؟! ليأتي جواب ذاك - الثوري الحريص – لا حامي للمقدسات حيث عملت الثورات على هدم الجيوش وافعلي ما شئت يا اسرائيل.
(2)
طبعا ذاك –الثوري الحريص- يستخدم هنا لغة الاستعطاف الديني فيضرب المثل بثاني المسجدين (الأقصى) بعد أن اتهم خصومه السياسيين باستخدام لغة الاستعطاف الديني،فيحلل لنفسه ما يريد ويحرم على خصومه ما يريد. هذا – الثوري الحريص- نسي أنه أول من وضع في أدبياته أن العدو ثلاث ذاكرا منهم الرجعية العربية، فحارب جيوشها من قبل وخاض معارك لا تعد ولا تحصى مع جيوشها ومتناسيا أن الجيوش التي يتكلم عنها لم تتحرك ضد عدوها في أي مواجه بل على العكس مازال أجدادنا ينتظرون الزمان والمكان المناسب للرد على جرائم العدو الصهيوني، هذا- الثوري الحريص - نسي أن الأقصى قد حرق من قبل ولم تتحرك الجيوش، هذا – الثوري الحريص - نسي أن تلك الجيوش تحركت لقتل أطفال ونساء شعوبها فقتلت كل معارض لتلك الأنظمة الرجعية،وقصفت بالأسلحة الكيميائية مدنها وقراها واستبسلت للدفاع عن تلك الأنظمة واعتقلت كل من يتحدث بسر أو علن ضد زعيم الأنظمة الرجعية.
(3)
وظهر لنا ذو العمامة السوداء متحدث آخر مدافعا عن تلك الجيوش ليقول مثل ما قال سابقه في وحدة فكرية لم يصل لتفسيرها كل علماء علم الاجتماع، حيث تناسى ذاك المعمم هجومه الشرس على جيش العراق فواجهها بحرب ضروس وحروب طائفية لعدة سنوات ورفض اتباعه ادخال الجيش اللبناني لخاصرة لبنان الجنوبية لأكثر من عقد من الزمان وحارب الجيش اللبناني في أكثر من مواجهه.واتهم الجيوش العربية بالخيانة والنذالة في أكثر من موقعة. وقام من يحمل فكره بحل الجيش العربي العراقي ليحل محله مجموعة من المليشيات الطائفية مقسما العراق الى شبه دويلات تحكمها العشائر ومجموعات الموت المنظم. ليخرجوا اليوم علينا بأهمية الدفاع عن هذه الجيوش منظرين بأهمية الحفاظ على هذه الجيوش في حين أن حقيقة دفاعهم عنهم الآن هي لتحقيق أهدافهم الخفية بالسيطرة على هذه البلاد واستبعاد خصومهم السياسيين. لتكون هذه الجيوش الأداة التي تحقق حلمهم.
(4)
أما عن هذه الجيوش التي شكلت على عقيدة من شكلها، فهي ما زالت تستنزف شعوبها اقتصاديا وتسلب موارده المالية لتتجهز للزمان والمكان المناسب لضرب العدو، فإذا بنا نرى أن المكان كان نفس الأرض وليست أرض العدو فحارب الجيش شعبه أو شعوب جيرانه، فحارب الجيش المصري شعبه،وحرق الجيش السوري أبناءه، وسحق الجيش الليبي مدنه، وأسس الجيش العراقي الحديث طائفية لم يشهدها العالم الإسلامي منذ الأزل فقتل على الهوية،وفرق بين جموع الشعب العراقي، وبالماضي القريب قصف الجيش السوري مدنه بالمدافع وراجمات الصورايخ، وقتل الجيش العراقي شعبه بالأسلحة الكيميائية، واستبسل الجيش المصري في حرب اليمن، وما زلنا ننتظر الزمان والمكان المناسب لضرب العدو،ومازال هذا – الثوري الحريص – ينظَر لتلك الجيوش بأنها حامية القدس والمقدسات، ليفيق الشعب من غفوته ويجد أنه يصرف الأموال على هذه الجيوش ويسمنها لقتل نفسه وأبنائه وبناته ليجد أنه هو العدو الحقيقي الذي تتجهز الجيوش العربية لقتله وليس العدو الصهيوني، ألم يرَ هذا – الثوري الحريص – تلك الجيوش تتهاوى عند أول مواجهة، ألم يرهم بملابسهم الداخلية عند أو لقاء،ألم يرَ جيوش بأكملها أثراً بعد عين عند مواجهة الأعداء كما حدث بالعراق، وهنا أتحدث وأنا يعتصرني الألم على هذه الجيوش معتقدا أن هناك من هو مخلص داخل هذه الجيوش.
لذلك فالمشكلة ليست بالشعوب الثورية وإنما في قادة هذه الجيوش، فلا يجوز أن أهدر كرامتي مقابل أن أحافظ على جيش يهدر كرامتي، هذه الجيوش يجب أن تعيد صياغة نفسها من جديد وتبني تفسها على عقيدة جديدة غير التي شاهدناها لتكون عقيدتهم خدمة الشعوب لا محاربتها.
الشبكات الاجتماعية
تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية